حذرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية من هبوط الجنيه من جديد، لافتة إلى أن فترة شهر العسل بين الجنيه المصري والدولار الأمريكي، أوشكت على الانتهاء.
وأكدت الوكالة الأمريكية أن المستثمرين الأجانب غابوا تمامًا عن الشراء في مزادات أذون الخزانة، خاصة أنهم كانوا تقريبًا المشتري الوحيد في مزادات أذون الخزانة المحلية في مصر، في وقت سابق من هذا الشهر، فقد كانوا غائبين بشكل تام عن العطاءات لمرتين متتاليتين.
وذكرت الوكالة أن انتهاء شهر عسل الجنيه يتصادف مع تحذيرات شركة رينيسانس كابيتال وبنك ستاندرد من صعود الجنيه المصري أكثر من اللازم، وأسرع من توقعات المحللين مع استمرار ارتفاعه لمدة 11 يوما، ليهبط الدولار إلى 15.75 جنيه، مسجلا أقل مستوى له منذ 16 نوفمبر الماضى.
من جانبه، رد الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان إنه غير مقتنع بما أشارت إليه الوكالة والذي توقع أن يتراجع سعر الجنيه مقابل الدولار عقب عملية "التصحيح" التي يشهدها في الوقت الحالي.
وقال العريان الارتفاع الكبير بنسبة 14% في سعر صرف الجنيه، يدفع البعض إلى التحذير من إمكانية انخفاضه مجددًا، ولكن هل تأخذ مثل هذه التوقعات في الاعتبار الزيادة الكبيرة التي حدثت في بداية الأمر خلال شهر نوفمبر.
وتابع بدلًا من الإشارة إلى الاحتمال الكبير بمعاودة انخفاض العملة، فإن ما قد يحدث هو عملية استكشاف السعر الذي يقترب فيها الجنيه من مستوى التوازن.
وقال العريان إنه من الهام أيضًا التشديد على أن العملة ليست السبب في التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر ولن تكون بمثابة الحل الوحيد لها.
ووفقًا للعريان، فإن الذي يهم حقًا هو اتباع نهج إصلاحي للسياسات يطلق إمكانات النمو الكبيرة للبلاد ويحسن من آليات التركيز على القطاعات المجتمعية، بما في ذلك حماية الشرائح الأكثر فقرًا بالمجتمع.
ونقلت الوكالة عن بنك الاستثمار العالمى "رينيسانس كابيتال" أن الارتفاع الحالي للجنيه المصري مقابل الدولار يعد أقوى تحرك نصف شهري للجنيه في سوق العملة الناشئة على مدار خمس سنوات على الأقل.