توجه دول العالم نقص في الطاقة البترولية ويتضمن ذلك مصر، ولجأ الخبراء إلى تكنولوج بديلة كإنتاج البيوجاز، باعتباره غير مكلف وصديق للبيئة، ويخلص الريف من ملايين الأطنان من القمامة والمخلفات الزراعية.
وقال الدكتور السيد بلال عبدالمطلب، أستاذ الميكروبيولوجيا الزراعية، كلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن تكنولوجيا البيوجاز قديمة جدًا، وليس عيبًا أن نستخدم الوسائل التقليدية ونطورها لنستفيد منها، موضحًا إن البيوجاز عبارة عن خليط الغازات التى تنتج عن تخمر المواد العضوية عند خلطها بالماء بواسطة أنواع متخصصة من البكتيريا بمعزل عن الهواء
وأضاف عبد المطلب إن يتكون الخليط من غاز الميثان بنسبة 60 - 70%، وثانى أكسيد الكربون بنسبة30 - 40% مع مجموعة أخرى من الغازات مثل كبريتيد الهيدروجين، النيتروجين والهيدروجين قد تصل نسبتها من 5 - 10%، مشيرًا إلى انه قد يتغافل البعض عن هذه النسبة أثناء عملية إنتاج البيوجاز، فتظهر مشكلة أخرى مما يؤدى إلى التأثير فى إحداث التغيرات المناخية.
وحول طرق الاستفادة منه قال يستخدم البيوجاز فى مجالات مختلفة كالطهي، الإنارة، وتدفئة عنابر الدواجن وإدارة ماكينات الري، كما يساهم فى إنتاج الكهرباء باستخدام مولدات تعمل بالبنزين أو بالديزل ويحتاج كل كيلو وات - ساعة إلى نحو 0.6 - 0.7 م3 بيوجاز، وهذا يفيد المناطق الريفية، ويمكن استخدام البيوجاز كمصدر لإنتاج السماد.
ومن جانبه أوضح المهندس أحمد مدحت، مدير مشروع الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة، إنه تم إنشاء مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة بقرار من مجلس الوزراء لنشر الطاقة الحيوية "البيوجاز" في مصر.
أضاف مدير مشروع الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة، إنه تم إنشاء أكثر من 1200 وحدة بيوجاز في 18 محافظة، وتأسيس أكثر من 20 شركة ناشئة في مجال الطاقة الحيوية بهدف تدوير مخلفات الحيوانات والحد من حرق المخلفات الزراعية لإنتاج غاز البيوجاز واستغلاله في أعمال الطبخ والإنارة بما يقلل استخدام الوقود الأحفورى.
وكانت أعلنت البيئة أن مجلس الوزراء وافق على إنشاء مؤسسة أهلية لدعم مشروع إنتاج واستخدام البيوجاز، وذلك طبقا لقانون الجمعيات الأهلية لتصبح مؤسسة أهلية شبه حكومية من خلال مشروع الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة التابع لوزارة البيئة
حيث تهدف إلى القيام بأعمال المشروع بعد انتهائه في توفير الطاقة البديلة النظيفة والدائمة لأسطوانات البوتاجاز من خلال استخدام المخلفات من روث الماشية وغيرها في إنتاج الوقود الحيوى، وكذلك دعم الفلاحين بمختلف القرى والمحافظات بمصدر دائم للطاقة والسماد الحيوى الذي يعيد للأرض الزراعية خصوبتها، علاوة على أهمية المشروع في الاستفادة من المخلفات بصورة آمنه ومفيدة وتوفير فرص عمل للشباب.
ويعتبر المشروع أحد المشروعات الممولة من وزارة البيئة بالتعاون مع مرفق البيئة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى وبالتنسيق مع بعض الوزارات المعنية ومنها وزارات البترول والكهرباء والطاقة، والتعاون الدولى، والزراعة إضافة إلى الصندوق الاجتماعى للتنمية وهيئة تنمية الطاقة الجديدة.
وقد أسس المشروع نحو 20 شركة متخصصة في تقديم هذه الخدمة تقدم خدماتها حاليا في عدد 18 محافظة يتوافر بها الثروة الحيوانية كما نفذ من خلال هذه الشركات 1000 وحدة بيوجاز منزلية تخدم نحو 6 آلاف مواطن ووفر ما يزيد عن 40 ألف أنبوبة بوتاجاز سنويا، إضافة إلى تنفيذ أولى الوحدات التجارية التي تعد أكبر وحدة إنتاج البيوجاز بمصر وتتنج 50 متر مكعب بيوجاز يوميا بمحافظة الفيوم.