بعد غياب مجموعة من عمالقة نجوم الفن مثل الفنان خالد صالح والفنان نور الشريف والفنان محمود عبدالعزيز، يعيش الفنان محمود حميدة، حالة من التوهج هذه الأيام، فهو لم يدّع فيلمًا قويًا من حيث المضمون أو القضية المطروحة إلا وتجده تاركًا بصمته، التي كان آخرها عن دوره في فيلم "يوم للستات"، و"نوّارة" فى السينما ومن حيث الدراما مسلسله الذى يعرض الآن "الأب الروحى" الذى اثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الإجتماعى بعد وفاته ضمن أحداث المسلسل.
نشر المؤلف وليد يوسف على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تعليقًا يعبر من خلاله عن تحقيقه لأمنية كان الفنان نور الشريف يرغب في تحقيقها، وهو إطلاق فيلم "يوم من الأيام".
وقال "وليد": "النهارده (يوم من الأيام) اللي عشت سنين طويلة أستناه، أول يوم تصوير لفيلم (يوم من الأيام) وأصحابي القريبين مني يعرفوا قد إيه الفيلم ده واحد من أحلام حياتي الفنية، لدرجة إني كنت متصور إني هموت قبل ما تيجي اللحظة دي، كل حرف في الفيلم ده خد من عمري وتفكيري، كان حلمي وحلم أستاذي الراحل نور الشريف يطلع للنور، النهارده هيخرج للنور بالفنان العبقري محمود حميدة، وإنتاج المحترم التاريخ أستاذ حسين القلا، وإخراج المبدع محمد مصطفى، لحظة توقيع العقد الشتاء الماضي، افتكروا اسم الفيلم ده، في يوم من الأيام.. اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد يارب".
وبالفعل تحقق حلمه وسيتم طرح الفيلم غدًا بجميع دور العرض فى مصر.
مسيرة حميدة الفنيّة قد يراها البعض ظالمة بالمقارنة بالموهبة الطاغية التي يتمتع بها، إلا أنه ينفي ذلك، مؤكدًا أنه نال ما يستحق، حيث الإجادة في تأدية دور صغير في مسلسل "الوسية" عام 1990، ثم الإبداع في البطولة المشتركة أمام أحمد زكي في "الامبراطور"، في نفس العام، وبعدها انطلق حميدة، في العديد من الأعمال، أغلبها لم يكن هو المتصدر للأفيش، لكنه كان يتحرى الإبداع ما استطاع إليه سبيلا.
شهرة حميدة الفنية أخذت في التوسع في الألفية الجديدة، بسبب مشاركته في التجارب السينمائية الخاصة التي يقوم عليها جيل مختلف من شباب السينمائيين، فبعد التجربة الأشهر في مسيرته، وهي "بحب السيما"، التي أبرزت موهبته الحقيقية، شارك المخرجة كاملة أبو ذكري، في فيلم "ملك وكتابة" عام 2009، بدور الدكتور محمود، حالة من التألق بدا عليها حميدة في هذه الشخصية، ساعده على ذلك شخصيته الكاريزمية، التي تمتلك وعيًا وثقافة قلّما تجدها في فنان آخر.
بيد أن تجربة "ملك وكتابة"، وما قوبل به حميدة من حفاوة نقدية وجماهيرية، شجعه على الخوض في تجارب مماثلة، دون النظر لمساحة الدور التي قد تبدو صغيرة، يراها غيره لا تلاءم تاريخه، إلا أنه ضرب بهذه الكليشيهات عرض الحائط، وتقمص حد الانغماس في كل شخصياته، ففي "آسف على الإزعاج" تجد مشاهده لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة، لكنها في غاية العمق، وكذلك تجسيده لشخيه أدهم في "احكي يا شهر زاد"، الذي أوصل فيه المشاهد لكرهه من فرط براعته في مشاهد القسوة.
وبعدها توالت الأعمال الناجحة، التي قاربت الخمسة عشرة فيلمًا، أغلبها حصدت جوائز وصنفت على رأس قائمة الأعمال الهامة في العشر سنوات الأخيرة، والآن حميدة بصدد إصدار تجربتين أخريين مختلفتين هما "فوتو كوبي، ويوم من الأيام".