"مخطط إرهابي كان موجها ضد العاهل السعودي الملك سلمان".. هكذا أكدت شرطة ماليزيا إحباطها لمخطط إرهابي كان موجها ضد الملك سلمان بن عبد العزيز وأعضاء الأسرة الحاكمة أثناء زيارتهم إلى كوالالمبور، في إشارة إلى أن المخطط الإرهابي كان وراءه 7 أشخاص ألقت السلطات القبض عليهم في فبراير الماضي، بينهم 4 يمنيين ، وأضاف رئيس الشرطة الماليزية للصحفيين أن المعتقلين السبعة المشتبه على صلة بتنظيم "داعش" الإرهابي، وخططوا لتنفيذ الهجوم على الملك السعودي خلال تواجده في كوالالمبور.
وتابع قائلا: "نجحنا في إلقاء القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من ارتكاب أي جريمة" ، وأوضح أبو بكر أن اليمنيين الأربعة الذين كانوا بين المعتقلين السبعة، خططوا لاستهداف أعضاء من العائلة السعودية الحاكمة أثناء زيارتهم إلى البلاد، كما أنهم أعضاء في جماعية إجرامية معنية بتزوير جوازات السفر والاتجار بالمخدرات.
وحسب معلومات الشرطة، فتتراوح أعمار اليمنيين المعتقلين بين 26 و33 عاما، وتم إلقاء القبض عليهم في مدينة سايبر جايا في 26 فبراير (يوم وصول الملك السعودي إلى كوالالمبور)، أثناء عملية لمحاربة الإرهاب، ومن بين اليمنين الأربعة شخص كان يعمل كطباخ في مطعم يمني في سايبر جايا، فيما كان آخر يدرس في جامعة ماليزية خاصة.
الحادثة ليست وليدة اللحظة، إلا أنها تثير العديد من التساؤلات، حول هوية منفذيها، وخاصة بعد الإعلان عن اشتراك 4 يمنيين في عملية إغتيال الملك سلمان، نظرا للحرب الدائرة، إن جاز التعبير، بين المملكة السعودية وجماعة الحوثيين باليمن، بدءً من عاصفة الحزم، مرورا بإطلاق الحوثيين صواريخ تجاه المللكة في الشهور الماضية.
التقارير التي كشفت عنها الشرطة الماليزية، انصبت تجاه أعضاء تنظيم الدولة "داعش"، دون التحدث بأي دلالات تشير إلى اشتراك الحوثيين في الحادث.
وردا على تساؤلات "أهل مصر" حول احتمالية مشاركة الحوثيين في عملية الاغتيال التي لحقت بالعاهل السعودي الملك سلمان، يقول العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري، إنه لا يجوز الفصل بين تنظيم الدولة والحوثيين، دون الخلط بين مفهوم المصلحة المشتركة والأهداف، وبين الدمج أو الانضمام، فعمليات تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة ومحاولات إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، والتي تساعد الأكراد على تكوين دولتهم المستقلة، ساعدت الحوثيين على أهدافهم، مشيرا إلى أنه لايمكن الحديث عن تورط السعودية في حربها في اليمن، قائلاً "حماية الأمن القومي خط أحمر".
وتابع الزيات، في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن الوضع الأمني في السعودية خطير للغاية، فجنوب المملكة معرض طيلة الوقت للهجمات الضربات الجوية، وعلى رأسها نجران، مؤكدا على أن الحرب السعودية في اليمن، وإن جاز التحفظ على بعض خطواتها، إلا أنها كانت ضرورة، والتي أنقذت عدن من السقوط الفعلي.
ومن جانبه قال اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، إن محاولة اغتيال الملك سلمان هو تطور طبيعي للعداء بين المملكة وجماعة الحوثيين في اليمن، مشيرا أن التقارير الامنية ربما تكشف في الأيام المقبلة حول تورط الأخير في عملية الإغتيال، مؤكداً أن الأمر لا يتوقف على الحوثيين فقط، فإيران مستمرة في إمدادهم بالأسلحة، وظهر ذلك من خلال نوعية العمليات التي قام بها الحوثيون في الآونة الأخيرة، وآخرها استهداف بارجة سعودية قبالة سواحل اليمن.
وتابع سليمان، أن الحرب الدائرة بين المملكة والحوثيين في اليمن، ستستمر طويلا، وربما تسفر عن نتائج مغايرة في المستقبل القريب، كما أن السواحل والتي تستهدفها الجماعات الإرهابية أصبحت الخطر والتحدي الأكبر للمملكة، نظرا لاستمرار وتواصل عمليات تهريب الأسلحة عبر سواحل اليمن من قبل طهران، وهو الأمر الذي يتطلب موقفاً عربياً ودولياً حاسماً سواء على الصعيد السياسية وكذا العسكري وأيضاً الصعيد الاقتصادي للضغط على إيران.
يذكر أن مصادر مطلعة في الشرطة الماليزية، قالت إن اليمنيين الأربعة مقيمون في ماليزيا منذ 5 سنوات، وكانوا يعملون ضمن مجموعة إجرامية تقوم على تزوير جوازات سفر، وحسب المصادر، تلقت السلطات الماليزية معلومات استخباراتية حول اليمنيين ونواياهم قبل من وصول الملك السعودي إلى البلاد بأيام.
وفي بيان سابق، أعلنت الشرطة الماليزية أن 2 من المعتقلين السبعة، هما ماليزي وإندونيسي، خططا لتنفيذ هجوم كبير باستخدام سيارة أو شاحنة مفخخة، قبل أن يتوجها إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "داعش"، وبحسب ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز قال رئيس الشرطة الماليزية خالد أبو بكر، إن "اثنين من المشتبه بهما تلقوا تعليمات من محمد واندي محمد جيدي، قيادي في تنظيم داعش، ماليزي الجنسية، لشن هجوم بسيارات مفخخة على نطاق واسع في البلاد، خاصة العاصمة كوالالمبور.