ربما يدفع ذكاء عدوك إلى نيل إعجابك به، هذا ما يمكن أن يطلق باختصار على يحيى عبد اللطيف عياش، المناظل الفلسطينى، الذي لم يستطع "شمعون رومح" -أحد كبار العسكريين الصهاينة- أن يخفي إعجابه به قائلًا: "إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع".. ولم يكن شمعون وحده هو المعجب بالرجل، لكن وسائل الإعلام الصهيونية كلها شاركته الإعجاب حتى لقبته: "الثعلب" و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري".
نبذه مختصره
ويعد "عياش" مناضل فلسطينى من أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حتى إغتياله، ولد ببلدة رافات التابعة لمحافظة سلفيت بالضفة الغربية يوم الأحد الموافق 6 مارس عام 1966، حصل على شهادة البكالوريس في الهندسة الكهربائية من جامعة بير زيت عام 1993، واتهمته إسرائيل بأنه خلف مقتل العشرات حيث كانت أول بصماته في منطقة "رامات أفعال" بتل أبيب بعد العثور على سيارة مفخخة.
واستمرت إسرائيل تطارده في الفترة ما بين أبريل 1993 حتى اغتياله في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بتاريخ 5 يناير 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه.
قرار مجلس الأمن
اغتيال "عياش" لم يكن الواقعة الوحيدة التى كانت بمثابة كسر الظهر للجانب الفلسطيني في شهر مارس، ففي 6 مارس عام 1949 انتهت حرب فلسطين، بعد قبول مجلس الأمن الدولي، إسرائيل عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة وقَبول الدول العربية للهدنة الثانية.
وكانت حرب 1948 قد نشبت في فلسطين بين كلٍ من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين، والتي تشكلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.
وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.