اعلان

الحياة الخاصة للفنانين أكثر إثارة من أعمالهم الفنية

الفنان عبد الوهاب

حكايات في غاية الغرابة عن حياة الفنان الخاصة من علاقات بالملوك إلى علاقات غير سوية.

كثير من الفنانين تنتابهم حالة من الغضب وربما الثورة إذا ما اقتربت وسائل الإعلام من حياتهم الخاصة سواء بالرصد أو الطرح أو التساؤل وكأنها منطقة محظورة لا يجب الاقتراب منها وليس للجمهور الحق في معرفتها، البعض منهم له كل الحق في فرض الحظر على حياته الخاصة ولكن أليس من حق الجمهور أن يعرف جزءا من هذه الأسرار على اعتبار أن الفنان شخصية عامة يجوز التعرض لحياته بشكل غير مؤذى أو جارح وبالرصد وليس الإضافة، ثم ماذا لو انكشف المستور ووقعت أحداث مثل الطلاق أو الخلع أو الزواج أو حررت بلاغات متبادلة بين بعضهم البعض فى أقسام الشرطة.

الكثير من الجمهور والمعجبين والمتابعين لحياة الوسط الفني يجدون أن الحياة الخاصة للنجوم هي بالفعل أكثر إثارة من أفلامهم التي أصبحت للمشاهد العادي والواعي تافهة بالمقارنة من حياة النجوم الخاصة التي هي أكثر إثارة ونشوة من أعمالهم الفنية.

وهذه الإثارة في حياة النجوم ليست وليدة اليوم أو أمس بل هي وليدة مع ميلاد الفن منذ بدايات القرن الماضي، ولن نعود كثيرًا إلي الوراء فلقد كانت الحياة الخاصة للنجوم مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ورشدي أباظة وسعاد حسني وكاميليا اليهودية هي مطمع للصحافة في ذلك الوقت، وانشغلت الصحافة في القرن الماضي بالعلاقة الخاصة بالفنانة كاميليا مع الملك فاروق وصراعه عليها مع الفنان رشدي أباظة، وكذلك مرض الفنان عبد الحليم حافظ ومتابعة الجمهور لحالته الصحية علي الدوام من خلال الصحف والمجلات الفنية.

كما تناولت الصحف في فترة من الفترات خوف الفنان عبد الوهاب من مرض الإنفلونزا وخوفه من ركوب الطائرات، كما اهتم الجمهور في الفترات الماضية بعلاقات الفنان رشدي أباظة بالنساء وزيجاته المتعددة من خارج وداخل الوسط الفني، ومع تطور الحياة وسرعتها اقتحمت الصحافة الصفراء الحياة الخاصة للنجوم بفجاجة وبدرجة مرعبة جعلت الجمهور يتابع هذه الجرائد وهذه المجلات لمتابعة الحياة الخاصة للنجوم التي هي مليئة بالإثارة والمتعة عن أفلامهم التي يشاركون في بطولتها أو أكثر نغم وشجن من أغانيهم التي يقومون بطرحها في ألبوماتهم الغنائية.

تم اقتحام الحياة الخاصة للفنانين بفجاجة من قبل الصحافة الصفراء، الفنانة نانسي عجرم كانت ضحية من ضحايا اقتحام الصحافة الصفراء لحياتها الخاصة أثناء قيامها بعملية( سويت) لجسدها وتم تصويرها بكاميرا خاصة وتناولت الصحافة هذا الموضوع بأسلوب فج، المثير أن نانسي لم تحرك أي دعاوي تجاه الصحافة أو المجلات التي تناولت هذه الواقعة إنما حركت دعاوي قضائية ضد مركز التجميل.

الفنانة ماريا اللبنانية في عيد ميلادها حدث فيه ما لا يحمد عقباه ورقصت ماريا علي تورتة عيد الميلاد في حالة خاصة جدًا وتناولتها الصحف كذلك جميعها في هجوم شرس علي ماريا التي تعاملت بعادات وتقاليد مرتبطة ببيئتها الفنية هي التي دفعت لذلك، وكذلك الأمر حدث شبيه له مع الفنانة منة فضالي أثناء عيد ميلادها ورقصت فيه منه وارتدت من ملابسها ما يتناسب مع هذه المناسبة وهاجمتها الصحف والمجلات الفنية لدرجة أن من في ذلك التوقيت أعلنت أنها ستعتزل الفن بسبب الصحافة التي اقتحمت حياتها الخاصة بأسلوب فج مقزز.

