ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الكثير من المستثمرين ينظرون إلى إمكانية فوز مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان بانتخابات الرئاسة في شهر مايو المقبل، بأنها ستكون ضربة قاتلة للعملة الأوروبية الموحدة "اليورو" وللاتحاد الأوروبي نفسه.
وأوضحت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، أن القلق في الأسواق يستند إلى مخاوف من أنها في حالة انتخابها رئيسة للبلاد فإنها ستمضي قدما في تنفيذ وعود الحملات الانتخابية المتمثلة في إعادة التفاوض على عضوية فرنسا في التكتل، بما في ذلك الانسحاب من اليورو ومن ثم إجراء استفتاء بشأن العلاقة الجديدة.
وأضافت "أنه مع ذلك وبحسب خبراء اقتصاديين وعلماء في السياسة وخبراء دستوريين، فإن تنفيذ الوعود قد يواجه صعوبات جمة، خاصة وأن مسئولي حزب "الجبهة الوطنية" الذي تتزعمه لوبان، يؤكدون أن فرنسا تعد عضوا من الدرجة الأولى بالاتحاد ولا يمكن تجاهلها، معتبرة أن الأمر الممكن حدوثه هو ضمان إصلاحات على اليورو أو حرية الحركة للأشخاص أو سيادة قانون الاتحاد الأوروبي".
ولفتت الصحيفة إلى أن إجراء لوبان استفتاء على الخروج من التكتل ليس مستحيلا لكنه غير مرجح، حيث تتمثل الصعوبة التي تقف أمام ذلك في أن فرنسا كتبت دستورا ينص على أن "الجمهورية جزء من الاتحاد الأوروبي"، لذلك فإن المغادرة ستتطلب تعديلا دستوريا تقدمه الحكومة ويوافق عليه البرلمان بغرفتيه.
ونقلت الصحيفة عن فيليب كوسالتر أستاذ القانون بجامعة سارلاند قوله "إن هذا يعني أنه في حالة أرادت لوبان الدعوة لاستفتاء فإنها ستحتاج إلى "أغلبية ضخمة" في الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو القادم"، كما قال هارفيندر سيان المحلل الاقتصادي في مجموعة (سيتي جروب) "إنه إذا ما فازت لوبان فإن سوق المال ستدخل في أجواء من الذعر مما قد يؤدي لأزمة تهدد وجود الاتحاد الأوروبي وتسرب محتمل للسيولة من البنوك".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
