قام نجلا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت، بافتتاح نادي غولف رسميا في دبي تديره مجموعة ترامب العقارية المالية في أول مشروع عقاري علني للإمبراطورية التي أسسها الرئيس الأمريكي منذ تسلمه الرئاسة في يناير.
وكانت لوحات ضخمة علقت في شوارع رئيسية في دبي وعلى طريق الشيخ زايد المحوري في الامارة الخليجية، اعلنت افتتاح "ترامب انترناشيونال غولف كلوب دبي".
وخلال الحفل عرض شريط فيديو على شاشتين كبيرتين تضمن عبارة "اتينا ببيفرلي هيلز إليكم"، قبل أن تطلق الالعاب النارية في سماء المنطقة في جنوب دبي.
وعند مدخل الحفل حيث ركنت سيارات فارهة، خضع الضيوف لتفتيش دقيق، لكن الاجراءات الامنية المشددة لم تمنع نجلي ترامب، اريك ودونالد الابن، من اخذ صور مع بعض المدعوين اثناء توجههما الى الموكب في ختام الحفل.
وكانت مجموعة من المضيفات يستقبلن ويوعدن الضيوف فوق سجادة حمراء فرشت عند مدخل المقر الفخم الذي يطغى على اثاثه اللونان الاسود والذهبي.
وعرضت في متجر صغير مجموعة من الالبسة والقبعات الخاصة برياضة الغولف طبع على معظمها شعار النادي مع اسم ترامب. وعلق بعض الحاضرين وبينهم ضيوف ارتدوا اللباس الاماراتي التقليدي دبوسا يحمل اسم ترامب على ملابسهم.
ومنع الصحافيون الذين جرت دعوتهم الى الحفل من التزود بالات التصوير. ولم يقدم الكحول الى الضيوف خلال الحفل في خطوة استثنائية، علما بان النادي يقدم الكحول لاعضائه وضيوفه.
وغادر نجلا الرئيس الاميركي بعد حفل الافتتاح في موكب مؤلف من اكثر من عشر سيارات تحمل بعضها لوحات دبلوماسية. وتقدمت الموكب سيارة للشرطة.
ورغم ان اتفاق بناء النادي الفخم الذي قامت بتنفيذه مجموعة "داماك" العقارية يسبق انتخابات العام الماضي، الا ان اطلاق المشروع يتزامن مع الجدل القائم في الولايات المتحدة حيال تضارب المصالح مع مسؤوليات الرئيس في البيت الابيض.
لا يجبر القانون الاميركي الرؤساء على التخلي عن استثماراتهم او اعمالهم، والتداخل بين الثروات الخاصة والسياسة ليس بجديد على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.
لكن ارتباطات ترامب بحكومات ورجال اعمال تنفيذيين كبار اثارت اسئلة حيال دستورية هذه العلاقات وما اذا كانت تشكل مادة بحث جدية بالنسبة الى الجهاز الحكومي للاخلاقيات.
وكان الرئيس الاميركي اعلن الشهر الماضي تخليه عن ادارة شركاته طوال ولايته الرئاسية لتجنب تضارب المصالح مع مسؤولياته في البيت الابيض.
كما اكدت مجموعة ترامب التي تضم فنادق ومباني فخمة وملاعب غولف في انحاء العالم أنّها لن توقّع أي عقد في الخارج طوال ولاية ترامب الرئاسية وستنهي العقود التي يتم التفاوض في شانها حاليا.
لكن رغم ذلك، لا يبدو ان ترامب تخلى تماما عن مصالحه التجارية كما طلب منه الجهاز الحكومي للأخلاقيات.
في 23 يناير، تقدمت منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن" المعروفة باسم "كرو" بدعوى قضائية ضد ترامب تتهمه فيها بخرق الدستور من خلال قبول تحويلات مالية ومنافع من حكومات أجنبية قبل نيل موافقة الكونغرس على ذلك.
واستندت المنظمة الحقوقية التي تراقب الالتزام بالمعايير الأخلاقية وبالشفافية المهنية الى بند في الدستور يمنع المسؤولين الحكوميين من الحصول على منافع او هدايا من حكومة اجنبية.
وقد تم ادخال هذا البند في اعقاب قبول الرئيس الاميركي بنجامين فرانكلين هدية من الملك الفرنسي لويس السادس عشر.
وقبيل الدعوى القضائية، اعلن ترامب حين كان لا يزال رئيسا منتخبا خلال مؤتمر صحافي أنه رفض صفقة بقيمة ملياري دولار في دبي بعيد انتخابه.
وقال ترامب "عرضت علي نهاية الأسبوع الماضي صفقة بقيمة ملياري دولار في دبي مع (...) متعهد كبير من الشرق الأوسط"، مضيفا رغم ذلك "لم أكن ملزما برفض العرض، لكنه يتحتم علي كرئيس تفادي التضارب في المصالح ".
ولا يثير افتتاح نادي الغولف في دبي اسئلة حيال تضارب المصالح فقط، بل يتعدى ذلك ليطال مسالة مقاربة ادارة ترامب لعلاقاتها مع الدول ذات الغالبية المسلمة، وبينها دولة الامارات العربية المتحدة.
وتسببت علاقات ترامب التجارية برجل الاعمال الاماراتي حسين سجواني، رئيس مجلس ادارة "داماك" الذي تقدر ثروته بنحو 3،2 مليارات دولار، بجدل خلال الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري.
اثناء الحملة، دفعت دعوات ترامب الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة رجال اعمال في منطقة الشرق الاوسط الى انتقاده ومراكز تجارية كبرى الى سحب منتجات شركات ترامب منها.
لكن مجموعة "داماك" العقارية تجنبت التعليق على تصريحاته واكدت ان مشروع نادي الغولف الذي يضم ملعبا يشمل 18 حفرة صممه مهندس نوادي وملاعب الغولف الشهير غيل هينس، سيتواصل.
وفي تسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب عام 2014، ظهر ترامب في ملعب للغولف برفقة سجواني، وابنته ايفانكا ترامب.
وفي 25 نوفمبر الماضي، بعد اسبوعين من فوز ترامب بالانتخابات، نشر سجواني على حسابه في انستغرام صورة للثلاثة في ملعب للغولف ايضا.
وسجواني الذي تطلق عليه محلة "فوربس" المالية" لقب "دونالد دبي"، حصل بدوره على تحية من ترامب لدى استضافته مع عائلته في حفل اقامه الرئيس الأمريكي في أحد نواديه في فلوريدا نهاية العام الماضي.
والإمارات ليست من بين الدول السبع التي حظر الرئيس الأمريكي دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة قبل أن تعلق المحكمة مرسومه.