في ظل التقارب المصري مع الحكومة الأمريكية الحالية، بعد انتخاب "دونالد ترامب" ليكون الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، حملت القضية الفلسطينية "مصر" مهام الدفاع عنها والمطالبة بحقوقها في الاستقلال وتسوية الأوضاع بها على مدار اجتماعات عدة عقدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، طالب خلالها مصر، التوسط في حل الأزمة القائمة منذ سنوات، ومساندة فلسطين في قضيتها الشائكة.
وفي إطار متصل، قال السفير فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، جمال الشوبكى، أن فلسطين فوضت الرئيس السيسى فى نقل وجهة نظر القيادة الفلسطينية بشأن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إلى الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب.
وتابع الشوبكي، في تصريحات تليفزيونية له، أن فلسطين على دراية بالاتصالات العربية الأمريكية المنتظرة، بشأن السلام فى الشرق الأوسط، مؤكدا أن اتجاه فلسطين لمصر، يرجع إلى أنها كدولة بحجمها وثقلها هى محور ومركز الفعل العربى ستدافع عن المصالح العربية والفلسطينية، قائلاً "نحن على ثقة من ذلك وأهمها دعمها لحل الدولتين باعتباره حلا حظى بتوافق دولى وإقليمى وعربى".
وكانت قد أشارت عدة تقارير صحفية، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سيزور مصر، في أول جولة له بمنطقة الشرق الأوسط، شهر مايو المقبل، لعقد قمة ثنائية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضافت التقارير، أن كل المساعدات الاقتصادية والعسكرية المعلقة ستسير بشكل طبيعى مع أوائل عام 2017، حيث إن الحزب الجمهورى يعد الآن مشروع قانون يعطي الضوء الأخضر في عودة المساعدات الاقتصادية والعسكرية المعلقة لمصر بشكل طبيعي، وزيادتها، بهدف مساندة مصر في مكافحة الإرهاب.
وفي الإطار ذاته، أعلنت وزارة الخارجية على لسان المتحدث لها، أن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هى التى ستؤدى إلى التسوية بين الطرفين، بما يضمن تطلعات الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، مؤكدة دعم مصر للمفاوضات المباشرة بين البلدين.
ويقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن الكثير من قضايا الوطن العربي ستكون محل نقاش بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره "ترامب" رئيس الولايات المتحدة الأمريكة، أثناء زيارته المرتقبة لمصر، لافتا إلى ان القضية الفلسطينية كانت ومازالت الشغل الشاغل لمصر في محادثاتها مع الجانبين الإسرائيلي والأمريكي على مر العصور، إلا أن التطورات الجديدة تضع مصر في محل الوسيط الذي حان الوقت لوضع كلمته وحلوله للقضية الفلسطينية محل الإعتبار، والأخذ بها، خصوصا في ظل التقارب المصري والأمريكي في الفترة الماضية.
وتابع نافعة في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن مساندة القضية الفلسطينية لا تحتاج لمطالبة سفيرها لمصر بالتدخل، فمصر تحمل على عاتقها الأزمات التي تشهدها القضية الفلسطينية منذ سنوات، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة إنفراجة في الأزمة بين إسرائيل وحماس، في حالة تدخل مصري جاد في حل الأزمة، وتوصلها لحلول حقيقية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة لمصر.
ومن حانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر منفتحة على كل القوى السياسية الفلسطينية وهدفها مصلحة الشعب الفلسطينى، وأن القاهرة تسمع وتنصت لكل الأفكار التى تطرحها حركة حماس وباقى الفصائل الفلسطينية.
وأضاف فهمى، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم" المذاع عبر فضائية الحياة، أن مصر كانت وستظل محور أى تحركات تصب فى صالح حل القضية الفلسطينية، وأن القوى الفلسطينية المختلفة وحركة حماس تتشاور مع مصر للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني.