أكد السفير أيمن الجمال سفير مصر في جنوب السودان، أن هناك تنسيقًا بين القاهرة وجوبا على جميع المستويات، الرئاسي والوزاري ومندوبي الدولتين لدى المنظمات الأممية، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تناول الأوضاع في جنوب السودان من خلال الزيارات التى قام بها سواء في أوغندا أو كينيا أو إثيوبيا من أجل دعم الاستقرار في جنوب السودان.
وأوضح الجمال، أن التنسيق بين الدولتين أسفر عن الدعم الذى قدمته مصر لجنوب السودان في مجلس الأمن والذى حماها من توقيع عقوبات عليها سواء في صورة حظر أسلحة أو في صورة عقوبات شخصية على بعض المسئولين، مشيرًا إلى مصر تتعاون مع جوبا في إطار الاتحاد الأفريقي.
وأضاف السفير أيمن الجمال أن مصر منذ عام 2005 كانت أول دولة تفتتح لها قنصلية في جوبا، وأن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان أول رئيس جمهورية يزور جنوب السودان في 2008، وقدمت مصر في حينها حزمة كبيرة من المساعدات في كافة المجالات، من ضمنها 3 عيادات طبية و4 محطات كهرباء، و3 مدارس، وكل هذه المشروعات تم تنفيذها بالفعل، وهناك بعض المشروعات مازالت تنفذ خاصة في مجالات الرى، حيث قدم لهم حينها منحة بقيمة 27 مليون دولار من أجل إنشاء آبار مياه، مثل المحطة الموجودة حاليًا في جامعة جوبا.
وتابع قائلا: إننا في انتظار تحقيق الاستقرار الأمني خاصة في خارج جوبا لكى يتم إعادة البدء في هذه المشروعات مرة اخرى، وأنه تم في مايو 2016 توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم الأساسي بجنوب السودان ووزارة التربية والتعليم في مصر، هدفها إنشاء بعثة تعليمية لإعادة تجهيز كل المدارس المصرية هنا وإدارتها من جانب وزارة التربية والتعليم.
ونوه الجمال، إلى أن مصر قامت بإنشاء أول وحدة للغسيل الكلوي والمناظير بالمستشفى العسكرى إلى جانب وحدة أخرى للغسيل الكلوي أيضا تم إنشاؤها بالمستشفي العام مقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تقديم قوافل طبية من مصر للأشقاء في جنوب السودان وهى لها أثر طيب جدا لدورها في معالجة العديد من المواطنين خاصة فيما يتم تقديمه من عمليات معقدة في العظام والجراحة العامة والعيون، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين أصبحت وثيقة جدا منذ عام 2014 من خلال تبادل الزيارات بشكل مستمر بين المسئولين في مصر وجنوب السودان، وآخرها كانت زيارة الرئيس سيلفا كير لمصر في أوائل العام الجارى.
وردا على سؤال حول إمكانيات إتاحة الاستثمار المصرى في جنوب السودان بشكل قوى ومؤثر، أكد السفير أيمن الجمال أن المشكلة الأساسية هى عدم الاستقرار الأمنى وحدوث اضطرابات كما حدث في 2013 و2016، وهو ما يخلق جوا من عدم الاستقرار يجعل رجال الأعمال ليس لديهم الاستعداد لضخ استثمارتهم هنا، إلى جانب عدم وجود بنية تحتية في صورة طرق أو كهرباء أو مياه، وهو ما يزيد من تكلفة الانتاج، وهو ما يمنع بيع المنتج خارج جنوب السودان، ويحد في الأساس من قدرات الانتاج.
وأوضح السفير أن الطرق الموجودة أغلبها طرق موسمية، وفي موسم الأمطار الذى يستمر نحو 5 أشهر تنقطع هذه الطرق لأنها ترابية، وهو ما يجعل عملية نقل البضائع بين المدن في جنوب السودان أمرا غاية في الصعوبة، وكل هذه الأمور تجعل تكلفة الاستثمار في جنوب السودان مرتفعة جدا.
وأشار الجمال إلى انه تم، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس سيلفا كير للقاهرة، الاتفاق على تشكيل لجنة بين القاهرة وجوبا تحت رئاسة مكتب الرئيس سيلفا كير تتولى إعداد دراسات الجدوى لمشروعات البنية التحتية خاصة في مجال الطرق والكبارى والطاقة بحيث نبدأ معهم لايجاد التمويل من صناديق التمويل التنموية في الخليج والدول العربية وأفريقيا، مثل البنك الأفريقي، وهذه المشروعات من شأنها خلق البيئة التى تساهم في تشجيع الاستثمار بالبلاد.