14 عامًا على حكم "أردوغان".. قصة بائع الليمون الذي تحول إلى إمبراطور تركيا

اردوغان

في مثل هذا اليوم من عام 2003، تولى الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، رئاسة وزراء بلاده، وبدأت رحلة الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا.

وفي هذا التقرير، نرصد لكم معلومات حول رحلة الإمبراطور التركي.

ولد "أردوغان" في 26 فبراير 1954 بإسطنبول، تعود أصوله لمدينة طرابزون، أمضى طفولته المبكرة في محافظة ريزة على البحر الأسود، ثم عاد مرة أخرى إلى إسطنبول وعمرهُ 13 عامًا، نشأ في أسرة فقيرة.

في مناظرة تليفزيونية مع دنيز بايكال، قال رئيس الحزب الجمهوري: "لم يكن أمامي غير بيع عصير الليمون والفطائر في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا".

درس أردوغان في مدارس "إمام خطيب" الإسلامية الدينية، ثم تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة، وكان لاعب كرة قدم شبه محترف بين عامي 1969 - 1982م، وكان يلعب لصالح نادي قاسم باشا.

لعب أردوغان دورًا بارزًا في المنظمة الطلابية للاتحاد الوطني للطلبة الأتراك والمنظمات الشبابية، وفي عام 1976، انتُخِب رئيسًا للمنظمة الشبابية لحزب السلامة الوطني بمنطقة بايوغلو التابعة لمدينة إسطنبول، وفي السنة نفسها صار رئيسًا للمنظمة الشبابية في مدينة إسطنبول، وظّل في هذين المنصبين إلى عام 1980.

انضم أردوغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، تم إلغاء جميع الأحزاب، وبحلول عام 1983 عادت الحياة الحزبية إلى تركيا، وعاد نشاطه من خلال حزب الرفاه، خاصةً في محافظة إسطنبول.

في عام 1989 دخل حزب الرفاه الانتخابات البلدية، وبدأ يحقق نتائج جيدة، وترشح أردوغان في بلدية باي أوغلو، لكنه خسر تلك الانتخابات، وبحلول عام 1994، رشح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات، وحصل الحزب على عدد كبير من المقاعد.

وفي عام 1998م، اتهُم "أردوغان" بالتحريض على الكراهية الدينية، وتم إيقافه من منصبه، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 أشهر بسبب اقتباسه أبياتًا من شعر تركي، أثناء القائه خطابًا جماهيري في مدينة سعرد، قال فيها: (مساجدنا ثكناتنا.. قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمصلون جنودنا.. هذا الجيش المقدس يحرس ديننا)، وتم منعه من العمل في الوظائف الحكومية، ومنها الترشيح للانتخابات العامة.

لم تُثّنِ هذه القضية أردوغان عن الاستمرار في مشواره السياسي، بل نبهته إلى كون الاستمرار في اتجاهه قد يعرضه للحرمان الأبدي من السير في الطريق السياسي، كما حدث لأستاذه نجم الدين أربكان، فاغتنم فرصة حظر حزب الفضيلة، لينشق مع عدد من الأعضاء منهم عبد الله غول، وقام بتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001.

ومنذ البداية؛ أراد أردوغان أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الحزبية والفكرية مع "أربكان" وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، فأعلن أن حزب العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع الجيش التركي، وقال: "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك، لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99 % من مواطني تركيا".

وفي عام 2002، خاض حزب العدالة والتنمية، الانتخابات التشريعية، وحصل على 363 نائبًا مشكلًا، وحقق بذلك أغلبية ساحقة، ولكنه لم يستطع ترأس الحكومة بسبب تبعات سجنه، وقام بتلك المهمة عبد الله غول، وتمكن في مارس عام 2003، من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.

بعد توليه رئاسة الوزراء، تصالح "أردوغان" مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع اليونان، وفتح جسورًا بينه وبين أذربيجان وبقية الجمهوريات السوفيتية السابقة، وأرسى تعاونًا مع العراق وسوريا، وفتح الحدود مع عدد من الدول العربية، ورفع تأشيرة الدخول، وفتح أبوابًا اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا مع عدد من البلدان العالمية، وأصبحت مدينة إسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2009، وأعاد لمدن وقرى الأكراد أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظورًا، وسمح رسميًا بالخطبة باللغة الكردية.

وحقّق أردوغان، بصفته رئيسًا لحزب العدالة والتنمية، فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية التي أُجريت في 22 يوليو 2007، بنيل حزبه 46،6 % من مجموع الأصوات، وقام بتشكيل الحكومة الستين للجمهورية التركية، ونال ثقة الرأي العام التركي.

وجدّد أردوغان انتصاره بزيادة أصوات حزبه إلى 49،8% في انتخابات 12 يونيو 2011، وتمكن من تشكيل الحكومة الحادية والستين.

حقق أردوغان نجاحات كبيرة خلال فترة رئاسته لحكومة تركيا، مننذ توليه الحكم في مارس 2003.

وفي عام 2014، رشحه حزب العدالة والتنمية على منصب رئيس تركيا، في انتخابات أُجريت 10 أغسطس، ونجح أردوغان ونُصب في 28 أغسطس من العام ذاته، وبذلك أصبح الرئيس التركي الثاني عشر والحالي، ويعد أول رئيس تركي اختاره الشعب بطريق الاقتراع المباشر.

وفي مساء يوم الجمعة 15 يوليو 2016، قامت مجموعة من الجيش التركي بمحاولة الانقلاب العسكري وإسقاط حكومة العدالة والتنمية، وسيطرت مؤقتًا على محطة التلفزيون TRT الأولى، وأعلنت تسلمها لزمام الحكم وفرض حالة الطوارئ.

لم يحظ الانقلاب بالتأييد، وأعلنت كافة القوى السياسية ومنها المعارضة العلمانية، رفضها للانقلاب، وبعدها ظهر الرئيس أردوغان في بث مباشر عن طريق تطبيق الهاتف المتحرك "فيس تايم"، ودعا الشعب للتظاهر ضد الانقلاب، فخرجت مظاهرات حاشدة، وقاموا بالقبض على مجموعة من قادة الانقلاب، ما أدى لفشله في أقل من ثمانية ساعات، وتم القبض على المشاركين به.

عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، وجه أردوغان خطابًا قال فيه جملته الشهيرة: "إننا قمنا بشراء السلاح للدفاع عن أرضنا وليس حمله في وجه بعضنا كما فعل الانقلابيون"، وعلى إثر ذلك، تم إعفاء عدد من القيادات من مناصبها واعتقال أعداد تُقدر في المؤسسة العسكرية ستة آلاف جنرال وضابط وجندي، وفصل حوالي ثلاثة آلاف قاضِ، بما في ذلك قضاة في المحكمة الدستورية، في ردة فعل تحدث البعض عنها أنها "تغول في الانتقام".

الرئيس التركي يهاجم ميركل ويتهم هولندا بالتورط في مذبحة سربرنيتسا

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الرئيس السيسي لـ "المصريين": «اللي كنتم عايشين فيه مكنش طبيعي»