عندما تبحث عن التحدي، والإصرار، والعزيمة، فتش عن المرأة المصرية، التي تصر على أن تنال حقوقها، رغم كل الظروف، واستطاعت أن تفرض نفسها على كافة المجالات، وباكتساح ونجاح، ليسجل التاريخ اسمها.
وترصد "أهل مصر" في سلسلة، من عدة حلقات، على مدار شهر مارس، الذي يصادف شهر المرأة، أبرز النساء اللاتي أبدعن في مجالهن، وتفوقن على الرجال، تحت عنوان "السيدة الأولى"..
1- أم كلثوم أول امرأة تجلس على مقعد نقيب الموسيقيين لمدة سبع سنوات:لم تكن كوكب الشرق، أول امرأة تجلس على مقعد نقيب الموسيقيين فقط، ولم تكن أول نقيب لنقابة المهن الموسيقية فقط، بل هى منزرع بذور تأسيس النقابة.حيث بدأت تفكر في تدشين نقابة للعاملين فى الوسط الموسيقي،منذ عام 1942، وكانت حينها سيدة الغناء المحبوبة من القاصي والداني، وكان الغرض إنسانيًا واجتماعيًا، لما عاناه الموسيقين وقتذاك من مشاكل فى الحصول على حقوقهم، وهم بلا كيان أو جهة تساندهم.فطلبت من أعضاء فرقتها جمع كل الموسيقيين فى مكان واحد يوم 11 نوفمبر من العام نفسه، وكما يقول الكاتب الصحفى “مصطفى الضمرانى” أنها اهتدت لهذه الفكرة أملًا فى حل مشاكل الموسيقيين، فأم كلثوم لم تكن بحاجة لا إلى منصب ولا شهرة.وأضاف "جمعت فرقتها الموسيقية بقيادة عازف القانون الأول محمد عبده صالح، وأعضاء الفرق الموسيقية الأخرى من المصريين فقط، دون العازفين أو الموسيقيين الأجانب، لكي تصبح النقابة خالصة للمصريين".وانتهى الاجتماع إلى تشكيل مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية، وتكون من: أم كلثوم وفتحية أحمد وحياة محمد ورياض السنباطي وزكريا أحمد ومحمد القصبجي وصالح عبدالحي وفريد الأطرش وعزيز عثمان وإبراهيم حجاج ومحمد عبده صالح وأحمد الحفناوي.لكن بعد تولى أم كلثوم منصب النقيب، أعلن الموسيقار "محمد عبد الوهاب" رفضه للأمر، وأعرب عن استنكاره لفكرة أن تتولى قيادة النقابة "امرأة" حتى لو كانت أم كلثوم، ونشبت الخلافات بينهما، وتحول الأمر إلى تحدى فى انتخابات على المنصب.تدخل وقتها الكاتب الصحفي "مصطفى أمين" واقترح أن توزع المهام، وتمنح "أم كلثوم" لقب النقيب الشرفى بينما يتولى عبدالوهاب منصب النقيب الفعلى إلا أنها رفضت، ورفض "عبدالوهاب" أيضًا.ثم عاد "أمين" واقترح أن تتولى "أم كلثوم" أمانة الصندوق بينما يتولى "عبدالوهاب" سكرتارية النقابة فرُفِض الاقتراح أيضًا، حتى انتهت الأمور إلى فوز "أم كلثوم" بالمنصب لتثبت لـ"عبد الوهاب"، أن المرأة قادرة على أن تتولى قيادة الموسيقيين بأصواتهم، وبجدارة وعن استحقاق تحتفظ بمكانها نقيبًا لمدة سبع سنوات.2- إيفــا هابـيـل.. أول عمدة "امرأة" فى مصر2009.. وكسرت التابو:كلمة "العمدة" في مصر اقتصرت على الذكور لفترة طويلة، حتى كسرت ذلك التابو سيدة صعيدية، وخرجت من خانة التهميش ووضعت اسمها فى مقدمة النساء اللواتى انتزعن هذا الحق.وأدخلتها هذه الخطوة فى حرب مع أهل القرية النساء قبل الرجال، وكان النساء الأكثر سخرية منها ويتساءلن بامتعاض "هترضوا ست تحكمكم" إلا أن مثل هذه المحاولات لتثبيط العزم لم تثنيها عن قرارها، واستطاعت أن تستحوذ على المنصب وتكون أول عمدة على مستوى جمهوريات مصر كافة فى عام 2009.
3- تماضر توفيق- أول رئيسة للتلفزيون المصري 1977:منذ التحاقها بالإذاعة أصبحت في طليعة الأصوات التي تقدم نشرات الأخبار لما تميزت به من حضور وخصوصية، ولكفائتها تطورت بشكل ملحوظ وتقدمت بخطوات لافتة لتصبح مراقبًا للتنفيذ الاذاعي ومشرفًا على البرنامج الأوروبي والبرامج الأجنبية بالاذاعة ثم مساعدًا للمراقب العام، وهذه المناصب والمهام لم تسبقها امرأة أخرى إليها، لتجتمع عوامل الخبرة والموهبة والتميز وتجعلها أول امرأة تترأس التلفزيون المصرى عام 1977 بعد 17 عامًا على تأسيسه لتظل على رأسه حتى عام 1985.
4- نهى رشدي.. أول امرأة فى مصر تحصل على حكم قضائي فى قضية "تحرش":نهى رشدي التى تعمل مخرجة أفلام وثائقية كغيرها من الفتيات لم تسلم من التحرش لكنها لم تكن كغيرها ولم تفضل الصمت مثلهن.فى يونيو 2008 فى حى مصر الجديدة، وقعت حادثة التحرش الأشهر فى مصر، حيث تعرضت نهى للتحرش على يد سائق سيارة نصف نقل، وكان يدعى شريف جبريل، الذى إقترب منها بسيارته حتى التصق بها وامسك بصدره، من هول الموقف ما إستطاعت إلا الصراخ لكن دون أن يلتفت لها أحد.
5-منيرة ثابت.. أول صحفية نقابية فى مصر وأول رئيس تحري رامرأة لمجلة سياسية:منيرة ثابت لم تكن أول امرأة تكتب بالصحف، ولم تكن أيضًا أول امرأة تصدر صحيفة أومجلة، لكنها كانت أول صحفية نقابية حيث قيد اسمها عام 1926 كصحفية عاملة في النقابة الاهلية الاولي التي تأسست فى العام نفسه، لذلك أطلق عليها لقب "عميدة الصحفيات المصريات"وكانت أول كاتبة سياسية، وأول رئيسة تحرير لمجلة سياسية وهى “الأمل”، وأول من نادت بحقوق المرأة السياسية.