غضب عارم اجتاح مصر من أقصاها إلى أقصاها بسبب "مؤامرة الخبز"، ففي أقصى الجنوب هتف أهالي بالمنيا "مش عارفين ناكل إيه"، ليرد عليهم الإسكندرانية "عايزين ناكل"، قبل أن يقطع نساء دسوق في كفر الشيخ الطريق؛ خشية "الجوع". (اطلع على كافة تطورات الاحتجاجات)
لم يتوقف الأمر عن هذا الحد، فمع مرور الدقائق والساعات تزيد حدة الاحتجاجات، إذ حاصر الأهالي، مديرية التموين بالإسكندرية، بسبب وقف العمل ببطاقات التموين الورقية، ما عرقل حصولهم على مخصصاتهم من الخبز، الأمر الذي دفع وكيل الوزارة لمغادرتة مكتبه، وهو ما فعله أهل العجمي الذين قطعوا الطريق المؤدي إلى ميناء الإسكندرية، قبل أن تقع اشتباكات بين عدد من الغاضبين ومسئول أحد مكاتب التموين، في منطقة المعهد الديني، استخدمت فيها "الزجاجات". (اطلع على تفاصيل وتطورات الاحتجاجات).
التموين تواجه الغضب
استنكرت وزارة التموين والداخلية الداخلية، تورط وسائل إعلام في ترويج شائعة خفض حصة الخبر المدعم للفرد من 5 أرغفة يوميا إلى 3 أرغفة، وتبني وجهة نظر فئة ضيقة من أصحاب المصالح تضغط في هذا الاتجاه، في الوقت الذي لا تتدخر فيه الوزارة جهدا لتأمين وصول الدعم للمستفيدين وخفض أسعار السلع الأساسية.
وأكدت الوزارة، أن حصة الفرد 5 أرغفة يوميا كما هي دون تغيير بعدد 150 رغيف شهريًا، وأنه لا توجد خطة لدى الوزارة للاقتراب من حقوق المستفيدين من دعم الخبز المدعم كما يدعي.
وأكدت الوزارة، في بيان لها اليوم، أنه لا صحة مطلقًا لما يتم تناوله من بعض وسائل الإعلام حول هذا الموضوع.
وأكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، استمرار العمل بمنظومة الخبز الجديدة، وعدم حدوث أي خلل بها مع استمرار عملية حصول المواطنين على الخبز بشكل طبيعي وبسهولة ويسر، وفي أي وقت وطوال اليوم.
وناشدت الوزارة جميع المواطنين في حالة وجود أي شكاوى في أي محافظة من محافظات الجمهورية، يرجى الإبلاغ عنها من خلال الخط الساخن لوزارة التموين والتجارة الداخلية (19280) أو على رقم بوابة الشكاوي الحكومية (16528).
تفاصيل المؤامرة
أكدت مصادر حكومية في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن قرار التموين بتخفيض حصة المخبز من 3000 رغيف يوميًا إلى 500 رغيف يوميا، ليس له علاقة بحصة المواطن في رغيف العيش، والتي تبلغ 5 أرغفة للمواطن يوميا، بمعدل 150 رغيف للفرد في الشهر.
وأضافت المصادر أن المخابز كانت لها حصة زيادة تصرف بالكارت الذهبي قبل تطبيق منظومة الخبز وتعميمها على المحافظات، وكان من المفترض أن يلغى الكارت الذهبي للمخابز الذي بمقتضى هذا الكارت يصرفون من 2500 إلى 3000 رغيف يوميا، يقوم صاحب المخبز ببيعها إلى المطاعم والمحلات بـ50 قرش للرغيف، ويترتب على ذلك إهدار وعدم وصول الدعم لمستحقيه.
وأشارت المصادر إلى أن مافيا أصحاب المخابز يصدرون الأهالي إلى الحكومة، حتى تنقلب إلى قضية رأي عام وهذا نوع من أنواع الضغط على وزراة التموين لرجوع عن قرارها.
ونفت المصادر ما تردد حول قرار وزراة التموين في منع أصحاب البطاقات الورقية من صرف حصتهم في العيش، مشيرة إلى أن أعداد أصحاب البطاقات الشرقية قليل للغاية، وإنما قرار وزراة التموين لتخفيض حصة المخبز ليس له أي علاقه بالمواطن في العيش إنما هو لمحاربة الفاسدين.
وأوضحت المصادر أن وزير التموين قال: "المخابز مخابزنا ومن لا يرضى بهذا القرار يغير نشاطه".
وقالت المصادر إن وزير التموين يعقد اجتماعا الآن مع مديري مديريات التموين بالمحافظات، للاطلاع على مستجدات الأمور بمقر وزراة التموين.
وانتهت المصادر إلى أن محافظهة الإسكندرية بها أكبر أفران تقوم ببيع رغيف العيش المدعم بـ50 قرشًا للمواطنين، ولذلك قرار إلغاء الكارت الذهبي للأفران هو للحد من تلاعب أصحاب المخابز وليس الإضرار للمواطنين وهناك من يستغل الأزمة مع المخابز ويحاول تصعيدها إلى الرأي العام.
كانت وزراة التموين، أصدرت بيانا، أمس نفت فيه ما تردد عن خفض حصة الفرد من 5 أرغفة إلى 3 أرغفة، مؤكدًا أنه لا مساس بحصة الفرد في العيش.