بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية، نجاح القبة الحديدية من التصدي لـ 4 صواريخ، زعمت أنها أُطلقت من سيناء تجاه مدينة إيلات، نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن السفير الإسرائيلي لدى مصر، دافيد غوفرين، ليس موجودًا في السفارة في القاهرة منذ أسابيع. وأرجعت الصحيفة السبب إلى اعتبارات أمنية تهدد أمن السفارة.
ووفقا للتلغراف، فإن سحب السفير من القاهرة سرًا يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مصر والأردن البلدين اللذين لهما علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل تعود إلى عام 1980 بعد 30 عامًا من القطيعة أعقبها "سلام بارد''، متابعة بالقول "إن الدولتين تتعاونان في المسألة الأمنية فقط".
ولم تعقب الخارجية الإسرائيلية على الخبر الذي نشر في التلغراف، بينما أشارت عدة مصادر مصرية لوسائل إعلام إسرائيلية، إن السفير ألغى لقاءات عديدة مع مسؤولين مصريين، ولا يحضر مناسبات دعي إليها، مقدما أعذار عديدة لعدم وصوله، مشيرة إلى أن السفارة خالية من الوزير ومن الطاقم الدبلوماسي المرافق له، ومؤهلة فقط بحراس إسرائيليين.
الأمر الذي أثار شكوك عديدة حول توقيت الإعلان عن سحب السفير الإسرائيلي، خاصة وأن السفير قد غادر القاهرة منذ أسابيع، كما أن الخارجية المصرية، أعلنت عن عدم علمها بتواجد السفير داخل أو خارج مصر، حيث نفت خارجية مصر وجود أي معلومات لديها حول ما ذكرته بعض الصحف الإسرائيلية بسحب إسرائيل سفيرها من القاهرة.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن الوزارة ليس لديها أي معلومات أو تفاصيل حول السفير الإسرائيلي وهل سيعود للقاهرة أم لا؟.
كما أثار توقيت إعلان سحب السفير، شكوك عدة حول ما إذا كان الأمر مرتبطا بالأحداث التي تشهدها سيناء حاليًا، أم بسبب تهديدات جماعة "بيت المقدس" للجانب الإسرائيلي، أم أن تقارب مصر مع حماس في الفترة الأخيرة له علاقة بتوقيت الإعلان.
ويقول اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، إن إعلان إسرائيل سحب سفيرها، من مصر، يعكس محاولاتها المستمرة لرسم صورة مسيئة للأوضاع الأمنية في مصر، إلا أن توقيت الإعلان عن سحب السفير له دلالات مختلفة، خاصة أنه يأتى أعقاب مزاعم إسرائيلية بإنطلاق صورايخ من سيناء تجاه إيلات، لافتا إلى أن التقارب المصري مع حماس كان سببًا من أسباب توقيت الإعلان.
وتابع سليمان، في تصريحات خاصة، لـ"أهل مصر"، أن رد الخارجية بعدم علمها بتواجد السفير داخل الأراضي المصرية، ليس بالأمر الغريب نظرا لعدم وجود علاقة دبلوماسية بين البلدين، فالعلاقات بين مصر وإسرائيل تعتبر علاقات عسكرية أمنية واستخبراتية فقط بخصوص الأوضاع في سيناء وقطاع غزة وخلافه، متوقعا أن السفير لم يتم سحبه بسبب مخاوف أمنية، مستكملًا "ربما نتيجة للتوترات السياسية بين مصر وإسرائيل".
وفي سياق متصل، يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات بين مصر وإسرائيل تشهد توافقًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، إلا أن المخاوف الأمنية لإسرائيل كما تزعم، ربما يكون بداية لسلسة من التطورات الغريبة في العلاقة بين البلدين، لافتًا إلى أن سحب السفير له إجراءات لابد من إعلانها مسبقًا، إلا أن نفي الخارجية علمها بمغادرة السفير، هو مايثير الشكوك حول الموضوع.
وتابع نافعة، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن إسرائيل لن تقدم على خطوة سحب سفيرها من القاهره أبدًا ولن يسبق لها القيام بهذا الفعل، لأنها ليست بالغباء الذي يجعلها تخسر العلاقات مع مصر، على عكس القاهرة التي سبق وفعلتها بسحب السفير أكثر من مرة.