توقعت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية بعد بضعة أسابيع على دخول ترامب إلى البيت الأبيض تبدو المخاوف أنه سيتم سحب الرقم السري للسلاح النووي منه لأسلوبة الهستيري كما وصفته الصحيفة.
و بدأت القصة وفق رواية الصحيفة بعد اتصال روني ديرمر، سفير إسرائيل في واشنطن، مع غارد كوشنر، زوج إبنة الرئيس الأمريكي والمسؤول عن العلاقة بين حكومة إسرائيل والبيت الأبيض.
و جري الحوار هكذا مرحبًا، يا غارد، قال له، كيف مر يوم السبت على الرئيس؟ فأجابه: بعون الله وضحكا السفير قال إن لدي طلب صغير وهو أن رئيس الحكومة يرغب في التحدث مع الرئيس في موضوع ها.
لا مشكلة، أجاب غارد، أنا سأقوم بتنسيق الأمر على الفور. فقال السفير نحن نريد أن تجري المكالمة في توقيت محدد.
تحدث السفير عن الموعد وبالضبط في الموعد رن الهاتف في القدس، ورئيس الحكومة الذي كان في وقت التحقيق معه في الشرطة، قال للشرطة، اسمحوا لي، رئيس الولايات المتحدة يبحث عني وأنا ملزم بالتوقف.
المحققون انفعلوا: هم لا يشاهدون كل يوم حدثًا تاريخيًا، وخطر ببالهم: لماذا نقوم بإزعاج وملاحقة هذا الشخص بأسئلة حول السيجار في الوقت الذي يربت فيه مصير العالم على كتفيه، وبعد انتهاء المكالمة أصدر رئيس الحكومة إعلانًا: الرئيس ترامب اتصل معي اليوم، وتحدثنا عن الصراع ضد إيران.
والإسرائيليون يدركون للمرة الألف أنه لا بديل لرئيس حكومتهم، وليس مهمًا أنه بالتوازي تقوم سفينة حربية إيرانية بمحاصرة سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر. وفجأة، ترامب مثل الادارات السابقة، لم يطلق رصاصة واحدة. ليس مهمَا أن الكلام شيء والأفعال شيء آخر – لا توجد لادارة ترامب حتى الآن خطة لفتح أو إلغاء الاتفاق النووي مع ايران. وقد مر 50 يوم منذ بداية ولاية ترامب وما زالت السياسة الخارجية غير موجودة.
وذكرت الصحيفة أنها ليس لديها أي فكرة إذا كان هذا الحديث بين السفير وزوج إبنة ترامب قد جرى وأنه عندما سألت أشخاص في الادارة السابقة في واشنطن عن موعد المكالمة كان الجواب الضحك المتواصل "ترامب رد له الجميل، هذا غير مرتبط بإيران مطلقا".
وتقول الصحيفة أن الشخصية المثيرة للفضول في هذه القصة هو غارد كوشنر، زوج إبنة الرئيس، مكانته غير واضحة، هل هو اليد اليمنى للملك، والشخص الذي سيقرر مصير الأمور، وهل هو بسنه الصغيرة سيكون البالغ المسؤول، وهل هو المسؤول عن الإعمار الرئاسي، الشخص الذي دوره هو الاصلاح، أو أنه ضمن المخصيين في محيط ترامب، هل هو الشخص الذي يقولون له إذهب وأحضر كذا، فيذهب ويحضر، يمكن أن يكون كل هذه الاشياء معًا،وقد قال لي شخص التقى مع الاثنين" ترامب يثق بغارد، وفي نهاية المطاف هو الوحيد الذي يستمر في الالتقاء معه، حتى بعد انهاء ترامب لولايته كرئيس″ لنهاية العالم.
وتؤكد الصحيفة أن واشنطن ليست مدينة بالمعنى المعروف للكلمة. فقد ولدت بأخصاب اصطناعي في لقاء بين الشعور السياسي والاعتبارات العقارية إنها قائمة ككيان منفصل ومعظم الأمريكيون يكرهونها في ديترويت يقومون بانتاج السيارات وفي واشنطن ينتجون القوة: مدينة مع صناعة واحدة.
