يقع قصر الأميرة نعمة في منطقة المرج، وبالرغم من ان القصر كان يتمتع بالشموخ والحضارة، فيما مضى إلا انه الان اصبح مجرد مبنى متساقطة معظم حوائطه، والأدهى من ذلك هو أنه أصبح مكان استراتيجي لتجار المخدرات المبتدئين وتجار السلاح وعلاوة على ذلك فهو يضم عدد من البلطجية الذين يعتدون على سكان منطقة المرج، فتتنوع اعمالهم من سرقة بالإكراه "تثبيت المارة" الى دعارة واصطحاب الفتيات وصولًا الى جرائم القتل وخطف الاطفال.
من استراحة لجمال عبد الناصر والسادات إلى ساحة للقتل والخطف
وكان القصر ملكًا للأميرة نعمة الله توفيق ابنة الخديوى توفيق وحفيدة محمد على وشيقية الخديوى عباس حلمى، ولدت فى عام 1881 وقضت حياتها فى القصر الى ان توفيت ودفنت فى جنوب فرنسا، وكان القصر تحفة معمارية واثرية فيما سبق ولكنه بعد موت الاميرة نعمة اصبح تحت حماية الجيش حتى عام 1990، وكان القصر يعتبر استراحة للرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد انور السادات وكان ايضًا منفى للرئيس الراحل محمد نجيب.
وتحول القصر مع مرور الزمن الى بقايا حوائط وأماكن مهدومة وساحة مليئة بالقمامة تنتشر حولها الحيوانات الضالة، اما عن حدود القصر من الخارج فأصبحت جراج سيارات.
معايشة للوصول إلى القصر ومع الأهالى المقيمين حوله
توجهت عدسة "أهل مصر" الى مكان القصر، بهدف المعايشة ونقل الصورة كاملة الى جمهور القراء، ففى بداية الامر بدئنا فى السؤال عن المكان الذى يقع به القصر وتوجهنا الى فرد الامن فى محطة المرج وعند سؤاله اين يقع قصر الاميرة نعمة؟؟...اخذ الموضوع على انه فكاهة ولم يكترث بما طرح عليه من سؤال وبعد طرح السؤال مرة اخرى قال لنا على مكان القصر وكانه لا يعد قصرًا شاهدًا على حضارة مصر وتألقها قائلًا "قصر اميرة والا قصر ملكة..المهم اهو قصر وخلاص".
وبعد الخروج من محطة المترو توجهنا بالسؤال عن القصر على احد المارين فى الشارع وفور سؤاله علمنا ان القصر ينال شهرة واسعة فى منطقة المرج القديمة، وتوجهنا بعد ذلك الى الشارع المؤدى الى القصر وكان الشارع عبارة عن سوق ملئ بالبائعين ولا ننسى ايضًا الـ "تكاتك" المنتشرة فى كل الشارع وعند اقترابنا من نهاية الشارع ظهرت ملامح القصر ولكنه لم يكن قصرًا بل كان بقايا مبنى قديم حفر عليه من شيخوخة الزمن، ومع اقترابنًا اكثر رأينا مكانًا هجره الاهتمام منذ زمن، وترك للعابثين الساحة للعب بكامل الحرية.
و من الملفت للنظر هو رؤيتنا الى أطفال تدخل القصر من جهة يعد فيها سور القصر مهدوم، على العلم ان القصر اصبح وكر لتجار المخدرات والسلاح والخطف الان، الا ان هناك شباب شاهدناهم فوق سطوح القصر، لكن لا يتبين من معالمهم الا قليل وفى نفس اللحظة راينا اطفال يدخلون القصر يلهون ويقابلون الشباب المتواجدين اعلى القصر.
و بسؤال اهالى منطقة المرج القديمة، اتفقوا على جميعًا على انهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للحكومة عن طريق عضو مجلس الشعب التابع لدائرة المرج، ولكن لا يوجد استجابة حتى الان، وان القصر كان يعود الى وزارة الاستثمار والزراعة سابقًا ولكن فى الوقت الحالى اصبح تحت مسئولية محافظة القاهرة.
وتحول القصر منذ ثورة يناير الى مكان خصب لتجار السلاح والمخدرات والدعارة على حد تعبير الاهالى، وعبر المقيمين امام القصر عن عدم قدرتهم فى الوقوف امام هؤلاء الـ" بلطجية"، وقال أحد الأهالى "الحكومة بدأت فعلا فى التجهيز للمشاريع اللى هتكون مكان القصر وعلى 2020 هيكون المكان جاهز" وقال اخر " الحكومة هتتكاتف عشان تعمل مستشفى ونادى وقسم ثانى مكان القصر والمكان هيتحول الى خدمات عامة واللى عايز يساهم من اهالى المنطقة بيروح الحى او المحافظة".
وروى أهالى المنطقة بعض حالات القتل التى راح ضحيتها اطفال وشباب لا ذنب لهم على يد بلطجية القصر، فمنهم الغفير الذى تم خطفه وقتله داخل القصر والتخلص منه بأسهل الطرق، وكان الآخر طفل لم يتعدى عمره الـ 15 سنة راح ضحية الطمع حيث تم خطفه رغبة فى المال ولكن رفض اهله دفع فدية وهذا ما دفع الخاطفين الى ضربه حد الموت والقاء جثته خارج القصر، اما عن المهندس الذى تشوه جسده بالكامل على يد سكان القصر، فكان السبب هو سيره ليلًا بجانب سور القصر فتم توقيفه وتفتيشه واخذ الهاتف منه ولكنه رفض اعطاءهم الهاتف ونتيجة لذلك دفع الثمن غاليًا وأخذ نصيبًا وافرا من الضرب بالاسلحة الحدة الى ان تشوه جسده بالكامل.