كشفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن سياسي مختص بالشؤون الأمنية أن هناك نحو 6000 جاسوس في النمسا، مشيرة إلى وجود نحو 3 ملآيين شخص من أصول تركية في ألمانيا، فهذا يعني أن كل مخبر يمكن أن يراقب 500 شخص، وهو رقم أكبر مما كان جهاز "شتازي" يراقبهم في ألمانيا الغربية.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في منتصف يوليو الماضي، انتقلت الصراعات الداخلية في تركيا بين جولن وأردوغان، وبين الأكراد والأتراك، إلى ألمانيا، وهي تؤثر في سلامها الداخلي.
وأشار إلى أن الجواسيس في ألمانيا كثيرًا ما يكونون من مؤيدي أردوغان الذين يعملون من دون مقابل.
و بعد أن داهمت الشرطة الألمانية شقق 4 أئمة يشتبه في قيامهم بأعمال تجسس لصالح الحكومة التركية تستهدف أتباع فتح الله غولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة.
وتحقيق النمسا فيما إذا كانت تركيا تدير شبكة من العملاء، الذين يستهدفون أتباع غولن على أراضيها عن طريق سفارتها في فيينا.
قالت الصحيفة وفقًا لوثائق تعود إلي السفارة التركية في فينا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان متورط في نظام تجسس لمراقبة المعارضين المحتملين لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأشارت الصحيفة أن أردوغان بنى شبكة تجسس فى النمسا، وغالبية الأتراك الذين يعيشون فى النمسا، مؤكدة وجود نحو ٢٠٠ عميل للحكومة التركية ينقلون المعلومات عن الأتراك النمساويين المشتبه بمعارضتهم للحكومة.
وقال سياسي ألماني مختص بالشؤون الأمنية إن للاستخبارات التركية 6 آلاف مخبر في ألمانيا، ما يشكل خطرًا على الأمن الداخلي الألماني، متهمًا الحكومة بغضّ الطرف بسبب الحاجة إلى تركيا في مسألة اللاجئين.
و قالت الصحيفة أن العلاقات الألمانية التركية شهدت تجاذبات في أعقاب الحرب في سوريا عام 2011، وربما كانت الحرب السورية نقطة تحول في العلاقات مابين البلدين، جعل ألمانيا تحتاج إلى التعاون الاستخباراتي مع تركيا.
ووفقا لتقرير الصحيفة فأن شبهة الاستخبارات التركية ونشاط تجسسها الخارجي في ألمانيا، جزء منه يتخذ من "الاتحاد الإسلامي- التركي للشؤون الدينية" وتدير تركيا شبكة جاسوسية ضخمة في ألمانيا تضم آلاف المخبرين الذين قال خبراء إنهم يراقبون أشخاصًا أكثر مما كان جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقيةيراقبهم في ألمانيا الغربية خلال الحرب الباردة.
و قالت الصحيفة أنه يوجد في ألمانيا وفقًا لإحصائيات مايقارب" 100 ألف" كردي ما يجعلهم أكبر تجمع كردي في أوروبا، وجزء كبير منهم ينحدر من تركيا وهنالك تواجد واسع الى حزب العمال الكردي في ألمانيا.
ووفقاأ للصحيفة هناك أكثر من 300 جمعية في ألمانيا تعمل لمصلحة حزب العمال الكردستاني، ويذكر أن حزب العمال الكردي مدرج منذ عام 1993 في قائمة المنظمات الإرهابية في ألمانيا وأوروبا، الا ان هناك نشاط اعلامي ودعم للحزب من داخل المانيا واوروبا.
وكثيرا ماتنتقد الاستخبارات التركية نظيرتها الالمانية، حسب وصفها بالقصور في التعاون في ملاحقة أنصار حزب العمال الكردستاني في ألمانيا.
من جهة أخرى أكدت الصحيفة أن مصادر حكومية أكدت تكليف دائرة الاستخبارات الإتحادية الألمانية بالقيام بنشاطات استخباراتية وتنصت إزاء تركيا، مشيرة أن الحكومة الألمانية تنظر إلى تركيا على نحو مختلف عن باقي حلفائها في حلف شمال الأطلسي.
ووفقا للتقرير فإن المانيا تتجسس على تركيا منذ عقود، وأن القرار أصدرته الحكومة الألمانية بخصوص مراقبة الهيئات والمؤسسات الحكومية في تركيا، وصدر عن مجموعة عمل أنشأتها الحكومة الألمانية، تضم ممثلين عن رئاسة الوزراء، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، ووزارة الاقتصاد. وبسبب هذه الاتهامات تستدعي وزارة الخارجية التركية السفير الألماني لدى أنقرة، وتطالبه بضرورة إصدار السلطات الألمانية توضيحات حول حقيقة تجسسها على المؤسسات التركية.
وأوضحت الصحيفة أن المشكلة التي تواجهها المانيا في نفس الوقت، بانه مازال لديها هاجس في تعاون مع تركيا. وهذا التعاون يثير الكثير من التساؤولات، خوفًا من وجود تسرب بالمعلومات إلي نظيرتها التركية، تتعارض مع الدستور الألماني، وتحديدًا ماتخشاه اللجنة الأمنية في البرلمان، هو احتمالات تزويد الاستخبارات الالمانية نظيرتها التركية اية معلومات حول الاكراد في تركيا او مؤسسات معارضة مثل جمعية الزعيم التركي المعارض"غولن".