تشهد العلاقات التاريخية بين مصر وكينيا تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الحالية، والتي تتميز بالود والتعاون والاحترام منذ بدايتها خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحتى الآن، ومع صباح اليوم السبت، وصل الرئيس السيسي إلى نيروبي في زيارة تستغرق يومًا واحدًا.
وفي هذا السياق، ترصد "أهل مصر" تاريخ العلاقات بين الدولتين.
مساندة كينيا ضد الاحتلال
بدأت مصر في توطيد علاقتها مع كينيا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خلال فترة ما قبل الاستقلال الكيني، حيث ساند "عبد الناصر" حركة "الماو ماو" الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاحتلال الانجليزي لكينيا، لتعتبر القاهرة حينها أول عاصمة تساند الزعماء الوطنين في كينيا وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم للتخلص من الاحتلال الإنجليزي.
كما قامت مصر بتخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحيلية باسم "صوت إفريقيا"، لدعم الشعب الكيني في نضاله لتحرير بلده، لتصبح بذلك أول إذاعة باللغة السواحيلية تصدر من إفريقيا.
الدعم وقت الأزمات
وكعادة مصر في دعم أشقائها، قدمت القاهرة الكثير من الدعم والمساعدات اللازمة لكينيا في وقت الأزمات، خاصةً في الأزمات التي تتعلق بالكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، حيث كانت مصر تقوم بتقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني، ومن أبرز تلك المساعدات عندما أرسل الهلال الأحمر المصري إلى الصليب الأحمر الكيني مساعدة إنسانية في 18 سبتمبر 2006 تتكون من 20 طنًا من دقيق القمح و10 طنًا من الأرز و10 طن من السكر استجابة لحالة الجفاف والمجاعة التي تواجه كينيا.
منحة طبية
وفي السياق ذاته، سلمت الحكومة المصرية إلى المندوب السامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كينيا في السابع من مارس 2007 منحة طبية من الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية تشمل 223 كرتونه تزن 1 طن من الأدوية سترسل عن طريق المفوضية في كينيا إلى اللاجئين الصوماليين في مخيم "داداب" داخل الأراضي الكينية.
معونة غذائية
وفي فبراير 2009، قدم الصندوق المصري للتعاون الفني مع الدول الأفريقية التابع لوزارة الخارجية معونة غذائية الى كينيا لمواجهة آثار الجفاف، وأُوفد الصندوق إلى كينيا العديد من الخبراء، ولم تكن تلك المرة الوحيدة التي أرسلت فيها مصر إلى كينيا معونات غذائية لمواجهة الجفاف، حيث أرسلت معونة لها في أغسطس 2011 وقبلها معونة غذائية أخرى في نوفمبر 2009.
زيارة مستشفى كينياتا
وفي إطار قيام وزير الخارجية سامح شكري، بتوطيد العلاقات بين مصر وكينيا، قام "شكري" بزيارة مستشفي كينياتا الوطني في يناير 2015، وكان في استقباله وزير الصحة الكيني ومديرة المستشفى.
وحمل "شكري" معه هدية مصر للمستشفى والمقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وتتضمن أربعة وحدات غسيل كلوي ووحدة مناظير كبد والتي سيكون لها إسهام فعال في تطوير الخدمة الصحية بالمستشفي، وذلك في احتفالية مهيبة تعكس عمق التضامن بين الشعبين الشقيقين.
كما أعلن شكري عن قيام مستشفى مكافحة السرطان للأطفال بتوفير التدريب لعدد 50 من المتخصصين الكينيين في مجال مكافحة سرطان للأطفال وأيضًا توفير العلاج المجاني لعدد 10 أطفال من كينيا مصابين بالسرطان في مستشفي السرطان بمصر.
منح دراسية
أما عن التبادل العلمي والمعرفي بين الدولتين، تقدم مصر للجانب الكيني عدد 10 منح دراسية سنويًا، هذا وقد اتفق الجانبان المصري والكيني على زيادة عدد المنح التي تقدمها مصر في مرحلة التعليم الجامعي من 3 إلى 5 منح دراسية.
حفر أبار مياه
وعلى صعيد آخر، قام الجانب المصري بحفر أبار مياه في كينيا بلغت 180 بئرًا، ومن المنتظر قيام الجانب المصري بحفر 20 بئرًا إضافية، هذا وقد قدمت الحكومة المصرية علي مدى العشر أعوام الماضية (1996-2006) لكينيا منحة لتمويل مشروع حفر الآبار المشترك المكون من ثلاث مراحل والذي يشمل 13 مقاطعة في كينيا تعاني من الجفاف.
تطوير الموارد المائية
وفي محاولة مصرية لمساعدة كينيا على مواجهة أزمة الجفاف التي تتعرض لها باستمرار، منحت مصر لكينيا في يناير الماضي، 5.5 مليون دولار أمريكي لتنفيذ مشروع إدارة وتطوير الموارد المائية في كينيا والذي يتمثل في حفر 20 بئرًا جوفيًا وإنشاء 6 سدود لتجميع المياه "خزانات المياه" ومشروع تجريبي لتنفيذ وتشغيل نظم الري الحديثة في الزراعة بالإضافة إلى التدريب وبناء القدرات على أن يتم تنفيذ المشروع خلال 5 سنوات.