كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الفجوة التي تعرف بـ"الخسفة" في عمق صحراء الموصل بالعراق تتكدس فيها جثث ضحايا أعدمهم تنظيم داعش الإرهابي، ووفقًا للصحيفة تعد تلك أكبر مقبرة جماعية تروي مأساة لضحايا تنظيم داعش.
وقالت الصحيفة إن التنظيم الإرهابي حول الخسفة إلى "موقع للموت"، بعد سيطرته على الموصل في يونيو 2014، واستخدمه لتنفيذ الإعدامات ومقبرة جماعية لإلقاء جثث الضحايا.
ورصدت الصحيفة بعض شهادات السكان ومنها محمد ياسين أحد سكان بلدة حمام الذي قال "كانوا يجلبونهم معصوبي الأعين وأيديهم موثوقة خلف ظهورهم، ويركعونهم على طرف الخسفة ليطلقوا النار على رؤوسهم ويدفعوهم إلى هناك.
وأكد ياسين أنه شاهد منذ سيطرة تنظيم الإرهابي على المنطقة ما لايقل عن ست عمليات إعدام عند الخسفة.
وذكروفقًا لتقرير الصحيفة بأن الضحايا الذين قتلوا كانوا من الشرطة والجنود وموظفين حكوميين حكم عليهم بالإعدام.
و جاءت شهادة أحد الهاربين من إعدام التنظيم الإرهابي وفقأ لتقرير الصحيفة حسين خلف هلال أنه في أحد الأيام قاده عناصر التنظيم إلى الخسفة لإعدامه بتهمة إنتهاك قوانين التنظيم لقيامه بمعالجة الناس بواسطة الطب التقليدي.
وروى للصحيفة ما حدث معه قائلًا "جاؤوا إلى البيت وعصبوا عيوني وربطوا يداي خلف ظهري واخذوني بسيارة زجاجها داكن اللون"،وتابع "أخذوني إلى هناك بغية إخافتي، لأنهم أرادوا مني مبايعتهم".
وأشار إلى أن الجهاديين كانوا يجبرون الناس على رمي أنفسهم "عشرة أو خمسة عشر" داخل الخسفة بعد إرغامهم على تناول حبوب، لكن هلال طلب فرصة لمبايعة التنظيم فاقتادوه الى السجن بدلًا من إعدامه.
من جهتها، تقول بلقيس ولي وهي باحثة عراقية في مجال حقوق الانسان أن قصص الإعدامات الجماعية كثيرة لما تردد على مسامعها طوال أشهر.
وأضافت "بدأت أسمع عن هذا المكان قبل حوالي عام، خلال مقابلات أجريتها مع اناس فروا من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها منظمة "هيومن رايتس وتش" وفقًا لصور أقمار صناعية بأن الخسفة ممتلئة بضحايا داعش.
فيما ذكر عدد من السكان في الموصل أن الإرهابيين القوا قطع سيارات متهالكة وحاويات شحن بضائع في الخسفة.
وبعد شهر على استعادة السيطرة على المنطقة من قبضة الجهاديين، ظهر أن عمق الخسفة يبلغ أمتارا معدودة حيث تتواجد هياكل آليات ملقاة هناك.
كما تناثرت عبوات ناسفة داخل وحول الخسفة، حيث تنتشر قوات من الحشد الشعبي، الفصائل الشيعية المدعومة من إيران.
وفي سياق متصل قال أبو أحمد الحسني أحد مقاتلي الحشد الشعبي أن "هذا المكان موقع تشعر فيه بالحزن حين تفكر في جميع العراقيين الذين اعدموا من جميع الطوائف"، وأضاف بحزن قتلوا الأطفال والشيوخ والنساء والرجال".
و تقول الصحيفة: "لا تتوفر إحصاءات دقيقة حتى الآن عن عدد الضحايا الذين قضوا داخل الخسفة".
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن المهمة الصعبة هي جمع أشلاء ونقلها إلى السطح لينظر فيها اختصاصي الطب الشرعي للبدء بتحديد الهوية ثم يليها الجزء الأكثر صعوبة وهو البحث عن المزيد منها في الأسفل، لأنه من المستحيل الحفر في طبقات متعددة من رفات الضحايا.