كانت المتعة الأولى والأكبر لجيل الثمانينات الذهاب إلى الملاهي وتجربة كافة الألعاب بها ثم كانت مسك الختام وفاكهة الاستمتاع هو الذهاب إلى بيت الرعب وربما لم يكمل هذه الخطوة ضعاف القلوب وذوي الإحساس المرهف.
عدد من مدن الملاهي في مصر مثل "ماجيك لاند"و "كوكي بارك" وغيرهم تميزت بوجود صالة صغيرة مغطاة بها عدد من التماثيل الخشبية والبلاستيكية في إذاة معتمة وموسيقى مرعبة لأحد أفلام الرعب في الثمانينات أو التسعينات وكذلك مع الإثارة مع قبل الدخول والصور المعلقة بالخارج والديكورات التي تشبه إلى حد ضعيف ديكورات الرعب من كلابشات وخطاطيف مطاطية أغلبها، كل هذا وأكثر كان في ما كنا نطلق عليه وقتها "بيت الرعب".
لم يفطن جيل الثمانينات والتسعينات إلا عن هذه النوعية ذات الإثارة الضعيفة ورغم ذلك كنا نستمتع جدا بها ونداوم الذهاب كلما سنحت الفرصة لذلك.
في الأغلب كانت نسبة من مرتادي هذه الأماكن، من الأطفال، ينقطعون عن الذهاب إليها بعد وصولهم لنهاية سنوات المراهقة، إذ يكون قد تفتح عقله على الحيل واكتشفاه أن كل الديكور مزيف وأنه شبع من دخول نفس المكان كل مرة.
عشاق أفلام الرعب من الشباب لم يعد يرضيهم هذه النوعية من الخروجات ولا الملاهي وصار الطلب أكبر لخروجة وفسحة ذات مستويات أعلى من الإثارة تليق بجيل إعتاد الدخول عبر شبكة الإنترنت ليطالع يوميا مئات الأفلام من الرعب والإثارة.
ولهذا السبب، ابتدع العديد من الشباب في السنوات القليلة الأخيرة، أفكار مشروعات تعتمد في أساسها على الرعب، الفكرة مستنسخة من الدول الأخرى، إذ صار هناك 3 أو أكثر من هذه البيوت التي تسمي "بيت الرعب"، معتمدة على الألغاز والأفكار والخدع والفكاك من عدد من المصايد وحل عدد من الألغاز للخروج أو تجميع بعض العناصر من نفس المكان، ومتوسط أسعار التذاكر من 100 إلى 150 جنيهًا.
أحد هذه البيوت هو "Escaping game"، في مساكن شيراتون بمصر الجديدة وهو عبارة عن مكان مغلق ومدة اللعبة ساعة، والمطلوب هو البحث عن أصدقائك عن طريق حل اللغز، وستعيش الإثارة من حيث المؤثرات السمعية والبصرية والضوئية الموجودة في الغرفة.
أماThe Horror House فهو تجربة أخرى، مكان مظلم تمامًا تدخله سيرًا على الأقدام في اتجاه واحد مما يجعلك تمر على كل غرف البيت بما فيها من مفاجأت مخيفة تظهر لك من جميع الاتجاهات.
يضع القائمون عليه قصة رعب نشأ عنها هذا البيت: "ثلاث شقيقات تعيشن به ولكنهن لسن بنات طبيعيات، فالأولى لديها مرض الفصام فتتغير شخصيتها فجأة وتتحول إلى إنسان متوحش يصعب السيطرة عليه، والثانية لديها حب جنوني للون الأحمر ومنظر الدماء، والثالثة كانت متزوجة وقتلت زوجها بسبب الخيانة وأصبح لديها الرغبة في الانتقام من كل البشر".
فسيطرت اللعنة على هذا البيت، وعندما محاولة أي شخص اقتحامه يتحول إلى ضحية لهؤلاء الأخوات، لتمر السنين ويتحول هذا البيت إلى مقبرة كبيرة لجثث وأرواح هذه الضحايا، فإذا كنت من محبي المغامرة والتحدي المرعب اثبت لهؤلاء الأخوات شجاعتك وجرأتك في دخول بيتهم".
يبدو أن بيوت الرعب الجديد لاقت إعجابا إذ بحسب صفحات هذه البيوت عبر الفيسبوك فإن المعجبون بها تخطوا مئات الآلاف، وعن أضرار هذه الألعاب، قال استشاري علم النفس والسلوكيات الأسرية الدكتور ماجد قنش، في تصريحات صحفية سابقة، إن بعض الآثار النفسية التي يصاب بها مشاهدو الأفلام المرعبة هي "التوتر وبقاء الأعصاب مشدودة باستمرار، والقلق، والرعب، والرهاب، وتوتر عضلات الجسم، واستخدام العنف، وتطبيق بعض الأطفال ما يشاهدونه على أقرانهم وأخوتهم، وأيضًا التسبب بعقد نفسيه لا علاج لها، ناهيك بالأحلام المزعجة نتيجة الخوف والرعب، وقد تصل المشكلة إلى التبول اللاإرادي. وقد يمتنع الشخص عن النوم بمفرده، ويصل الأثر النفسي أحيانًا إلى مرض الوسواس القهري. كما أشير هنا إلى أن هذه الأفلام قد تؤثر في مشاهديها مما قد يدفع البعض إلى تطبيق بعض المشاهد التي قد تتسبب بأضرار نفسية وجسدية".
كما أوضح أن النسبة الأكثر تأثرًا هي فئة الأطفال إذ إن هذه المشاهد المرعبة قد تسبب خوفًا مزمنًا ورهابًا اجتماعيًا، أما فئة المراهقين فالخطر عليها هو التقليد نظرًا إلى أن المراهق يريد إثبات رجولته وفرض نفسه على الآخرين.