اعلان

عبد الرزاق البرعصي.. آخر رفاق عمر المختار

عبد الرزاق البرعصي

مقاوم ليبي ينحدر من قبيلة "البراعصة" ومن أسرة كانت لها علاقات مميزة مع الأسرة السنوسية التي حكمت ليبيا، قاوم الاحتلال الإيطالي إلى جانب عمر المختار، ويوصف بأنه آخر رفاقه.

ولد عبد الرزاق جلغاف البرعصي عام 1907 في مدينة البيضاء شرق ليبيا، وهو ينحدر من أسرة ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة مع "الأسرة السنوسية" التي انحدر منها ملك البلاد الأسبق إدريس السنوسي.

شارك عبد الرزاق جلغاف البرعصي، في مقاومة الاحتلال الإيطالي لليبيا إلى جانب عمر المختار، وكان في ريعان شبابه، وذلك قبل إعدام أسد الصحراء عام 1931، حيث أن مشاركة قبيلة البراعصة في مقاومة الإيطاليين حظيت باهتمام كبير من طرف المؤرخين.

نشط دور إيطاليا في أوروبا فعقدت اتفاقيات مع الدول الاستعمارية الكبرى، حيث تم الاتفاق على إطلاق يد فرنسا في كل من تونس والجزائر والمغرب، مقابل السماح لإيطاليا بالاستفراد بدولة ليبيا، وحاولت الإمبراطورية العثمانية الحفاظ على ليبيا فأرسلت دعما عسكريًا قويا للقطر الليبي، وهو ما دفع روما لتأجيل مخططاتها حتى تحين الفرصة المناسبة.

وجاءت تلك الفرصة مع الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني، وظهور خلافات واضطرابات أمنية بالأراضي تحت سيطرة العثمانيين، مما جعل إيطاليا تتحرك باتجاه ليبيا وتبعث بإنذار إلى الباب العالي تحذر فيه من أنها ستتدخل في ليبيا إن لم يتم توفير الحماية للرعايا الإيطاليين، وأرسلت روما أسطولها العسكري إلى ليبيا.

وتشير الروايات التاريخية إلى أن الأسطول العسكري الإيطالي كان يتكون من نحو 340 ألف مقاتل، وقصفت المدن والقرى وارتكبت مذابح بحق السكان، وهنا ظهرت حركة مقاومة قوية قادها عمر المختار، وشاركت فيها قبيلة البراعصة بقوة، وبينهم جلغاف.

وتمكنت الحركة من تكبيد المحتل خسائر فادحة وخاصة في معارك فاصلة بينهما معركة "أم الشافتير" التي وقعت عام 1927، ومعركة فزان عام 1928 التي خسر فيها الإيطاليون جنودا كثيرين ومعدات عسكرية متنوعة، وأجبروا على تغيير استراتيجيتهم واتباع سياسة إبادة جماعية للنساء والأطفال بمختلف الأسلحة وبينها الطيران لإضعاف المقاومة وإجبارها على الانسحاب.

ووجد عمر المختار، من البراعصة وبينهم في وقت متأخر عبد الرزاق جلغاف، كل الدعم، حيث احتضنت القبيلة الشيخ المختار، وذلك بالنظر إلى العلاقة القوية بينها وبين قبيلة أسد الصحراء، وذكر المؤرخون أن البراعصة لم يستسلموا أبدا للمحتل الإيطالي، وظلت قبيلتهم تتميز بمكانة بارزة خلال العهد الملكي وحظي أبناؤها بكبار المناصب الحكومية.

وفي 30 أغسطس 2008، اعتذرت إيطاليا عن احتلالها لليبيا على لسان رئيس الوزراء الإيطالي وقتها سلفيو برلسكوني، وأقرت إقرارا كاملا وأخلاقيا بالأضرار التي لحقت بليبيا إبان الاحتلال الذي استمر من 1911 وحتى 1943.

كما تضمن الاتفاق كذلك حصول ليبيا على تعويضات قدرها 5 مليارات دولار تدفع خلال 25 عاما على شكل استثمارات في البنية الأساسية.

أعلن عن وفاة عبد الرزاق جلغاف البرعصي يوم 27 فبراير 2017 بمدينة البيضاء شرق ليبيا، وبذلك انطفأت آخر نجوم الجهاد الليبي ضد الاستعمار الإيطالي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً