أدت سخرية، مجموعة من التلاميذ في أعمارهم الأولى، لم يصلوا إلى العاشرة بعد، إلى حالة نفسية سيئة لطالبة تدعى جاسمين، في الثامنة من عمرها، بدلا من أن تستثمر سنوات عمرها الصغيرة في اللعب واللهو وارتداء الفساتين والتعلم، أقدمت جاسمين على الانتحار ما سببت صدمة لكل المقربين منها.
حادث جاسمين دفع شاب مصري يدعى مصطفى أشرف يبلغ من العمر 19 عاما، الذي كان صديقا لجاسمين في طفولتها، بأن يسعى لمكافحة تنمر "سخرية" التلاميذ على زملائهم في المدارس، بعدما فقد جاسمين التي كانت زميلته في سن البراءة، بسبب تنمر رفاقهما في المدرسة ومن خلال حملته بعنوان "الباحثين عن النصيحة" يقيم مصطفى، ورشات عمل لمكافحة التنمر.
كان مصطفى وجاسمين، التي انتحرت قبل ثماني سنوات، تعرضا سويا لهذا السلوك من زملاء كانوا يفوقونهم قوة بدنية وميلا للعدوانية. واستطاع مصطفى بمساعدة متطوعين في حملته وصلوا إلى 10 أعضاء جميعهم تعرضوا لتنمر زملائهم في المدارس في الصغر من زيارة 8 مدارس وتشتمل أنشطة الحملة على عروض وجلسات أسئلة وأجوبة كما يتحدث الأعضاء عن تجاربهم الشخصية التي تعرضوا فيها للتنمر، ويقدمون للأطفال النصح والمساعدة.
الحملة ليست موجهة للطلاب فقط بل للمعلمين أيضا وتدربهم على وسائل التعرف على الأطفال الذين يعانون من التنمر، والتدخل في حالة تعرض أحد تلاميذهم لتنمر زملائه عليه.
ويؤثر التنمر على حياة التلاميذ العاطفية والاجتماعية، في الوقت الذي يؤثر فيه بشكل مباشر على أدائهم في الدراسة والمشاركة في الفصول، حسبما تقول دراسة أميركية في الآونة الأخيرة نشرت في جورنال إديوكيشنال سيكولوجي "علم النفس التعليمي".
وقالت دراسة بحثية إن التلاميذ الذين يتعرضون للتنمر على مدار فترة طويلة من الوقت في المدارس يصبح لديهم أكبر معدل خطر لأن يكونوا ضعفاء في الإنجاز وفي المشاركة في الدراسة أما الأطفال الذين تعرضوا للتنمر خلال سنوات الدراسة الأولى فحسب فقد أحرزوا تقدما فيما يتعلق بتقييم الذات، والأداء الدراسي، وحب الدراسة، بعد توقف التنمر ضدهم وفي بعض الحالات فإن التنمر يمكن أن تترتب عليه عواقب كارثية مثلما حدث مع جاسمين.