لم تكتفي الصحافة واقتحامها للحياة الخاصة بالنجوم في هذا المنطلق بل تجاوزت الأمر إلي أبعد من ذلك فأثناء تواجد الفنانة رزان مغربي مع أصدقاء لها في جلسة خاصة تسرب فيديو خاص لهذه الجلسة بما فيه من إيحاءات جنسية وأفعال لا تليق من المسموح لها، وكانت نتيجة لذلك التسريب للقطة من حياة رزان الخاصة إلي فضيحة مدوية تناولتها جميع الصحف والمجلات بلا استثناء وتم تحريك دعاوي قضائية ضد رزان بل طالب البعض بمنع دخول رزان لمصر، وكان أثر هذا الاقتحام المفاجئ لحياة رزان الخاصة اختفائها نهائيا كإعلامية وكفنانة لها مستقبل واعد.

مع تسريب فيديو آخر للفنانين هاني سلامة وأحمد عز وعدد من النجوم في فرح مساعد للفنان هاني سلامة، وكان الفنانون يدخنون الشيشة في هذه الجلسة ويتبادلون النكات تناولت الصحافة الصفراء هذه الجلسة بأسلوب غير لائق وهاجم هؤلاء الفنانون مما استدعي هاني سلامة يصرح أن هذه الجلسة كانت في فرح اللبيس الخاص به وخجل من أن يرفض دعوته وكانوا يقومون بالتدخين في تلك الجلسة لكن لا يجوز بأي شكل من الأشكال تفسير هذه الجلسة الخاصة بتفسير خاطئ وتأويلها بشكل يسيء للحاضرين.

وتنوعت أشكال اقتحام الحياة الخاصة للنجوم فمع الفنانات والفنانين كانت إشكالية زواج وخلع الفنانون مادة دسمة للصحافة، الفنانة سمية الخشاب من أكثر الفنانات جراءة في هذه الإشكالية فمع تسرب أنباء تؤكد زواجها من ثري عربي، صرحت سمية بأنها تزوجت بالفعل من ثري عربي زواج عرفي وعندما تم الانفصال أعلنت سمية هذا الأمر دون خجل.

اقتحام الحياة الخاصة للنجوم لم تتوقف عند الزواج والطلاق وأعياد الميلاد وغيرها بل تم اقتحام الحياة المالية والمشروعات التجارية للفنانين، مثل الفنان عمرو دياب الذي كتب البعض تقرير كامل عن أملاكه في مصر وفي لبنان وفرنسا وأمريكا، وكذلك المشاريع التجارية لعدد من الفنانين مثل مصطفى قمر وشريف منير ودينا وسمية الخشاب وغيرهم.

هذا الاقتحام الغير طبيعي للحياة الخاصة بالنجوم نشأت من خلاله شريحة كبيرة من القراء تهتم بهذه الحياة المثيرة للجدل، وهو الأمر الذي جعلت الصحف والمجلات الفنية تخصص أبواب وأحيانا صفحات لهذه الحياة الخاصة المليئة بمادة دسمة للقراء ومن ثم يجلب المزيد من المال للمؤسسات الإعلامية، وفطن النجوم لأساليب الصحفيين والمصورين في اقتحام حياتهم الخاصة مما استدعاهم إلي منع دخول أعداد كبيرة من المصورين في الحفلات الخاصة أو الجلسات الخاصة التي تقتصر علي عدد معروف أو مقرب منهم فقط، واستعان البعض بالبودي جارد للتعامل مع مثل هذه الاقتحامات الغريبة، ليس ذلك فقط بل أن بعض الفنانين أطلق تهديدات ووعيد لكل من يتناول حياته الخاصة بسوء مثل الفنانة هيفاء وهبي ومني زكي وأحمد حلمي وغيرهم.

