تسعى الكويت دائمًا إلى نبذ النزاعات التي تنشب بين الدول العربية المختلفة، وهو ما تسعى إليه الكويت الآن لتنقية الخلافات التي نشبت مؤخرًا بين مصر والسعودية، خاصةً مع اختلاف الموقف المصري من الأزمة السورية مع الموقف السعودي، وأزمة جزيرتي تيران وصنافير بعد رفض القضاء المصري تسليمهما للملكة العربية السعودية، مما أدى إلى ووقف شركة أرامكو السعودية إمدادات البترول إلى مصر.
وفي هذا السياق، يرصد "أهل مصر" مدى إمكانية نجاح الوساطة الكويتية في حل تلك الأزمة، والسبب وراء إصرار السعودية على تصعيد الخلافات مع مصر.
بداية الأزمة
بدأ الخلاف بين مصر والسعودية في نهاية شهر أكتوبر الماضي، حيث إعلنت المملكة استياءها من تصويت القاهرة على مشروع القرار الروسي المتعلق بالوضع في حلب في مجلس الأمن، ونتج عنه وقف شركة أرامكو السعودية إمدادات البترول إلى مصر.
وزادت حدة الخلافات، حينما قضت المحكمة الإدارية العليا، في يناير الماضي، بتأييد بطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية السعودية وما تبعها من تنازل مصر على سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتن في البحر الأحمر إلى السعودية.
وعلى غرار تلك الخلافات، توقفت الاتصالات المصرية السعودية على مستوى الزعماء وكذلك وزراء الخاجية، غير أن وفدّا سعوديًا رفيع المستوى برئاسة مستشار بالديوان الملكي زار القاهرة سرًا مطلع يناير وكشف عنه بعد أن تعطلت طائرته الخاصة بمطار القاهرة.
الوساطة الكويتية
وقال مساعد وزير الخارجية الكويتي للشؤون العربية، السفير عزيز الديحاني، إن بلاده تقوم بجهود ومساعٍ حميدة لتلطيف الأجواء العربية وتسوية الخلافات العربية-العربية، قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة.
وأضاف الديحاني، إن الكويت تحت قيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تبذل جهودا لتنقية الأجواء العربية ونبذ الخلافات.
وأشار مساعد وزير الخارجية الكويتي للشؤون العربية، إلى أن الكويت دائما تبادر لتنقية الأجواء العربية، ودائمًا حريصة على أن يكون الصف العربي موحد.
إسرائيل المستفيد الأول
ومن جانبه، أكد الدكتور طارق عبد الوهاب، خبير العلاقات الدولية، أن الكويت حاولت أكثر من مرة خلال الشهور الماضية الوساطة بين مصر والسعودية لحل الخلافات الناشبة بينهما منذ ما يقرب من 6 أشهر، لافتًا إلى أن وزير الخرجية الكويتي حول الاجتماع بوزيري الخارجية المصرية والسعودي أكثر من مرة لرأب التوتر في العلاقات بين البلدين.
وأضاف عبد الوهاب، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الخارجية الكويتية طالبت أكثر من مرة بضرورة دعم مصر خلال الفترة الحالية، خاصةً في ظل الحرب التي تقودها البلاد مع الإرهاب في الداخل والخارج، وأن ننحي الخلافات جانبًا الآن إلا أنه لم يكن هناك استجابة من الجانب السعودي لحل الأزمة، مشيرًا إلى أن السعودية تحاول دائمًا تصعيد الأزمة خاصةً بعد زمة تيران وصنافير، إضافةً إلى موقف مصر المخالف لها فيما يتعلق بالقضية السورية.
وأوضح خبير العلاقات الدولية، أنه لا يتوقع أن يكون لإسرائيل أي يد في تصعيد الخلافات بين مصر والسعودية، إلا أنه وبلا شك هي وباقي الدول الأوروبية المستفيد الأول من تلك الخلافات، خاصةً وأنها تتفق مع أجندتها التي تهدف التفرقة بين الدول العربية والإيقاع بها واحدة تلو الأخرى.
نجاح المفاوضات
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة العلاقات الدولية، أنها تتوقع نجاح مفاوضات الصلح بين مصر والسعودية التي تقودها كلًا من الكويت والإمارات، لافتةً إلى أن المصالح المشتركة بين البلدين ستساعد في حل تلك الأزمة.
وأضافت البشبيشي، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الخلافات التي نشبت بين مصر والسعودية على أمور بسيطة متعلقة بالأزمة السورية، إلا أن وسائل الإعلام المصري والسعودي لعبت دورًا كبيرًا في تصعيد حدة الأزمة بين البلدين قيادةً وشعبًا، معربةً عن أملها في أن يسعى البلدين إلى تجاوز تلك الأزمة في أسرع وقت حتى لا نشمت فينا الأعداء.