ووفقًا للصحيفة في السنوات الأخيرة، سنوات بوش وأوباما، تمت ترجمة القوة إلى المال أكثر، والمال ترجم إلى الفساد، والسياسة تحولت من هدف في الحياة إلى ممر قصير يؤدي إلى المهنة الحقيقية وهي السعي، فالأشخاص يصلون من أرجاء البلاد وهم مسلحون بمواقف ونوايا حسنة. وخلال ولاية أو ولايتين يقوم اللوبيون بإفسادهم ويتحولون إلى لوبيين ويقومون بإفساد آخرين.
و في العام 2013 نشر الصحافي مارك لايفوفيتش كتاب بعنوان "المدينة" وصف فيه واشنطن كنادي مغلق فوق الأحزاب، مليء بـ "الأنا" والمصالح والنزاهة السياسية، ويعيش من حفلة إلى حفلة ومن حدث إلى حدث، بيل وهيلاري كلينتون كانا في وسط هذه الحفلة، التي بدا أنها لن تنتهي أبدا، إلى أن جاء ترامب.
ترامب وستيف بانون الذي وقف على رأس موقع الأخبار لليمين في رايتبرت، هو مهندس ترامب في الانتخابات. وهو مليونير بقوته الذاتية ومثقف وذكي وصاحب قوة. ولديه مواقف مبلورة قريبة من الفاشية ومزاج متقلب، وقد وصل إلى البيت الأبيض من أجل هدف معلن وهو تحطيم المؤسسة السياسية الأمريكية.
لا الاصلاح ولا التغيير، بل التحطيم. ويكثرون من مقارنته مع لينين، أبو الثورة البلشفية، الذي قال إنه كلما ازداد الوضع سوءً كلما كان هذا أفضل. وهو يفكر بمفاهيم مشابهة، وبنفس القدر يمكن مقارنته مع راسبوتين، المخادع الذي سيطر على بلاط القيصر نيكولاي.
و قالت الصحيفة إن واشنطن تعيش رعبًا كبيرًا فترامب مثل بيجن، هو شخص شعبوي قومي متطرف، لكن هنا ينتهي التشابه فبيجن قدس القانون والمحكمة والتقليد البرلماني وقواعد اللعب، أما ترامب فهو يوافق في الوقت الحالي قرارات المحكمة، وما دون ذلك يقوم بتحقيره.
وذكرت الصحيفة أن الديمقراطيون لا يتصرفون في هذه المرحلة كمعارضة، وترامب ليس بحاجة إلى عدو ووسائل الاعلام توفر له ذلك”.
وقالت الصحيفة في وصفها لترامب إنه يشاهد النشرات الصباحية في التلفاز، يغضب من شيء ويرد عشرات آلاف الأشخاص يعملون من أجله وهم جاهزون لفحص كل معلومة من أجله، لكنه لا يتوجه إليهم ولا يقوم باستشارة أحد.
كما أنه يتنقل في المساء بـ "الروب" في أروقة البيت الأبيض وهو مصاب بالملل وعدم الراحة.
كان الرئيس بوش ينهي في المساء جدوله الزمني ويصعد إلى السكن لقضاء المساء مع لورا، وكان أوباما يصعد في المساء إلى ميشيل والبنات، وهذا ما جعل حياتهم طبيعية، أما حياة ترامب فليست هكذا،فملانيا تعيش في نيويورك وبين أوقات وآخر تذهب إلى واشنطن، والابن بارون يعاني كما يبدو صعوبة في التعلم، وهو معظم الوقت يبقى وحده مع التلفاز وتويتر وهذا غير صحي.
و قالت الصحيفة أن ترامب يؤمن بأن العالم يقوم بخداع أمريكا، وأنها تصرفت كغبية وهو يؤمن أنهم ضحكوا عليه.
كما يؤمن بضرورة تدخل الولايات المتحدة في العالم، وهو صديق مقرب لإسرائيل في واشنطن، وكان من المنتقدين لسياسة الرئيس أوباما الخارجية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بتوجيه رسالة إلى الإسرائيلين، وهي يجب عليكم القلق أنتم تعتقدون أن أمريكا صلبة مثل الكرة والحقيقة، هي أن لديها الآن بيضة يمكن أن تكسر.