أثار عزوف العديد من الشخصيات المرشحة لتولي الحقائب الوزارية عن قبول المناصب في التعديل الوزاري المرتقب حالة من القلق والارتباك داخل حكومة المهندس شريف إسماعيل، خاصةً أنه من المفترض أن يتم عرض التعديل على البرلمان اليوم الأحد، وفقًا لما صرح به "إسماعيل" مؤخرًا، إلا أن ضعف الخبرات وقلة الخيرات أمامه باتت تهدد قدرته على الانتهاء من التعديل الوزاري.
وفي هذا السياق ترصد "أهل مصر"، تعليقات بعض الشخصيات السياسية والإعلامية على هذا العزوف.
كثرة الاعتذارات
في اعتراف صريح من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أكد أن الاعتذارات هي التي تعطل الانتهاء من المشاورات المتواصلة التي يجريها، وتؤخر إعلان التشكيلة الجديدة لحكومته، رافضًا الإفصاح عن أسباب هذه الاعتذارات الكثيرة.
مرحلة متكررة
من جانبه، قال فوزى الشرباصي، عضو مجلس النواب عن دائرة شربين بالدقهلية، إن الظروف التي تمر بها البلاد تجعل الكثير من ذوي الخبرات يرفضون تولى الحقائب الوزارية، مما يؤكد ضعف وقلة الخبرات المتاحة أمام رئيس الوزراء، ما قد يتسبب في الإبقاء على وزراء غير مرغوبين في مناصبهم أو الاستعانة بغيرهم ممن لا يمتلكون الخبرة.
وأضاف "الشرباصي"، أن ذلك يدخلنا في مرحلة متكررة كما كان في السابق من اتخاذ قرارات عشوائية غير مدروسة وتجارب فاشلة لوزراء هم في الأساس غير مؤهلين وليسوا على قدر المسئولية، لعدم موافقة ذوى الخبرات على تولي المسئولية، مؤكدًا أن هذا لا يعيب رئيس الوزراء أو القائمين على اختيار الوزراء الجدد.
وتابع: أنه يتعين على رئيس الوزراء في ظل تخاذل الكثير من المرشحين عن قبول وظيفة وزير، إعطاء الفرصة للشباب أكثر لتولي مسئولية إدارة شئون البلاد والمشاركة في صنع القرار خاصة بعد تأكيد الرئيس السيسي على أهمية دورهم من خلال الحوار الوطني والمؤتمرات الشبابية في شتي محافظات مصر وآخرها في أسوان لخلق فكر جديد ورؤية أفضل لمستقبلنا من أجل صناعة الأمل والتقدم لدولتنا الغالية مصر.
وأوضح عضو مجلس النواب، أنه من المقرر أن يعرض التشكيل الوزاري الجديد على البرلمان خلال الإسبوع الجاري للتصويت عليه.
قلة العائد المادي
وفي السياق ذاته، كشف الإعلامي أحمد موسى، أسباب عزوف عدد من الشخصيات عن تولي أي مناصب وزارية بالتعديل المرتقب الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حواره الأخير مع رؤساء تحرير الصحف القومية.
وقال "موسى"، إن بعض الشخصيات الرافضة لتولي الحقائب الوزارية تخشى التوقيع على قرارات تصل بهم إلى السجن.
واستكمل مقدم برنامج "على مسئوليتي"، أن بعض الشخصيات رفضت تولي المناصب الوزارية المعروضة عليهم لقلة العائد المادي منها، قائلًا:"يعني الـ 35 ألف جنيه هيعملوله إيه، إذا كان دخلهم ملايين".
وناشد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء مناقشة عزوف المسئولين عن تولي الحقائب الوزارية على الرأي العام، تحقيقًا لمبدأ الشفافية الذي تبنته الحكومة منذ مجيئها.
عبئًا على أصاحبها
ورأى الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، جمال عبد الجواد، أن المناصب في الحكومة أو السلطة التنفيذية أصبحت تمثل عبئًا على أصاحبها، حتى لو كان هذا الشخص يتمتع بقدرات عالية في الإدارة والتخطيط والمتابعة، بسبب تسليط الضوء المستمر عليه في ظل المشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها مصر الآن.
وأضاف "عبد الجواد": "الناس في الشارع أصبحت تدعو على الحكومة ليل نهار بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع، وأصبح أول شخص يهاجمونه ويطالبون بإقالته هو الوزير على عكس رئيس الجمهورية، الذي يملك كثيرًا من المؤيدين والمدافعين عنه".
واستطرد: "بطبيعة الحال، فإن الشخص المرشح لمنصب وزاري يضع كل هذه العوامل في ذهنه، ولهذا يرفض معظم المرشحين تولي مناصب وزارية".