قال النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان "تعبان دينق" إن بلاده هي العمق المصري الجنوبي، الذي يعبر عن تاريخ العلاقات القوية بين البلدين، واصفا إياها بـ"الأزلية"، مضيفا أن الشعبين المصري والجنوبي يرتبطان بمصالح وتاريخ وعادات مشتركة يقرها نيل واحد يجمع بينهما.
وثمن "دينق" اليوم الأحد، الدور الإيجابي الذي قامت به مصر من أجل تثبيت اتفاقية السلام الشامل الموقعة في أغسطس 2015؛ مما سمح بالمضي قدما في تنفيذها، معربا عن تقديره للدعم الذي قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى "شقيقه" الرئيس سالفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان خلال الأحداث التي شهدتها جنوب السودان في الأشهر الماضية.
وأشاد بالمساهمات المصرية في مختلف مجالات التنمية، وتأسيس بنية تحتية لجنوب السودان، موضحا أن مصر ساهمت بقوة في إعداد أجيال متعلمة من أبناء جنوب السودان، حيث فتحت جامعاتها ومؤسساتها التعليمية لهم منذ السبعينات وحتى اليوم وما زالت مصر تقدم المزيد في العديد من المجالات.
وحول الأوضاع في جنوب السودان، قال تعبان دينق إن اتفاقية السلام الموقعة في أغسطس عام 2015 أزالت كافة أسباب التمرد والاقتتال الداخلي خاصة وأنها كانت مرضية لكافة الأطراف المتصارعة في البلاد،حيث أن الاتفاقية طرحت مبادرات كثيرة لتحديث أسلوب الحكم في كل المجالات سواء العسكري أو الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
وأشار إلى أن الرئيس سالفاكير، في 26 أغسطس عام 2015 - وقع اتفاقا نهائيا للسلام بمدينة جوبا؛ من أجل فتح مسار سلام جديد مع المتمردين، موضحا أن سالفاكير استطاع أن ينجز الكثير من بنود الاتفاقية غير أن ما حدث في شهر يوليو عام 2016 من اضطرابات مسلحة في العاصمة جوبا أرجع البلاد إلى الوراء قليلا، لكن ثبات القيادة في جنوب السودان مكن من تثبيت الأمور والحيلولة دون انهيار اتفاقية السلام.
وأضاف نائب رئيس جنوب السودان أن بنود اتفاقية السلام أغلقت كافة ملفات الحرب، وأتاحت الفرص أمام السلام وبناء الدولة على أساسات جديدة، ونقوم حاليا بتجميع القوات وإعادة تدريبهم وتشكيل وحدات جديدة للجيش بعد إجراء عمليات لنزع السلاح من المتمردين وإدماج بعضهم ضمن الوحدات القتالية للدولة، وإعادة البعض الآخر إلى المجتمع مرة أخرى.
وحول مستوى استجابة الحركات المعارضة المسلحة إلى مساعي الحكومة نحو إدماجهم ضمن العملية السياسية من جديد، أكد نائب رئيس جمهورية جنوب السودان أن هناك استجابة واسعة داخل المعارضة المسلحة، مدللا على ذلك بالقول إن الأوضاع الآن أصبحت مستقرة بسبب الإجراءات التي تقوم بها الحكومة، ولا يوجد الآن حرب في البلاد لكن هناك انفلات أمني وبعض المناوشات في مناطق بعيدة عن العاصمة، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لدولة أضمت جراح حرب دامية.
وأشار إلى أن الاتفاقية طرحت أيضا، أسلوبًا جديدًا للتصالح الاجتماعي بين مختلف طوائف الشعب الجنوبي، لإنعاش النسيج الاجتماعي مرة أخرى، غير أن "تعبان" أوضح أن تنفيذ هذا البند يسير بمعدلات بطيئة نسبيا نظرا للأوضاع الاقتصادية العثيرة التي تشهدها البلاد، مما حدا بالحكومة أن تمنح أولوية لإعادة ضبط الاقتصاد مرة أخرى.