تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في الفترة من 1966 2004، ويعد أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث امتدت فترة حكمه، من عام 1971- 2004، ويعرف بوالد الأمة كما يطلق عليه متحف زايد الوطني.
وكان زايد يقول دائما أن ما تقوم بهِ مصر نحو الإمارات، هو نقطة ماء في بحر ما قامت بهِ مصر نحو العرب، عُرف زايد بعلاقته القوية بمصر حيثُ ربط بين البلدين، مصر والإمارات، حبل وثيق من العلاقات، وقال زايد في وصيته الأخيرة أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، وهذه هي وصيتي أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.
بدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر بدءا من عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فقد جمع حُلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعوا شعارًا واحدًا هو القومية العربية، وارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار، كمّا أن الشيخ زايد آل نهيان هو مؤسس دولة الإمارات الموحدة التى أُعلنت في 1971، وكانت مصر أولى الدول التى أيدّت بشكل مطلق الاتحاد، ودعمته لأنّه ركيزة الاستقرار دوليًا وإقليميًا.
ولم تكُن بعثات المدرسين والمهندسين والأطباء التى ذهبت إلى الإمارات هى هجرة إلى بلاد البترول والنفط، فقد بدأت في منتصف الخمسينيات أيام عبدالناصر، أي قبل ظهور النفط في البلاد، وإنما انطلاق من دور عربي وإنساني، وأيضًا فتحت مصر ذراعيها لاستقبال الراغبين فى التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم.
بعد انتهاء العدوان، ساهم الشيخ زايد في إعادة إعمار مدن قناة السويس التي دُمرت في العدوان الإسرائيلي عليها عام 1967، وكان دومًا يردد خلال اللقاءات مع القادة العرب ويقول عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا.ً
وعقب وفاة الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، سنة 1970، حرصَ الشيخ زايد على زيارة ضريح جمال عبدالناصر مع أنور السادات، وتحديدًا في المرة التى رصدتها عدسات الكاميرا، وعرضها موقع متحف زايد الوطني، وأهدى الشيخ زايد وشاح آل نهيان للرئيس محمد أنور السادات أثناء زيارته للقاهرة، وكانَ يرى الرئيس المصري محمد أنور السادات في الشيخ زايد الصديق الوفي والموثوق، وأنه حلقة الوصل بين جميع القادة العرب مصر، خاصة بعد توتر العلاقات المصرية بقادة الدول العربية بعد توقيع مصر إتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.
وفي عهد السادات، توطدت علاقة مصر بالإمارات، نظرًا لمواقف الشيخ زايد، عند بدء حرب أكتوبر 1973، كان الشيخ زايد في زيارة إلى بريطانيا، ولم يتردد عن إعلان دعمه لمصر في حربها، كمّا اقترض مليار دولار وقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي لمصر أثناء حربها لاسترداد الأرض التي سلبها العدو الصهيوني في اكتوبر 1973.
وعندّما شنّت الدول العربية حربًا على الغرب الداعم لإسرائيل، كان للشيخ زايد موقف بارز، حينما قال: إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف، قد تقدموا الصفوف كلها، وأن النفط ليس بأغلي من الدماء العربية، وقال إن البترول يشكل ثروة اقتصادية يستخدمها العرب من أجل التنمية والتقدم وإذا تعرض العالم العربي لخطر الحرب فمن البديهي أن هذه الثروة هي وجميع الموارد الأخري سوف تعبأ للدفاع عن العالم العربي.
وعقب عقد اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978، كثرت ردود الفعل المعارضة لتلك الإتفاقية في معظم الدول العربية، لدرجة أن هُناك بعض الدول قاطعت مصر بعد قمة بغداد، ولكن موقف الشيخ زايد كان مختلفًا، حيثُ ظلّ على تواصل مع الرئيس، محمد أنور السادات، وقال جملتهُ الشهيرة: لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغنى عن الأمة العربية.
أما في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ارتبط البلدان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة، إذ تربط بينهما 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 1.4 مليار دولار، وفقًا لمتحف زايد الوطني، وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر 10 مليارات دولار عام 2010 في قطاعات الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية، بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول في مصر.
عقب وفاة الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2004، توجّه حسني مبارك وقرينتهُ إلي دولة الإمارات لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ زايد، بعد أنّ بعث مبارك ببرقيتي تعزية إلي كل من الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رئيس دولة الإمارات العربية المؤقت، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حاكم أبوظبي.