كشف اللواء ممدوح شاهين، مساعد وزير الدفاع للشؤون الدستورية والتشريعية، خلال اجتماعه مع لجنة الزراعة في مجلس النواب لمناقشة ملاحظات اللجنة عن الزيارة الميدانية التي قامت بها إلى محافظة الإسماعلية يناير الماضي، عن أن القوات المسلحة لا تمنع دخول الأسمدة بالكامل لمنطقة القنطرة شرق قناة السويس وسيناء، إلا أن هناك بعض الأنواع يتم منعها لاستخدامها في صناعة المواد المتفجرة، مشيرا إلى أن هناك من يقومون بتهريب أشياء تتعارض مع الأمن القومي.
"شاهين" أكد على أن أنواع الأسمدة التي يتم منعها تتضمن، سماد اليوريا والنترات، وعليه تم منع تلك الأنواع من دخولها لمنطقة سيناء، سوى بضوابط صارمة لحماية الأمن والحفاظ عليه، مناشدا المواطنين بمساعدة القوات لحين القضاء على الإرهاب الذى أصبح قريب جدا، على حد قوله.
وفي سياق متصل أشار العقيد هاني أحمد، بإدارة الحرب الكيميائية، إلى أن سماد النترات واليوريا، يستخدمان بشكل مباشر في المفرقعات"، مؤكدا أن 80% من المضبوطات جميعها سماد نترات ويوريا، ولهذا فإن قرار المنع يأتي للحفاظ على الأمن القومي، مؤكدا على ضرورة إيجاد بدائل لهذا السماد أو جعله غير قابل للاشتعال.
وعلى جانب أخر، وبعد استشهاد ضابطين في سيناء، نتيجة لزرع عبوات ناسفة، أكد اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، على ضرورة تدعيم قوات الشرطة بخبراء مفرقعات وأجهزة تشويش لإبطال مفعول العبوات الناسفة، أثناء عمل وتحرك قوات الشرطة، فيما تم إعلان حالة التأهب القصوى بأقصى درجاتها على كمائن الأمن في شمال سيناء، وإغلاق بعض الشوارع المؤدية إلى المؤسسات الحكومية والأقسام.
ومن جانبه يقول الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان، إن أغلب الكمائن في سيناء وغيرها من المناطق، يتم استهدافها عن طريق العبوات الناسفة، والتفجير عن بعد، مشيرا إلى أن العناصر الإرهابية تستخدم كافة الطرق لشن هجماتها، وتمهيدا لتحقيق أهدافها في المناطق المستهدفة، وعليه فالقوات الأمنية والعسكرية تستشعر الخطر الإرهابي والطرق الحديثة التي يتم استخدامها في تنفيذ تلك الهجمات، إلى جانب التصدي لكافة المحاولات، مؤكدا أن قرار منع الأسمدة المذكور سلفا، موفق، ولا يمكن الاعتراض عليه، نظرا لسهولة تداول تلك الأسمدة داخل مصر، وتنوع استخداماتها الزراعية، قبل كونها مصدرا لتصنيع المتفجرات.
وتابع سليمان، في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن المناطق المستهدفة في سيناء وغيرها من المحافظات المختلفة، والتي تنتشر بها الجماعات الإرهابية، لها طبيعة خاصة، وبالتالي فالإجراءات التي تتخذها، تكون على قدر كبير من الوعي وإدراك للموقف الأمني، مؤكدا أن منع بعض أنواع الأسمدة، واستخدام أجهزة التشويش، جميعها إجراءات يجب دعمها لضمان حماية الأمن القومي.
من جانبه، قال هشام الشرقاوي، الخبير الكيميائي، إن قرار منع دخول سماد النترات واليوريا، يرجع لاستغلال الجماعات الإرهابية لها، في تصنيع المواد المتفجرة بعد خلطها بمواد كيماوية، مشيرا إلى أن نترات الصوديوم بالتحديد، يصعب حظرها وتنتشر بشكل كبير لاستخدامها في مجالات أخرى، كمعالجة الأراضي، إلى جانب سهولة الحصول عليها من الحاصلات الزراعية، كما أن حيازتها لا تمثل مخالفة قانونية، وبالتالي فإن قرار المنع صائب.
وتابع الشرقاوي، في تصريحات خاصة، أن مصر انتبهت لخطورة تلك المواد، في وقت سابق، بعد ترويج مواقع التواصل، عن استخدامها في تصنيع مواد متفجرة، إلا أن قرار الحظر تأخر نتيجة لكثرة استخدامها في المجال الزراعي، مشيرا إلى أن المواد الأخرى التي يتم استخدامها في صناعة المتفجرات ويسمح بدخولها مصر، تستخدم أيضا في المعامل الكيميائية، والصناعات الأخرى.
وأضاف أن هذه المواد تكون تحت رقابة شديدة من الأجهزة الأمنية، ولا يسمح باستخدامها إلا المختصين بالمجال الكيميائي، لكن السماد أمر مختلف تماما، نظرا لانتشاره بحوزة المواطنين، والمزارعين بشكل خاص، فلا يمكن السيطرة على انتشارها.
وفي سياق متصل، قال عزت صبري، أحد خبراء المفرقعات، إن سماد النترات، على وجه التحديد، يعد من أسهل الطرق لتصنيع المتفجرات، نتيجة لإمكانية تداوله من ناحية، وقدرة المواد المكونة به على التفاعل مع المواد الكيميائية من ناحية أخرى، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية لاحظت في الفترة الماضية انتشار استخدام تلك الأسمدة، استنادا على انتشارها بحوزة المواطنين بنسبة كبيرة، وعليه تم حظر استخدامها.
وعلق صبري، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" على استخدام مواد متفجرة أخرى وانتشارها بحوزة الجماعات الإرهابية، ومنها مادة "دي إن تي"، قائلًا "إن تلك المواد المصنعة للمتفجرات رغم خضوعها لرقابة شديدة وتمثل مخالفة قانونية لحامليها، إذا لم يحصل على تصريح بها.. يسهل وصولها أيضا للجماعات الإرهابية"، مشيرا إلى أن السماح بدخولها للأراضي المصرية، يرجع لأهميتها في صناعة المواد الكيميائية وتوليد الأملاح لنقل الشواحن، ولكن يجب على الدولة التعامل معها بحظر شديد، وفرض عقوبة على أي شخص يتداولها خارج المعامل الكيميائية، بل يمكن تخصيص أجهزة بعينها تتابع نقل تلك المواد وطريقة استخدامها ورصد المعامل والمصانع التي تقوم باستيرادها.
وأكد صبري، أن الأجهزة المشوشة التي تستخدم في المناطق المستهدفة للجماعات الإرهابية خاصة في سيناء، تسببت بالفعل في إحباط عدد هائل من العمليات الإرهابية، إلا أن المعلومات التي تصل إلى الجماعات بوجود تلك الأجهزة، تساعدهم على تلافيها، والتحكم بها عن بعد، مطالبا القائمين على أجهزة الاستخبارات الأمنية، استخدام طرق وتقنية أحدث في وضع تلك الأجهزة، لتلاشي كشفها عن طريق الجماعات الإرهابية.
قوات إنفاذ القانون تحبط مخططا للهجوم على قوات التأمين بسيناء