أكثر من 6 أسابيع مرت على تولى الرئيس دونالد ترامب، حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال هذه الفترة القصيرة شهدت أمريكا العديد من الأحداث التي لم تكن تتوقع حدوثها جميعها فى وقت قصير، فخلال أسابيع قليلة حاول الرئيس ترامب أن يغير مسار أمريكا وسياستها وعلاقاتها بالدول الأخرى، وهو ما يذكرنا بعهد الرئيس المعزول محمد مرسي الذي استمرت فترة حكمه سنة واحدة فقط ولكنها كانت مليئة بالأحداث الغير متوقعة.
الاتهامات
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتعاون مع روسيا حتى تكون مساندة له فى الانتخابات الرئاسية، هذا بجانب اتهامه بأنه لا يصلح لتولى رئاسة الولايات المتحدة لأنه دائمًا تصدر منه تعليقات مسيئة حول المرأة، ولكن وسائل الإعلام الأمريكية تداولت اخبارًا عدة عن انجراف ترامب في نزوات عديدة مع النساء ومحاوطة عارضات الازياء له دائما هذا بجانب ولعه الشديد بالنساء وأن سجله حافل بالكثير من الانتهاكات الجنسية".
وعرف عن ترامب، أنه اشهر إفلاسه 4 مرات في الفترة من 1991 إلى 2009، وذلك بسبب مديونات الكازينو وصالات القمار الخاصة به، ولكنه تمكن من الخروج من أزماته عن طريق شراكته مع رجال أعمال خليجيين في استثمارات تقدر بمليارات الدولارات.
أما عن الرئيس المعزول مرسي، فقد قيل عنه انه سيدخل مصر في حكم الإخوان المسلمين مما يجعلها دولة يحكمها الإرهاب، هذا بجانب انه لن يكون هو الحاكم الاصلى لجمهورية مصر العربية، بل سيكون مجرد اداة يتلاعب بها مكتب الارشاد ويتم بها ادراة مصر بشكل غير مباشر.
الوعود الانتخابية
وعد الرئيس المعزول محمد مرسى الشعب المصرى انه فى غضون 100 يوم سيكون قد تكمن من التخلص من ازمات مصر الاساسية وهى "التخلص من القمامة التى تملأ الطرقات وانهاء ازمة الخبز والوقود وايجاد مخرج مناسب لازمة التكدس المرورى، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل اختار ان يلعب على الوتر الحساس عند المصرين وهو وعدهم باعادة الامن الى الشارع المصرى وهو ما كان المصريين فى امس الحاجة اليها فى هذا الوقت بعد الانفلات الامنى الذى عانت منه مصر بعد ثورة 25يناير 2011، ولكن المعزول مرسى لم يكن قادرًا على تنفيذ هذه الوعود وهذا ما اثار غضب الشعب المصرى بعد ذلك.
وعلى الوجه الآخر من القارة وعد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الشعب بالعديد من الوعود مثل "عمل جدار عازل بين أمريكا والمكسيك وإجبار المكسيك على دفع تكاليف هذا الحاجز، هذا بجانب التعاون مع دولة روسيا من خلال الاشتراك مع موسكو من أجل حل قضايا كثيرة ملحة في العالم، وذكر ترامب أن معارضو إقامة علاقة جيدة مع روسيا هما أغبياء وحمقى.
وعلى صعيد متصل للوعود، وعد ترامب منتخبيه بالقضاء على تنظيم داعش من خلال شن حرب غير تقليدية على داعش تشمل الانترنت والموارد المالية وايدولوجيات التنظيم، ومطالبة قوات الجيش الامريكى بتقديم خطة خلال 30 يوما من توليه الحكم للقضاء على داعش، هذا بجانب عدم السماح لكوريا الشمالية باستهداف الاراضى الامريكية، وطرح موازنة جديدة للجيش والبحرية الأمريكية والقبض على هيلاري كلينتون بتهمة التورط فى الفساد المالى والإدارى ولكنه تراجع عن هذا القرار بعد ذلك.
وعمل أيضًا على إلغاء الاتفاق مع إيران حول البرنامج النووى معتبرًا أن هذا الاتفاق الذي تم في يوليو 2015 أسوأ صفقة تم الاتفاق عليها، ولم يتوقف سقق الوعود عند هذا الحد، بل وصل إلى الوعد بطرد ملايين من المهاجرين الغير شرعيين من أرض الولاية.
ولكن بعد تولى الرئيس ترامب الحكم لم يكن قادرًا على تنفيذ كافة الوعود التي أقرها في برنامجه الانتخابى، نظرًا لصعوبتها فى ظل وجود معارضين لها من جهة ومن نتائجها الغير مبشرة من الجهة الاخرى.
طريقة التعامل مع القضاء
كان للرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس الأمريكي ترامب، مواجهات مع هيئة القضاء، فالأول كانت معركته مع القضاء فى محاولته للسيطرة عليه من خلال الغاء الاعلان الدستورى الذى وضعه المجلس العسكرى والدعوة الى انعقاد البرلمان، في تحدى واضح لاعلى سلطة قضائية فى مصر ولكن المحكمة الدستورية رفضت هذا القرار، وعلى الصعيد الاخر لا يمكن أن نغفل عن السعي العجيب لمرسى للسيطرة على جهاز القضاء المصري من خلال التدخل المتكرر فى شؤنه، وظهر ذلك فى اتخاذ قرارًا فرديًا باقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وتعيينه سفيرًا لمصر في الفاتيكان، دون الرجوع إلى المجلس الأعلى للقضاء، مماأثار موجة عالية من غضب القضاة والشعب، واهم سبب لعزل مرسى هو الاطاحة بوزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق والحاكم لمصر بعد مبارك، واقالة الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري، وذلك بعد وجود خلافات بينهم وبين الرئيس المعزول مرسى حول السلطة وطريقة إدارتها.
