"لا مانع من التحاق المسيحيين بجامعة الأزهر شريط حفظهم القرآن".. تصريحات مفاجئة أعلنها الدكتور أحمد حسني، رئيس جامعة الأزهر، بعد مطالبات من شخصيات عامة بالسماح للطلاب الأقباط بالدراسة بها، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول، تحول هوية الجامعة في هذه الحالة، وتغير أسس الالتحاق بها، والمناهج المتداولة داخلها، والخاصة بالأحكام الفقهية والشريعة الإسلامية.
هوية جامعة الأزهر
تصريحات رئيس جامعة الأزهر، حظت باهتمام الكثيرين، منهم المؤيد والمعارض، إلا أن القضية في جوهرها، تكمن حول كيفية تحويل هوية الجامعة، وكيفية إدارتها إذا ما تم السماح للأقباط بالالتحاق بها، كما أن حقيقة الأمر ذاته من عدمه وإمكانية حدوثه، هو التحدي الأكبر في ظل الظروف التي تمر بها مصر في الوقت الراهن.
جامعة الأزهر على مدار السنوات الماضية، اتسمت بنوعية خاصة من الطلاب، فالتظاهرات والاحتجاجات وأعمال الشغب اليومية، كانت تخرج من جامعة الأزهر، استنادا إلى الروح العقائدية نوعا ما، الخاصة بطلابها، وعلى رأسها تظاهرات المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، تحول بعض منها إلى اشتباكات بينهم وبين طلاب معارضين له من جهة، ومع قوات الأمن من جهة أخرى.
آراء تؤيد تحويلها لجامعة مدنية
لم تكن تصريحات "حسني" الأولى من نوعها، فسبقتها تصريحات النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب، حيث قال إن جامعة الأزهر لابد أن تكون تابعة للمجلس الأعلى للجامعات، لأن المادة 7 من الدستور حصرت دور الأزهر على الأمور الدينية واللغة العربية، مشيرا إلى أن الأمر سيفتح المجال لكل المواطنين المصريين والمسيحيين، أن ينتفعوا بالدراسة داخل جامعات الأزهر، طالما ستقوم بتدريس تخصصات دنيوية وليست دينية، لأن من حق المواطن المسيحي الالتحاق بالأزهر.
كريمة يعارض
ومن جانبه يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن أي كلية داخل جامعة الأزهر لها أسس وقواعد، منها حفظ القرآن الكريم ودراسة مواد الفقه الإسلامي، ومن ثم لا يجوز للطلاب غير المسلمين، أيا كانت ديانتهم الالتحاق بها، مشيرا إلى أن الأمر سيصعب التعامل معه، ولن تستطيع الجامعة الموازنة، بل وسيفرض على الجامعة ويلزمها بإعادة الهيكلة الداخلية للكليات، وإلغاء المواد الفقهية، قائلا "لا أعلم صحة التصريحات.. ولكن الأمر شبه مستحيل".
وتابع كريمة، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن الدولة تقف مع الوحدة الوطنية وتسعى لنزع فتيل الفتنة بكافة أشكالها، وعليه لابد من مراعاة التحديات التي تواجه الدولة، وعدم خلط الأمور، مؤكدا أن الجامعة الأزهرية لها طابعها الخاص ولا يمكن بأي شكل التفريط في هويتها أو استحداث نظم جديدة بها تغير من قواعدها.
المسيحيون يرحبون
وفي سياق متصل، بقول مجدى موريس، أحد مسؤولي كنيسة مارمرقس بشبرا، إن السماح للطلاب المسيحيين بالالتحاق بجامعة الأزهر، يدعم الوحدة الوطنية ويرسخها، مشيرا إلى أن الأوضاع التي تمر بها مصر، في أمس الحاجة لترك الملفات الخلافية، والعمل على بناء دولة مدنية حقيقية بكل مؤسساتها.
وتابع موريس، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن التحاق الأقباط لجامعة الأزهر لا يعنى تغيير النظام المتبع داخلها، فيمكن تدريس مواد الديانة المسيحية للطلاب الأقباط، وتحصيص مواد الفقه الإسلامي للطلاب المسلمين، مع توحيد المواد العملية داخل الكليات، مستكملا "خلال المراحل التعليمية السابقة كنا مسلمين وأقباط وكانت المواد العلمية واحدة والاختلاف الوحيد هو المواد الدينية".
ومن جانبه استنكر الإعلامي يوسف الحسيني في برنامجه "السادة المحترمون"، رفض الأزهر قبول انضمام الأقباط إلى كليات العلوم المدنية التابعة له مثل الطب والصيدلة والهندسة، وقال "على الأزهر قبول الطلبة المسيحيين، لأن القبطي هو مواطن مصري ومن حقه الانضمام لتلك الجامعات".
يذكر أن جامعة الأزهر مؤسسة دينية علمية إسلامية عالمية، وهي الأكبر في العالم وثالث أقدم جامعة في العالم بعد جامعتي الزيتونة والقرويين، وأنشئت في أول عهد الدولة الفاطمية بمصر جامعًا باسم (جامع القاهرة، الذي سمى الأزهر فيما بعد)، إيذانا باعتماده الجامع الرسمي للدولة الجديدة، ومقرا لنشر الدين والعلم في حلقات الدروس التي انتظمت فيه، وبدأها القاضي أبو حنيفة بن محمد القيرواني قاضي الخليفة المعز لدين الله، وتولى التدريس أبناء هذا القاضي من بعده وغيرهم، إلى جانب دراسة علوم أخرى في الدين واللغة والقراءات والمنطق والفلك.