سلطت صحيفة الواشنطن بوست، الضوء علي موجة انتحار أطاحت بطلاب هونج كونج، حيث انتحر 35 طالب لم يتجاوزوا الحادية عشرة من عمرهم بسبب نظام التعليم القاسي في الصين.
وشبه خبراء أن نظام التعليم بهونج كونج بوعاء الضغط الذي يطهي الطعام عن طريق البخار، ويُجبَر الطلاب على التنافس على أماكن محدودة في نظام التعليم الجامعي بالبلاد، ووفقًا للصحيفة أنه في جلسة استماع لنظام التعليم التابع للإقليم، وصف طالب تجربة الذهاب إلى المدرسة كالذهاب إلى السجن، حيث قال أن في الفصل الدراسي، لم يكن مسموحًا لي بالتحرك، أو شرب المياه، أو الأكل، أو الذهاب إلى الحمام، أو التحدث. يقضي المدرسون القليل من الوقت في الشرح، بينما نقضي معظم أوقاتنا في أداء اختباراتٍ وهمية.
ووفقًا للصحيفة يبدأ الأطفال حاليًا الدراسة الجامعية في وقتٍ مبكرٍ بسبب تغيير نظام التعليم في 2012، فأصبح يُسمح بإرسال الطلاب إلى الجامعة في سن أقل من المعتاد لدخول الجامعة بعامٍ.
وعلَّق أحد الخبراء على هذا التغيير إذ قال كونغية "يدخل الطلاب الجامعة في عمر مبكر عن المعتاد،و قد يكونون غير ناضجين وغير مؤهلين بشكلٍ كافٍ للتعامل مع التحديات في ظل غياب شبكة العلاقات المُقرَّبة منهم والتي كوَّنوها في المرحلة الثانوية.
ويقول أستاذ علم النفس في الجامعة الصينية لي سينج أن هذا الجيل خرج مع الإنترنت، ورغم أنهم باتوا متصلين أكثر ببعضهم البعض، فإنهم أصبحوا يشاهدون ما يتوافق مع ميولهم فقط. لذا، ربما لا يفهمون وجهات النظر المختلفة والمتشابكة المتعلقة بموضوعٍ ما، إذا شاهد أحدهم شيئًا ما لا يتوافق مع ذوقه، يستطيع ببساطة محو البعض من قائمة أصدقائه.
وربما ساهم قلة الوقت الذي يقضونه مع العائلة أيضًا في حدوث المشكلة، إذ أشار أحد الخبراء إلى أن كلا الوالدين، في معظم العائلات، يعملان خارج المنزل، ما يترك وقتًا قليلًا متاحًا للأطفال كي يقضوه مع عائلاتهم.
وتدخَّل مكتب تعليم هونغ كونغ لاتخاذ رد فعل. فقد أعلن عن إجراءات جديدة لمواجهة المشكلة، بما فيها تحسين الإرشاد الطلابي بالمدارس، وعقد المزيد من الحلقات الدراسية لتوعية المعلمين والآباء بالعلامات التحذيرية التي قد تنبئ بلجوء الأطفال إلى الانتحار، وتشكيل لجنة لدراسة حلولٍ طويلة الأجل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