اما عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فكان له نصيب هو الآخر في الوقوف امام القضاء من خلال المواصلة فى تنفيذ قرار منع دخول مسلمين سبعة دول الى الولايات المتحدة، بالرغم من اعتراض محكمة الاستئناف الامريكية وامرت بتجميد القرار وطالبت ترامب بتقديم الحجج الكافيه للتصديق على هذا القرار، ونتج عن ذلك وجود مشاحنات بين اردارة ترامب وهيئة القضاء الأمريكية، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل وصل الى إقالة القائمة بأعمال وزارة العدل سالي ييتس، والمسؤل بالوكالة عن الهجرة والجمارك دانيال راجسديل نظرًا لاعتراضهم على قرار قرار الرئيس ترامب.
التعامل مع المتظاهرين
اتخذ الرئيس الامريكي دونالد ترامب طريق العنف فى التعامل مع بعض المظاهرات التى ظهرت فى شوارع الولايات المتحدة الأمريكية، اعتراضًا على سياسة ترامب فى إدارة شئون البلاد، على العلم ان امريكا دائمًا تدعى انها داعمة للديمقراطية.
ولكن ظهر أن هذا مجرد ستار تظهر به أمام الدول الأخرى اما فى الحقيقة فى تتعامل بشئ من العنف ضد المتظاهرين، ولا يجدر بنا ان ننسى هذه المشاهد فى مصر اثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وما حدث للمتظاهرين ضد نظامه من سحل واهانة وسجن وبهذا يكون طريقة التعامل مع المتظاهرين هى العنف وعدم العمل على احتواء الموقف.
المشهد الاقتصادى
يهتم الرئيس الأمريكى ترامب بأستمرار النهوض بالاقتصاد الأمريكي ولكن هناك عقبات يدخل نفسه بها تهدد الاقتصاد الامريكى بشكل واضح مثل ترحيل ملايين المهاجرين العرب وعلى رأسهم المسلمين وهذا يدفع الولايات المتحدة الى تحمل تكلفة مالية كبيرة لتنفيذ هذا القرار، ولكن ترامب يجرى وراء توفير النفقات التى تنفقها امريكا على هولاء المهاجرين، هذا بالاضافة الى افتعال مشكلات عديدة من الدول الاخرى مما يؤدى الى خسارة امريكا لكثير من الدول التى تصدر لها وعلى رأسها الدول العربية.
أما فى عهد الرئيس المعزول مرسى فكان الاقتصاد له شكلا اخر، فـ مرسى حاول بكرة الطرق الى اخذ مساعدات مالية من كثير من الدول كمحاولة لانعاش الاقتصاد المصرى ولكن ما حدث هو تراجع احتياطي النقد الأجنبي، وزاد العجز بميزان المدفوعات، وانكمشت تعاملات البورصة وبالطبع ادى ذلك الى ان الاقتصاد المصرى اصبح شبه منهار.
الأزمة الفلسطنية
قدم الرئيس المعزول مرسى العديد من المساعدات الى جولة فلسطين من خلال فتح معبر رفح وذكر ان مصر تؤمن للفلسطنيين كل ما يحتاجونه من غذاء ومأكل وملبس وأن المعابر مفتوحة لهم دائمًا ولكن هذا التصرف فتح بابًا للارهاب للدخول الى ارض سيناء والانتشار بها.
أما الرئيس الأمريكي ترامب فقد وعد دولة إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، إلى القدس وأطلق ترامب هذا الوعد في شهر فبراير اثناء حملته الانتخابية وبتنفيذ هذا القرار تكون أمريكا أعلنت بشكل مباشر أن القدس عاصمة إسرائيل، ولكن تراجع ترامب عن هذا القرار بعد توليه حكم امريكا وقال ان تنفيذ هذا الامر ليس سهلًا ويحتاج الى الدراسة، ويعلم ترامب جيدًا صعوبة تنفيذ هذا القرار ولكنه استخدمته كورقة مربحة اثناء حملته الانتخابية لكسب دعم اسرائيل له فى الانتخابات.
رآى وسائل الإعلام في مرسي وترامب
ظهرت السخرية بشكل كبير فى حلقات البرنامج الذى كان يعرضه المذيع "باسم يوسف" وكان محور حلقاته هو اظهار مدى اختلال المعزول مرسى فى إدارة البلاد هذا بجانب السخرية التى تصدرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر، ولم تغفل السينما عن السخرية من مرسى فقد ظهر فيلم "المشخصاتى2" ليظهر مدى تحكم جماعة الاخوان فى ادارة مصر متخفية بمرسى.
أما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فقد تداولت الصحف الاجنبية السخرية من تصرفاته وقراراته وأظهرت وأطلقت عليه انه "مختل عقلياُ" وهذه السخرية تقلل من شأنه تهز صورته.