أعلنت مصادر مسؤولة داخل البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يحذف العراق من قائمة دول يستهدفها حظر سفر أميركي جديد من المنتظر أن يوقعه اليوم الإثنين، في شكل أمر تنفيذي بعد تعطيل القضاء لمحاولته الأولى في هذا الصدد التي أثارت بلبلة.
وكان الرئيس الأمريكي قد أصدر قرارا، في يناير الماضي، يقضي بحظر دخول حاملي التأشيرات، إلى الولايات المتحدة، وعلى رأسهم مواطني العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال وإيران، مدة تسعين يوما بحجة حماية الأمن القومي الأميركي.
الأمر الذي قوبل باستنكار شعبي وسياسي واسع في الولايات المتحدة وخارجها، ورفضته الدوائر القضائية في البلاد، وفي آخر معركة قضائية رفض قضاة محكمة استئناف الدائرة التاسعة في سان فرانسيسكو طلب محامي وزارة العدل بإعادة تفعيل الأمر التنفيذي، مما دفع إدارة ترامب إلى البحث عن إجراءات جديدة لتمرير الأمر التنفيذي أو إصدار أمر تنفيذي آخر.
وأضاف المسؤول الكبير بالبيت الأبيض، في تصريحات صحفية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الأمر التنفيذي الجديد سيبقي على حظر سفر مواطني ست دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما، والدول الست هي إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن.
وذكر المسؤول الأمريكي، أن العراق حذف من قائمة الدول الواردة في الأمر التنفيذي الأول الصادر في يناير الماضي، لأن الحكومة العراقية فرضت إجراءات فحص جديدة مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات وبسبب تعاونها مع الولايات المتحدة في سبيل مكافحة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المسؤول بالبيت الأبيض، إن الأمر التنفيذي الجديد لن يفرض قيود السفر فورا مثل الأول لكنه سيؤجل التنفيذ لفترة لم تحدد بعد للحد من العراقيل التي تسببت في فوضى لبعض المسافرين.
في إطار متصل، كشفت عدة تقارير صحفية، أن القرار يأتي بعد ضغوط من وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين اللتين حثتا البيت الأبيض على إعادة النظر في ضم العراق إلى القائمة، نظرا لدوره الرئيسي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
ويسعى الرئيس الأمريكي، خلال الفترة الماضية لتوحيد صفوف الدول العربية، لمواجهة نفوذ إيران، إلى جانب تأسيس "ناتو" عربي جديد يتصدى للخطر الإيراني، وعلى رأس تلك الدول "السعودية ومصر والإمارات" وربما دخلت العراق حسابات الرئيس الأمريكي في ضمها للناتو الجديد، نظرا لخبراتها في مواجهة العناصر الإرهابية.
ومن جانبه يقول رفعت سيد أحمد، ومؤسس مركز يافا للدراسات الاستراتيجية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحذف العراق من الدول المحظورة، من شأنه إثارة تساؤلات عدة، فتصريحات ترامب الأخيرة عن العراق، نابعه من اعتقاد ترامب بالقرب الإيراني من العراق، إلى جانب صراعه مع إيران منذ اللحظات الأولى لتوليه الحكم، مشيرا إلى أن محاولة إرضاء العراق لا يخرج عن المصالح الشخصية والسياسة التي يتبناها ترامب، مستكملا" كل ما يشغل ترامب هو استرداد العراق والقضاء على النفوذ الإيراني بها"
وتابع سيد أحمد، في تصريحات خاصة، أن سيطرت النفوذ الإيراني على العراق، ناتج من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية السابقة بها، وهو ما أوضحته تصريحات ترامب السابقة، حول رفضه لما حدث لها منذ سنوات على يد الجنود الأمريكيين، مشيرا إلى أن ترامب يتعامل مع العراق بسياسة رجل التجارة والمال، وهو ما كان حاضرا في الدورتين الأولى والثانية من إدارة أوباما.
وفي تصريحات تليفزيونية، قال واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، إن تصريحات ترامب واضحة منذ الوهلة الأولى، وكاشفة لأهدافه وطموحه في العراق، والتخلص من الجانب الشيعي بها، بالإضافة إلى النفوذ الإيراني، حتى وإن كان البديل هو أحد السنين، مستشهدا بمقولة ترامب،" لا يهمني إذا كان الأسد دكتاتورا، وقال إنه يحب صدام حسين لأنه كان الرجل المناسب لقمع الإرهاب والقاعدة وعملاء إيران"، مما يوحي برغبته في تنصيب سني قومي عراقي، للحد من الإرهاب والتدخلات الإيرانية.