على مر السنوات الماضية، استطاعت وزارة الآثار الكشف عن آثار موجودة بمنطقة المطرية، يعود تاريخها إلى حقب مختلفة، وبالرغم من أن أرض المطرية تحتضن جزءًا من آثار مصر، طبقا لما تم اكتشافه بها، وما ذكر عنها في كتب التاريخ على أنها كانت مدينة "أون" سابقاً، إلا أنها تعد منطقة في "طي الإهمال".
وخلال الفترة السابقة، تم اكتشاف عدد من الآثار في المطرية، يرصدها "أهل مصر" في السطور التالية:
1- مسلة سنوسرت الأول:
أحد الآثار التى تم اكتشافها في المطرية، وتم تلقيبها بـمسلة المطرية، وهي الوحيدة المتبقية من معالم مدينة "أون" وتم صنعها من حجر الجرانيت الوردي، ويبلغ طولها حوالي 20 م، ووزنها حوالي 20 طن، وتعود المسلة إلى الأسرة الـ12، وتحتوي على كتابات باللغة الهيروغليفية، وشيدت هذه المسلات لعبادة الإله رع الشمس.
2- عمود مرنبتاح:
ويتكون العمود من الجرانيت والحجر الرملي الذي تم اكتشافه في ثمانينات القرن العشرين، ويرجع تاريخ هذا العمود إلى الملك "مرنبتاح" كما تبين من ألقاب الملك عليه، ويعتبر هذا العمود معلم تذكاري أقامه الملك في رحاب معابد مدينة أون، لتخليد ذكراه في هذه المدينة المقدسة، واعتبر العلماء أن العمود يصف انتصار القبائل الليبية في السنة الخامسة من تولى الملك وهذا طبقاً لما تم اكتشافه أثناء فحص النص التاريخي للعمود.
3- منطقة عرب الحصن:
وتقع منطقة عرب الحصن بجوار منطقة المسلة، وهي تعد من بقايا مدينة "أون" أو "هليوبليس القديمة" وتحتوى المنطقة على بعض الرموز الأثرية الهامة، مثل منطقة المعابد ومنطقة عمود مرنبتاج، وكلها تقع خلف جبانات المسلمين بمنطقة المسلة الجديدة.
4- شجرة مريم العذراء:
ترتبط هذه الشجرة برحلة مريم العذراء، والتي بدأت من بيت لحم بفلسطين، مرورًا ببعض المدن المصرية، وصولاً إلى دير المحرق في أسيوط، ثم العودة إلى أرض فلسطين مرة أخرى، وشجرة مريم هي شجرة جميز قديمة لا تحتوى على وريقات، ولكن حفر على جزعها بعض الخربشات تعود إلى زمن الحملة الفرنسية، وكما عرف في الأديان السماوية فإن السيدة العذراء استظلت هي وطفلها المسيح تحت هذه الشجرة.
وتم الحفر بجانب الشجر وإيجاد بئر يعود إلى العصر الروماني، وكان يستعمل في ذلك الوقت كبئر لائق لزيارة الشجرة التي تعتبر رمز من رموز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
5- رمسيس الثاني وسيتي الأول:
استخرجت وزارة الآثار، أمس، تمثالين ملكيين بمنطقة سوق الخميس في المطرية بالقاهرة يرجع تاريخهما لنحو 3250 عاما قبل الميلاد، ويعتقد أنهما أكبر تمثالين مكتشفين بالمنطقة حتى الآن و ذلك وفقاً لما قالته الوزراة فى بيان لها.
أستاذ آثار: المطرية مدينة "معابد الشمس القديمة"
وفي هذا السياق، علق الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أن منطقة المطرية تعد منطقة أثرية منذ قديم الأزل، موضحًا أنه يطلق عليها مدينة "معابد الشمس القديمة"، وأحدث معبد فيها هو معبد رمسيس الثاني، وبالطبع ستحتوى المنطقة على تماثيل تعود إلى هذه الفترة من التاريخ.
وأوضح الكسباني في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن ما سيتم اكتشافه لن يكون مدينة كاملة، بل قطع أثرية متفرقة، نظرًا لأن الواجهة الرئيسية للمعبد تم إزالتها في العصر الفاطمي واستخدمت في بناء أسوار القاهرة، وهذا هو سبب رئيسي لعدم وجود مدينة أثرية كاملة في المطرية، ولكن هذا لا يدل على عدم أهمية القطع الاثرية هناك.
واستنكر الكسباني ما تم تداوله من سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي، نتيجة لاستخدام آلة "اللودر" في رفع الثماثيل من منطقة المطرية أمس.
وأفاد الكسباني أن منطقة المطرية تحتوى عدد لا يستهان به من تجار الآثار، ولكن وزارة الآثار ليس لديها القوة الكافية أو المبالغ اللازمة لتأمين المنطقة من تلك العصابات.
خبير: من الصعب سرقة الآثار في المنطقة
على صعيد متصل، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، إن أعمال الحفر في المطرية مستمرة، ولم تتوقف باستخراج التمثالين أمس، موضحًا أن أي أعمال حفر تيسر وفق خطة معينة، وفي حالة اكتشاف جزء سيتم استكمال البحث عن باقى القطع الأثرية، وتوضع الخطة بواسطة الأثريين الموجودين في المنطقة المراد الحفر بها، ومن ثم يتم طلب ميزانية لاستكمال الحفر.
وأشار ريحان في حديثه لـ"أهل مصر" إلى وجود قوات تفتيش وحماية بجانب البعثة المكلفة بالتنقيب عن الآثار، كما أن هناك مسئولين أمن لتأمينهم وتأمين الآثار المكتشفة، إلى جانب وجود مراقبين أمن في كافة المناطق التي يتم بها الحفر، ويتم تسجيل كل ما تم إيجاده في الموقع، وذكر عدد القطع الأثرية التي تم الحصول عليها ونقلها، إما لحفظها أو دراستها، وهذا بالطبع يجعل من الصعب على أي عصابة آثار الوصول إلى الآثار المنقب عليها وسرقتها.