"المركزي" يُعطل مصالح المواطنين بمنع شراء الدولار.. وخبراء: يُعيد السوق السوداء من جديد

أثار قرار البنك المركزي الأخير، برفض شراء الدولار من المواطنين، جدلًا واسعًا بين المواطنين خاصة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد حاليًا، كما أضفى القرار حالة من الغموض في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية وهو ما يُعطل مصالح المواطنين.

من أين لك هذا؟، سؤال جديد يطرحه عليك موظف البنك بمجرد أن تدخل لتبديل العملة الخضراء بعملة محلية وهو ما سبب ضجرًا بين المواطنين، فيما يرى خبراء الاقتصاد أن التشديد على معرفة مصادر العملة الخضراء من قبل البنوك يُعد سلاح ذو حدين، لأنه يساعد في زيادة العرض لدى البنوك مما يعمل على تخفيض سعر الدولار، وقد يؤدي إلى تخزين الدولار في المنازل لصناعة سوق سوداء من جديد.

ومن جانبه، خالد العتر الخبير الإقتصادي إن السياسة الجديدة التي يطبقها البنك المركزي حاليا بالتشديد على مصدر العملة الأجنبية قبل إيداعها بالبنوك أو شرائها من المواطنين هي سلاح ذو حدين، حيث تمثل محور جيد يتعلق بزيادة العرض لبيع الدولار للبنوك مما يعمل على تخفيض الدولار أمام الجنيه المصري وتثبيته وفقا لرغبة صناع القرار الاقتصادي في مصر.

وأضاف العتر، أن الوجه الثاني والذي يثير القلق إذا استمرت البنوك في رفض شراء الدولار من المواطنين مما يعيد تخزينه في البيوت ليعيد مرة أخري هيمنة السوق السوداء على الدولار ويتسبب في أزمة حادة تؤدي إلى ارتفاع الدولار مرة أخرى.

وطالب العتر، البنك المركزي، بأن يعيد سياسته حول موارد دخل العملة الأجنبية من شراء العملة من المواطنين في التوقيت الحالي من أجل الوصول إلى أعلى معدل من الاحتياطي النقدي للدولار في البنك المركزي وسيصب ذلك في مصلحة الاقتصاد القومي.

وقال أشرف عبد المنعم، الخبير المصرفي أن السياسة النقدية للبنك المركزي عليها أن تتعامل بمرونة أكثر من ذلك، مضيفًا أن بنك بيروت المركزي لا يضع قيودا أو عراقيل أمام مودعي العملة أو من يرغبون في بيعها لذا فهو يمتلك أكبر احتياطي نقدي في الشرق الأوسط بقيمة 50 مليار دولار.

فيما يرى رجب العطار، رئيس شعبة العطارة باتحاد الغرف التجارية أن الشعب المصري يمتلك دولارت أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية ويتم تخزينها "تحت البلاطة " لذا فعلى البنوك وضع سياسة مرنة تستطيع من خلالها جمع الدولار من الناس.

وأضاف العطار، أن الدولة عندما أرادت تمويل حفر قناة السويس، استخدمات شهادات الإدخار واستطاعات جمع 64 مليار جنية في 8 أيام فقط لذا لابد من وضع حلول مرنة تعمل على تسهيل حركة البيع والشراء في الأسواق وتوفير العملة المطلوبة دون قيود أو روتين لايسمن ولا يغني من جوع.

بينما كشف الخبير المصرفي أحمد علي، أن هناك توجه سياسي للبنوك بمعاقبة مخزني الدولار استنادًا إلى مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل ذلك "بعون الله بكره اللي مخزنين الدولار يجروا على البنوك يفكوه".

وأضاف الخبير المصرفي، أنا ما يحدث حاليا هو معاقبة مخزني الدولار وإرسال رسالة لمافيا السوق السوداء من تجارة العملة بأن الدولة لم تعد تحت رحمتهم بعد إعتمادها على وسائل أخرى لجلب العملة الصعبة خاصة قرض صندوق النقد الدولي والسندات الدولارية التى تطرحها الحكومة فى البورصات العالمية بخلاف تضييق عمليات الاستيراد للسلع التى تستنزف عملة صعبة.

وأوضح الخبير المصرفي أن البنك المركزي بسياسته الحالية يكشر بأنيابه ويعلن عن قوته في المضاربة بالعملة بعدما تلاعبت مافيا السوق السوداء بالعملة مؤخرا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً