ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة، اليوم الأربعاء، أن القلق على صحة الرئيس النيجيري يتزايد بشكل مستمر في نيجيريا، التي تهز أرجائها المظاهرات المناهضة للحكومة وتجدد حركات التمرد فضلا عن تعرضها لأسوأ موجة كساد خلال 30 عاما.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، إلى أن الرئيس النيجيري محمد بخاري، البالغ من العمر 74 عاما والذي فاز في انتخابات 2015 في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أكبر دولة أفريقية تعدادا للسكان، أعلن هذا الشهر تمديد ما وصفت بأنها إجازة لمدة 10 أيام في لندن لأسباب صحية لم يُكشف عنها، وقالت:" إن الحاكم العسكري السابق، الذي خُلع في انقلاب في عام 1985 قبل أن يدخل معترك الحياة السياسية المدنية، لم يصدر عنه بعد أي تعليق أو يقدم أي تفاصيل حول حالته الصحية".
وأضافت الصحيفة:" أن مكتب الرئيس أصر على أن بخاري يتمتع بصحة جيدة وبث صورا له وهو يشاهد التلفاز ويقابل المستشارين. فيما عادت زوجته عائشة بخاري إلى نيجيريا في نهاية الاسبوع الماضي، ورغم ذلك، ماتزال الصحف المحلية والبرامج الحوارية التلفزيونية تطلق التكهنات حول الحالة الصحية للرئيس".
وتابعت الصحيفة تقول: "إن التساؤلات المثارة حول صحة الرئيس بخاري- والمخاوف من إمكانية اندلاع صراع على السلطة- تأتي بينما تتعرض هذه الدولة الأفريقية الأولى في انتاج النفط لأزمة سياسية طاحنة، فقد تسبب الأنهيار في أسعار النفط- الذي يساهم بنحو 95% من اجمالي الدخل في نيجيريا- في نقص النقد الأجنبي الذي أدى بدوره إلى خنق النشاط التجاري بالدولة فضلا عن أن اندلاع أعمال التمرد في منطقة دلتا نهر النيجر المنتجة للنفط زادات من حدة الأزمة".
وأوضحت الصحيفة أن المتظاهرين تجمعوا الأسبوع الماضي في أبوجا وفي العاصمة التجارية لاجوس للمطالبة بتغييرات في السياسة الاقتصادية، وقد حمل البعض لافتات مكتوب عليها أن بخاري" ذهب بدون اذن رسمي" من الرئاسة.فيما تم إلغاء تظاهرة أكبر مدعومة من جانب المشاهير في نيجيريا وسط مخاوف حكومية من الوضع الأمني.
من جانبه، يقول مانجي شيتو، المحلل لشئون نيجيريا بمركز ابحاث تينيو الاستخباراتي في نيويورك:"بينما يصعب تحديد خطورة الوضع الصحي للرئيس، يمكن مع ذلك البدء في إثارة تساؤلات حول قدرته على حكم البلاد عند، أو في حال، عودته للبلاد".
على صعيد متصل، أبرزت الصحيفة الأمريكية تصريحات وزراء من داخل الحكومة في نيجيريا بأن الحقبة الاسوأ من الأزمة الاقتصادية قد ولت، بينما بدأت جهود تقليل الاعتماد على النفط- وتعزيز الانتاج المحلي في الزراعة والصناعة- تؤتي ثمارها.
ورصدت وول ستريت جورنال نجاحات الرئيس بخاري في حكم نيجيريا، فقالت"إن أعظم نجاح حققه بخاري تمثل في تقوية جيشه بعد أن ضعفت معنوياته بجانب اجبار مقاتلي جماعة "بوكو حرام" على الرجوع إلى مخابئهم في الغابات؛ والعمل مع دول الجوار، تشاد والنيجر والكاميرون، لاستعادة أراضي تم الاستيلاء عليها في السابق وتبلغ مساحتها تقريبا حجم مساحة بلجيكا.