كالنار في الهشيم.. انتشرت ظاهرة خطف الأطفال، في الآونة الأخيرة، والتي روج لها مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" وبعض البرامج التي خصصت حلقات كاملة، لمناقشة هذه القضايا، وتنوعت أسباب الخطف ما بين الإتجار بهم أو لطلب فدية، أو فقدانهم نتيجة الإهمال، وتعد هذه الظاهرة بمثابة كابوس يطارد الأسر المصرية، حيث رصد المجلس القومي للأمومة والطفولة عددا كبير خلال عام 2016 ما يزيد عن 800 حالة خطف وإتجار بالأطفال.
نشر الصور والبيانات
ولجأت العديد من الأسر المصرية الذين تضرروا من هذه الظاهرة إلى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحات المتخصصة للإعلان عن المفقودين ونشر صورهم وبياناتهم حتى يسهل الوصول إليهم، معلنين عن مبالغ مالية ضخمة حال العثور عليهم.
ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مجموعة من الصفحات المختصة بهذا الشأن لمساعدة تلك الأسر، ومواجهة هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير، بعد ثورة 25 يناير 2011، والتي شهدت حالة من الانفلات الأمني غير مسبوق، كصفحة "أولادنا خط أحمر"، وأخرى "أطفال متغيبين"، و"أطفال مفقودة"، والعديد من الصفحات الأخرى التي تهتم بهذا الشأن، وذلك يرجع إلى انتشار وسائل جديدة ومبتكرة وحيل شيطانية في خطف الأطفال سواء بغرض الإتجار بهم كبيع الأعضاء واستخدامهم في التسول، أو لطلب فدية، أو للاعتداء الجنسي، أو بسبب الخلافات العائلية.
ابتزاز العائلات
وأشارت الدراسات البحثية التي تناولت هذه الظاهرة أن 30 % فقط من حالات الخطف يتم الإبلاغ عنها في حينها و70% تتأخر مما يعطل الإجراءات الأمنية خشية على أرواح المختطفين، 92 % من حالات الخطف في شمال قنا، و86 %منها في نجع حمادي و70% كانوا يستجيبون لمطالب دفع الفدية في 2013، كما أن 88% من هذه الجرائم تكون بسبب فدية وابتزاز دون معرفة بأسرة المختطف.
200 ألف جنيه
من جانبها، قامت الأجهزة الأمنية بالعديد من الإجراءات لمواجهة هذه الظاهرة خلال الأيام السابقة، وتم ضبط العديد من العصابات الإجرامية التي تمارس هذا النشاط..
رجال مباحث قسم شرطة عين شمس، نجحوا في ضبط المتهم بخطف طفلين توأم، ومساومة والديهما على مبلغ 200 ألف جنيه لإطلاق سراحهما بعد ان قدم والد بلاغا بأنه عقب توجهه هو وزوجته لعملهما تاركين نجليهما الطفلين التوأم كلا من: "آدم وياسين" 8 سنوات، بالمنزل، قاما بالاتصال بهما هاتفيا للاطمئنان عليهما فتجاوب معه شخص مجهول وقرر له بأنه قام باختطافهما وطلب منه مبلغ 200 ألف جنيه نظير إطلاق سراحهما وعقب ذلك قام بغلق الهاتف ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب الواقعة.
كما تمكنت مباحث قسم شرطة سفاجا من تحرير طفل مخطوف بالصف السادس الابتدائى الأزهرى من يد خاطفيه، بعد ساعات قليلة من خطفه وطلبهم فدية مالية من أسرته، وتم تحرير محضر بالواقعة.
ضبط 4 أشخاص
فيما تمكن ضباط المباحث من ضبط ٤ أشخاص لقيامهم بقتل طفل خوفًا من افتضاح أمرهم بعد أن قاما باختطافه وطلب فدية نصف مليون جنيه؛ حيث تم ضبط "سلطان. م"، و"محمد. ف"، ١٦ سنة، طالب، و"سامح. ر" ٢٩ سنة مكوجي، و"محمد. ع"، ٢٧ سنة، سائق توك توك، لاختطافهم الطالب عبدالرحمن أحمد، بالصف الثالث الإعدادي، مقيم بقرية كودية الإسلام، التابعة لمركز ديروط، وقتله بعد طلبهم مبلغًا ماليًا 500 ألف جنيه كفدية خوفًا من افتضاح أمرهم.
400 ألف جنيه
وعلى غرار الوقائع السابقة نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، أيضًا، بالتنسيق مع فرع الأمن العام وضباط مباحث مركز أبوكبير من ضبط سائق توك توك وعاطل لقيامهما بخطف طفل لا يتعدي عمره 5 سنوات حال عودته إلى منزله بعزبة رأفت التابعة لمركز أبوكبير لطلب فدية قدرها 400 ألف جنيه من أسرته، وعودة الطفل لأهله دون دفع فدية
عقوبة الجاني
من جانبه قال أشرف عز العرب المحامي بالنقض، إن أنواع الخطف وعقوباته، تتعدد وفقا لما قرره المشرع المصري في قانون العقوبات، فهناك المادة288 من قانون العقوبات والتي نص على أنه كل من خطف بالتحايل أو الإكراه طفلا ذكرا لم يبلغ سنه 16 عاما كاملا بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالسجن المشدد.
وأضاف "عز العرب" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن المادة 289 من قانون العقوبات، تنص على أنه كل من خطف بغير تحايل أو إكراه طفلا لم يبلغ عمره 16 سنة كاملا بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب السجن من3 إلي10 سنوات، فإن كان المخطوف أنثى فتكون العقوبة السجن المشدد، ومع ذلك يحكم علي فاعل جناية خطف الأنثى بالسجن المؤبد إذا اقترنت بها جريمة مواقعه المخطوفة الاعتداء عليها جنسيا.
وأشار المحامي بالنقض إلى أن المادة 290 من قانون العقوبات نصت على أنه كل من خطف بالتحايل أو الإكراه أنثي بنفسه أو بواسطة غيره عاقب بالسجن المؤبد، وقد يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا اقترنت بها جناية مواقعه المخطوفة بغير رضائها.