ننشر خطة إسرائيل لابتزاز مصر.. تصريحات "مستفزة" لزعزعة الاستقرار.. وخبراء: تُمهد لعمليات تكتيكية في سيناء وغزة

الجيش الإسرائيلي
كتب : أحمد سعد

"الجيش الإسرائيلي لا يترك أمرا دون رد".. جاءت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس الإثنين، تعليقا على حادثة استهداف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل على التنسيق مع الجيش المصري بإستمرار للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سيناء.

لم تكن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي هي الأولى من نوعها، بينما تعددت تصريحاته المثيرة للجدل خلال الشهر الماضي، ومنها إعلان مشاركة الرئيس السيس في قمة سرية جمعته، بوزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وكل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والملك الأردني عبد الله الثاني، بهدف مناقشة قضايا المنطقة والتطورات التي تشهدها خلال الفترة الماضية.

إلا أن السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أكد على أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماع مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، في العقبة العام الماضي، تأتي في إطار جهود الدولة المصرية للعمل على حل أزمة القضية الفلسطينة، قائلا: "إن مصر لا تدخر وسعاً في سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استناداً إلى حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، دون أية مواءمات أو مزايدات، وهو الموقف الذي يتنافى مع ما تضمنه التقرير من معلومات مغلوطة".

وأكد المتحدث الرسمي في تصريحات صحفية، له، أن مصر تقوم بجهود متواصلة لتهيئة المناخ أمام التوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية يستند إلى الثوابت القومية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه في هذا الإطار سعت مصر إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف المعنية، ودعم أية مبادرات أو لقاءات تهدف إلى مناقشة الأفكار العملية التي تساعد على إحياء عملية السلام من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يساهم في إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.

كما سبق وأعلنت إسرائيل منذ أيام، عن سحب السفير الإسرائيلي من مصر، لتخوفات أمنية، في حين عدم تواجد السفير في مصر منذ فترة طويلة، كل هذه التصريحات أثارت جدلا واسعا حول توقيت الإعلان عنها، إلى جانب أهداف إسرائيل من تلك التصريحات.

كل هذه التصريحات جاءت بشكل متتالي، لا تفصل بينها سوى أيام قليلة، وبالتزامن مع التقارب المصري مع حماس في الفترة الماضية، مما يطرح تساؤولات عدة حول ماتحتويه التصريحات من نوايا خفية، تهدف بالأساس لابتزاز مصر لإجبارها على التعاون مع الدولة الإسرائيلية ومساندتها في مختلف القضايا وعلى رأسها، "القضية الفلسطينية"، باعتبارها أهم القضايا التي تعد مصر محورا أساسيا بها.

وردا على تساؤولات، "أهل مصر" عن محاولة إسرائيل استفزاز مصر بتصريحاتها المتتاية، قال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن إسرائيل تعتبر مصر أحد المحاور الأساسية في القضية الفلسطينية، وتقدر مدى تأثيرها على الشأن الفلسطيني، وبالتالي تسعى للضغط المستمر على الجانب المصري للتخلي عن موقفه تجاه فلسطين، مؤكدا عدم انصياع مصر للضغوط مهما كلفها الأمر.

وعن التقارب المصري مع حماس، أشار مظلوم إلى أن كل دولة تسعى لحماية حدودها، خاصة في ظل الحرب الشرسة مع التنظيمات الإرهابية، وبالتالي من حق مصر التعاون مع حماس للحد من تلك الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية، وتمثل خطرا حقيقيا على سيناء، مضيفا، أن توقيت إعلان إسرائيل عن مباحثتها مع مصر، يأتي بالتزامن مع جهود مصر لتسوية أوضاع الفلسطنين وإقامة دولة مستقلة لهم وإنهاء الإحتلال.

وفي سياق متصل، قال اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، إن إسرائيل تعمل من خلال تصريحاتها المتتالية، زعزعة الاستقرار في مصر، ورغم كافة التطورات التي تشهدها العلاقة بين البدلين، إلا أن إسرائل لا تزال تمثل العدو الرئيسي لمصر ولا يمكن التفكير في غير ذلك، مطالبا مؤسسة الرئاسة بإصدار بيانات تؤكد فيها تمسك مصر بفرض حلولها حول القضية الفلسطينية وعدم التنازل عن كونها شريك أساسي في المفاوضات.

وأشار سليمان، إلى أن إسرائيل هى من تقف وراء الحوادث الأخيرة الخاصة بإطلاق صواريخ من سيناء، بتنسيق بين النظام الإسرائيلي والجماعات الإرهابية، خاصة داعش حتى يكون هناك مبرر لدخول سيناء بدعوى محاربة الإرهاب.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات إسرائيل المتتالية، تثير جدلا كبيرا حول هدفها من تلك التصريحات، ربما تمهيدا لعمليات تكتيكية تطمح لها إسرائيل في سيناء وغزة، مشيرا إلى أن عملية سقوط صواريخ على مدينة إيلات الإسرائيلية يُمكن ربطها فى سياق العديد من الأطر منها ضرب قطاع غزة، وإطلاق صاروخ من غزة على إسرائيل، وإعلان تنظيم سلفي عن مسؤوليته، وليس حماس، بالإضافة إلى زيارة القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية لمصر، لذلك يمكن طرح التساؤل الأبرز وهو من وراء هذه الصواريخ.

وتابع فهمي، أن مشاركة مصر في أي لقاء يخص القضية الفلسطينية أمر طبيعي في إطار حرص مصر على المشاركة في أي اجتماعات سياسية في الإقليم، مؤكدا أن مصر الدولة العربية الأولى والكبيرة التي عقدت سلاما مع إسرائيل، وعززت تحركاتها تجاه القضية الفلسطينية منذ المبادرة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه أحد المشروعات في أسوان، لافتا إلى وجود اتصالات مصرية إسرائيلية دورية ومستمرة لتقريب وجهات النظر بشأن إيجاد حل للأزمة الفلسطينية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