مصر وروسيا تاريخ مديد من العلاقات الوثيقة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية كما أن مصر وروسيا تمثلان قوتان لا يستهان بهما في منطقة الشرق الأوسط والعالم، يحاول الجانبان بشتي الطرق من وقت وقوع حادث الطائرة المنكوبة بإعادة هيكلة الأوضاع إلى طبيعتها ومن هنا قالت روسيا أن الكرة في ملعب مصر وعليها أن تعي جيدا الخطة الصحيحة للعلب والفوز بنجاح لإعادة الحركة السياحية الروسية إلى أراضيها.
والجدير بالذكر هنا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل اليوم ماتفيينكو رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي وذلك لتوسيع نطاق التعاون بين مصر وروسيا في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة، إلى جانب استعراض التطورات الجارية في جهود التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة، وذلك لتطلع مصر وحكومتها لزيادة التعاون الاقتصادى والتبادل التجاري مع روسيا والذي يبلغ حجمه حاليًا 4 مليار دولار، على النحو الذي يرقى إلى الإمكانات المتاحة لدى البلدين، ونوه إلى أن الصادرات الزراعية لروسيا تمثل70% من الصادرات المصرية وهو ما تحرص مصر على تنميته.
وفي السياق ذاته وتعليقا علي مقولة وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف أن الكرة الآن أصبحت في ملعب الجانب المصري، وأنه يتوقع إبرام عدد من الاتفاقيات بين مصر وموسكو خلال مارس الحالي.
عودة الروس رسالة للعالم
قال مدحت إسماعيل المحلل الاقتصادي إن عودة السياحة الروسية إلي مصر هي رسالة للعالم أجمع بأن مصر منبع الأمن والأمان والاستقرار، كما أنها فرصة ذهبية لإعادة عجلة السياحة مرة أخري بعدما شهدت حالة من الركود التام بعد حاث الطائرة الروسية المنكوبة ولكن كل هذا لا يمنعنا أن نقول أننا أصبحنا غير قادرين علي تفسير ما يدور في دماغ الروس وما الغرض من الزيارات المتكررة دون الحصول علي نتيجة ملموسة.
وأكد إسماعيل في تصريح خاص لأهل مصر أن تنشيط حركة الطيران بين مصر وموسكو تعود بالنفع التام علي جلب العملة الصعبة هذا الأمر الذي نسعي إليه في الفترة الحالية لخفض قيمة الدولار وتوفير جزء كبير من العملة اللازمة للاستيراد.
وأوضح إسماعيل أنه ليس مصر وصورتها ومكانتها فقط هي المستفيدة بل المصريين أيضا خصوصا اللذين يعملون في مجال السياحة، كما أن مصر في هذه الحالة تكون موضع حديث العالم أجمع نظرا لتسليط الضوء عليها بعد حادث الطائرة الروسية وحظر روسيا السفر وتوتر العلاقات السياحية بين مصر وموسكو، ويصبح مطمئنا من الحالة الأمنية في مصر مما يدفع الجميع لزيارتها.
وعلق إسماعيل علي تكرار زيارات الوفود الروسية من وقت سقوط الطائرة الروسية قائلا إننا نعلم أن كل هذا إجراءات احترازية للتأكد من أمن المطارات وطرق التفتيش والحالة والوضع بعمليات الفحص بالمطارات.
السائح الروسي غير مسرف
وفي سياق آخر قال الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن عودة السياحة الروسية مرة أخري ليس بنفس القوة التي يتصورها الجميع وذلك يرجع لطبيعة الشعب الروسي في أنه لا يميل إلي الإسراف كما أن بعضهم يصطحب معظم احتياجاته تجنبا لشراء منتجات تباع بسعر سياحي إضافة إلي أن البعض يقوم باستغلال تواجده بمصر لتسويق بعض منتجاته الخاصة هنا ولهذا فهي لا تمثل الإضافة الحقيقية لانتعاش الاقتصاد المصري.
الركود الاقتصادي
وأضاف النحاس في تصريح خاص لأهل مصر أن العالم أجمع يشهد حالة من الركود الاقتصادي وأقوي الكتل الاقتصادية في العالم تمر الآن بارتفاع شديد في نسب التضخم، وعلي مصر أن لا تضع كل أملها في السياحة الروسية لأن دول العالم أجمع تعاني من الأزمة الاقتصادية الذي تحل بالمنطقة.
كما وأكدت مصادر أمنية أن كافة الوزارات المعنية بحركة السياحة سواء كانت وزارة الداخلية أو وزارة السياحة تبذل حاليا قصاري جهدها للتأكيد علي الوضع الأمني واستقرار الأجواء بمصر، كما أن وزارة الداخلية لا تدخر جهدا لتأمين كافة المناطق السياحة والمزارات والحفاظ علي الوضع الأمني المستهدف في الوقت الحالي لتشويه صورة مصر أمام الجميع.
زيارة ميركل مبشرة
وعلق أيضا حسن النخلة نقيب المرشيدين أن جميع العاملين في السياحة هم أكثر الأشخاص الذين يحتاجون عودة السياح الروس وأن ضعف حركة السياحة في مصر في الفترات الأخيرة عاد عليهم بالسلب وهذا يرجع إلي أن معظهم دخله الأساسي من السياحة.
وأوضح النخلة في تصريح خاص لأهل مصر، أن الوضع السياحي بدأ في التحسن وأن زيارات ممثلين عن الدول الأوروبية لمصر باستمرار في الفترة الأخيرة ينعكس بالإيجاب علي حركة السياحة وآخرها كانت زيارة المستشارة الألمانية ميركل، وأن كل هذه الأمور تشجع الدول الأخري على زيارتنا.