الجمهور في كثير من الأحيان يرسم صورة ذهنية لحياة الفنانة الخاصة بها هالة من التكريم والاحترام، لكن مع تناول الصحف الصفراء لهذه الحياة بأسلوب فج ومقزز جعلت الكثير من الجمهور ينصرف بعيدا عن هذا الفنان ويلوم نفسه كثيرا عندما ارتبط وجدانيا بذلك الفنان، مثل واقعة رزان مغربي مع أصدقائها في منزلها، سقطت شعبية رزان لدرجة سيئة للغاية، وبدء ينظر الجمهور نظرة استياء ويلوك سيرتها بكل ما هو بغيض، وكذلك الفنانة منة فضالي فبعد أحداث عيد ميلادها الأخير انصرف الكثير من الجمهور وقلة شعبيتها وهو الأمر الذي أدي تقليص أعمالها الفنية، أما الفنانة نانسي عجرم فانقلب تسريب الفيديو الخاص بها من مركز التجميل إلي تعاطف الجمهور معها وكسبت تأييد وشعبية أكبر لدى الجمهور.

لكن ذكاء الفنان جعله يستخدم اقتحام حياته الخاصة لصالحه للترويج لنفسه في الصحف والمجلات حتى يكون في دائرة الضوء، والأمثلة علي ذلك كثيرا، فوالدة فنانة شهيرة طلبت ذات مرة من صحفي ترويج شائعة عن حياة ابنتها الفنانة الخاصة حتى تكتب الصحف والمجلات عنها، وكانت الشائعة مرتبطة بعرض خاص من ثري عربي لهذه الفنانة لقضاء سهرة حمراء معه، وأيضا تقوم بعض الفنانات بتصوير لقطات فاضحة لأنفسهن حتى تتحدث عنهن الصحف والمجلات، حيث كانت موضة الأفلام المثيرة الخاصة التي لا تتجاوز مدتها عن الدقيقتان موضة خاصة لبعض الفنانات للترويج لأنفسهن ومن ثم كانت الفنانات يخرجن نافيات علاقتهن بهذه الفيديوهات الخاصة.

الفنان أحمد حلمي أشار إلي أن حياته الخاصة منطقة محظورة لا يجب الاقتراب منها من قريب أو من بعيد مهما كانت الأسباب لأنه يري علي حد قوله أنها ملك للفنان وحده، فهو لا يتخيل أن تتناول صحيفة علاقته بأسرته بأي شكل من الأشكال لأن هذه الحياة ليست لها خصوصية لابد أن يعيها الصحفيين والجمهور.

الفنانة ريهام عبد الغفور تتساءل ما هي الفائدة التي ستعود علي الجمهور إذا علم أن فنان تزوج أو انفصل، حياة الفنان الخاصة خط أحمر لابد أن يتفهم ذلك الجمهور، بالرغم من إني أري أن هذه هي ضريبة النجومية.

المحامي نبيه الوحش أكد علي أن الفنان قدوة للجمهور فلابد عليه من أن يكون قدوة حسنة في منزله في أي مكان يتواجد فيه لأنه وجهة لبلده ووجهة لفنه الذي يقدمه، ويشير نبيه الوحش إلي أن الفن الآن أصبح هابط فإذا كان المنتج الذي يقدمه الفنان هابط علي شاشة يراه فيها الملايين، فما بال هذا الفنان في حياته الخاصة التي لا يراها إلا القليل.

الناقدة ماجدة موريس تلمح إلي أن اقتحام الحياة الخاصة للنجوم هي ضريبة النجومية فالجمهور لديه شغف غير عادي لمعرفة كل التفاصيل الدقيقة والصغيرة التي تخص النجم الذي يحبه حتى نوع الطعام الذي يحبه، وهذه الظاهرة صحية إذا كانت في حدود المعقول أما إذا خرجت هذه الظاهرة من حدود المعقول إلي حدود الفضائح والتشهير فهذا أمر غير طبيعي ولابد للإعلام أن يتجاهل تناول مثل هذه الخصوصيات التي تؤذي أكثر مما تفيد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً