رغم الحكم العسكري.. الجارديان: أفكار القذافي تكشف "عورة" النظام الليبي

 القذافي
القذافي
كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، أنه بالرغم من مرور ست سنوات علي قتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، إلا أن الثورة الليبية لم تأت بثمارها حيث خرجت مخلفات فكر القذافي ليُصدم الليبيون بمآساة، فانكشفت العورة، وزال الستار وبات الصراع السياسي أزمة لن تنحل.

وعقب توقيع الاتفاق السياسي الليبي في الـ17 من ديسمبر 2015، ظن الليبيون أنهم فعلا على خطى طريق توحيد مؤسسات الدولة وإلغاء فكرة القبلية التي كانت من عقيدة راسخة في فكر "القذافي"، إلا أن الصدمة كانت أقوى، وباتت البلاد تعيش في ظل ثلاث حكومات ومجلس نواب ومجلس رئاسي انبثق عن الاتفاق السياسي، شأنه شأن المجلس الأعلى للدولة، الذي لم يسلم من الانشقاق، خاصة وهو يعد جسمًا ناتجًا عن الاتفاق بعد إلغاء المؤتمر الوطني سابقًا، ومنح أعضاء المؤتمر جسمًا آخر له مهام استشارية في الدولة.

وقالت الصحيفة إنه بدلًا من فكرة القبلية تعاني ليبيا الآن من حكمًا عسكريًا فشل في إصدار قرارات وعجز عن توزيع الأدوار وفرض التوازن بعد رفض مجلس النواب الليبي حكمها القاضي بعدم شرعية جلساته.

وذكرت الصحيفة أن آخر ذلك الفشل هو قرار فرض قيود على المسافرين الليبيين، والحصول على موافقة أمنية للراغبين بالسفر من الجنسين من عمر 18 إلى 45 عامًا دون العودة لا للحكومة ولا لمجلس النواب، الذي أساسًا ليس له قيود أو رقابة على ما يدعي أنها قيادة عسكرية تابعة له، الأمر الذي اعتبره مراقبون هو بداية في فرض قيود قد تكون ذات طابع حاد بحجة إجراءات احترازية تخص جانب الأمن القومي على الرغم من عدم سيطرة الجنرال خليفة حفتر على بنغازي كليًا أو السيطرة على مدينة درنة.

ورأت الصحيفة أن سبب هذه الإخفاقات هي أن القذافي رسخ الفكر العقيم في الليبيبن حتي أنهم أصبحوا يستخدمونه دون وعي من حيث طريقة تفكيرهم، والفساد وإهدار المال العام وأزمات اقتصادية.

و قالت الصحيفة إن ليبيا أصبحت ترفع شعار "نفسي نفسي" فأصل المشكلة هي مشكلة وعي وتنمية، أوقفها القذافي طوال سنوات حكمه، وبات الشعب يصطدم بمؤهلاته النادرة وقيادته المبنية على القبلية والمناطقية لا على الكفاءة والخبرة، وعلى التهرب من المسؤولية لا الوعي بها، وتسليم الأمور لقادة لم يستطيعوا قيادة أنفسهم، نعم هو واقع لا مفر منه، فإما مواجهة الذات والصراع معه، وأن تكون الثورة على السلبيات في كل شخص، ومواجهة الحقيقة بعيدًا عن رمي العبء على أشياء لا مكان لها في الواقع، نرمي عليها أخطاءنا في الانتخابات، ومنح الثقة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً