"أيوة يا واد ياولعة.. خدها ونزل الترعة" و" يامنجد علي المرتبة واعمل حساب الشقلبة" وغيرها العديد من الأغاني التي تشكل وجدانا ثقافيا أصيلا لا تزال العديد من القرى لفلاحين مصر وصعيده تتمسك بغنائها وترديدها في الأفراح والمناسبات المختلفة فلكل مناسبة أغنية تعبر عن الحالة، الحنة، الأفراح، الخطوبة، قراءة الفاتحة وكتب الكتاب ومرورا بليلة الزفاف وصولا إلى يوم الصباحية وكذلك عما ترتبط به من معاني مثل "ياعريس ياغالي فرحة ومكتوبالي" و"حماتي يا نينة دلوعة عليا".
لا يوجد تاريخ محدد لظهور الأغاني إلا أنها تعود لعشرات السنين، ربما حتى وقت قريب لم يكن يخلو فرح أو مناسبة من هذه الأغاني قبل ظهور الدي جي، فتتجمع فتيات ونساء العائلة والقرية والأحباب والمهنئين ويلتفون حول سيدة كبيرة تمسك طلبة أو دف وتردد الأغاني ومن حولها الفتيات إما يرقصن ويرددن الأغنية مرتدين ملابس مبهجة تمتلئ بالألوان وأغطية الرأس الملونة أيضا وهو تراث وفلكلور متوارث من الجدات وعادة تنقل كلمات الأغاني من جيل للآخر.
تتألف الأغاني من كلمات بسيطة ليسهل حفظها وترديدها من الجميع وتعتمد على التكرار اللفظي وغالبا ما تصف جمال العروس وأصلها وأخلاقها وعراقة أسرتها، والفخر بالعريس وشجاعته وكرمه ونجاحه في اختيار العروس ذات الأصل العريق.
وإلى جانب أن التراث الشعبي يقدم لنا أغاني مبهجة في هذه المناسبات، فإن لها وظيفة اجتماعية حيث نجد الراوي الشعبي يعبر عن العريس والعروس، وحتى الزغرودة لها دلالة رمزية، ونجد مثلا في كتب الكتاب تشتهر أغنية مثل “كتبوا كتابك يا نقاوة عيني” التي تدل على اقتناع العريس باختياره.
رغم البهجة التي تنشرها هذه الأغاني وسهولة حفظها وتعبيرها عن كل حالة إلا البعض يعيب عليها جرأة كلماتها كون بها العديد من الايحاءات أو التصريح الجنسي، الأفراح الشعبية تبرز أجمل صور الفن الشعبي وتقدم صورة حقيقية لتلك الفنون.
الرقص لابد وأن يصاحب أغنيات الفرح على الموسيقى الإيقاعية، أوالإيقاع الموسيقى متمثلاً فى (الطبلة الفخارية) أحيانا، والتصفيق أحياناً أخرى إلى جانب الزغاريد النسائية حيث يصاحب أغاني الأفراح العديد من الرقصات الجماعية والفردية، يشكل الرقص لدى النساء أهمية كبرى في تلك المناسبة فهو حالة تعبيرية وعاطفية خاصة ترتبط بقيم وعادات موروثة في كل مجتمع محلي بما يعبر عن ثقافته لذلك تعبر المرأة سيدة كانت او فتاة او حتى طفله من خلال الرقص عما يجيش فيها من مشاعر وتفاعل خصوصا في الفرح.
يبدأ الفرح ب (ليلة التنجيد) حيث يجتمع أهل العروسين للإعلان عن بداية الأفراح واقتراب موعد الزفاف ويغنون ما تعلي باب الأوضة يا واد يا بناوعلي باب المندره يا واد يا بناوعلي باب القاعة يا واد يا بنا
ثم تأتي ليلة (نقل الأثاث) من منزل العروسة إلي عش الزوجية، فتنطلق الزغاريد والأغاني من فوق السيارات التي تحمل الأثاث ويبدأ الجميع في الغناء من حول السيارات فنسمع :
افرحي يادي الاوضة.. جياكي عروسه موضة.افرحي يادي المندرة.. جياكي عروسه سكرة.افرحي يادي القاعة.. جياكي عروسه الساعة.
وما أن يقتربوا من المنزل الذي سيجمع العروسين حتى نسمع :
رشوا الشارع ميه.. عروسة الغالي جاية .رشوا الشارع كاكولا.. عروسة الغالي منقولة.ايوة يا حارة ضالمة .. أجنا اللى نورناأيوة يا حارة هس هس .. أحنا اللى عمالنلكم حس
ليلة الحنةثم يأتي بعد ذلك مظاهر الاحتفال بالحنة أو(ليلة الحنة) والتي تكون غالبا في بيت العروسة فنجد العروسة تجلس وسط صديقاتها وتتولى إحدى السيدات رسم الحناء علي يديها، ويبدأ أهلها وأقاربها في الغناء علي دق الطبلة فنسمع
مدي ايدك يا عروسه.. مدي ايدك للحنة.مدي ايدك يا عروسه.. مدي ايدك وتحني.وكذلك تتغنى السيدات طلبا للعريسبس الوله يجي.. بس الولة يجي...يجي عالمحطه.. وادبحلوا بطة...يجى عند دارنا .. وادبحلة حمامنا ، واشاورلة يجىيجي عالتسريحة.. وأحطلوا ريحه...وإسكاتا للأب تغني السيداتيحيا أبوها يحيا.. يحيا أبوها يا جدعان...يحيا أبوها وشنبه.. اللي ما حدش غلبه...
أما في منزل العريس فالأمر لا يختلف كثيرا فنجد فيه (حفلة وداع العزوبية) وهنا نجد أصدقاء العريس يغنون له فيقول أحدهم
حلال عليك ست الحلوين.. عرفت يا عريسنا تنقي...رشوا الملح يا ناس م العين.. ورقصوني ده أنا من حقي...الليلة ليلة هنا وسرور.. وكوبيات في صواني بدور...
ونصل إلي ليلة الفرح الكبرى .. ليلة الزفاف أو (ليلة الدخلة) فالأنوار معلقة في بيت العروسين أصدقاء العروسة يحيطون بها في إحدى غرف المنزل حيث تجلس بين يدي " الكوافيرة " فتنطلق أغنية
ما تزوقيني يا ماما.. قوام يا ماما...ده عريسي هايخدني.. بالسلامه يا ماما...
أما بيت العريس فترى نفس المشهد فأصدقاؤه يحيطون به وهو يرتدي ملابس الفرح وهنا نسمعيا أولاد بلدنا يوم الخميس..ها كتب كتابي وابقي عريس..الدعوة عامة وها تبقي لمة..وها يبقي ليه في البيت ونيس... يا أولاد بلدنا.
أما في الليل تنطلق الزفة وتبدأ بزغاريد متتالية ثم يبدأ الغناء من الجميع، فقد وصلت الفرحة ذروتها، فعلي نغمات الفرق الموسيقية نسمع:دة عريسنا الزين كحيل العين وعروستة حلوة وجميلةحنقول يا ليل، ونقول ياعين..حصوة في عينك ياللى ياللى ما تصلى ، ماتصلى على النبىثم يبدءون في صلي.. صلي.. ع النبي صليواللي ما يصلي أبوه أرملي.. صلي
وكذلكأدحرج واجري يا رمان.. وتعالي علي حجري يا رمان..دانا حجري حنين يارمان.. يخدك ويميل يا رمان..
ونسمع أيضا اشهر الأغاني الشعبيةدقوا المزاهر يلا.. يأهل البيت تعالواجمع وفق والله.. وصدقوا اللي قالواعين الحسود فيها عود يا حلاوة..عريس قمر وعروسته نقاوة..واحنا الليلة دى كدنا الأعادي.وأغنية طلبناها م الصيف الماضي
طلبناها م الصيف الماضي.. وأبوها ما كنش راضي..وعلشنها بعنا الأراضي.. الحلوة اللي كسبناها..خدناها بالملايين.. وهما ما كنوش راضيين..علشنها بعنا الفدادين.. الحلوة اللي كسبناها.
أما أهل العروسة يغنون
اوعيلوا يابت اوعيلوا.. الضابط يبقي زميله...اوعالها يا واد اوعالها.. ده العمدة يبقي خالها...
وتستمر هذه الأغاني وسط فرحة الأهل والأحباب حتى تنتهي الزفة ومعها تنتهي الأغنيات في هذه الليلة لتبدأ في مكان آخر إعلانا عن ميلاد فرحة جديدة في منزل جديد.
من الأغاني الأخرى التي تنشد للعريس نجد "ادلع يا عريس يا أبو لسه نايلون" وتقول كلماتها:ادلع يا عريس يا بو لاسه نايلونادلع يا عريس وعروستك نايلونعند بيت ام فاروقهاي هايوالشجره طرحت برقوقهاي هايواللي بحبه جدع مرزوقوبلاسه لاسه نايلونعند بيت ام حنانهاي هايوالشجره طرحت رمانهاي هايواللي بحبه جدع عجبانواللاسه لاسه نايلونعند بيت أم صلاحهاي هايوالشجره طرحت تفاحهاي هايواللي بحبه جاني وراحواللاسه لاسه نايلونأمك عامله مصليههاي هايوهي وليه حرميههاي هايوتتبلا علياواللاسه لاسه نايلونشوفوا البت القدارههاي هايرايحه المحطة بنضارههاي هايتدي لحبيبها اشارةواللاسه لاسه نايلون
من الأغاني الشهيرة جدا في الأفراح لا تزال أغنية "ولا يا عرباوي" تحتل مكانة كبيرة حيث يعرفها أهل الريف والمدن على السواء والتي تقول كلماتها:
وله وله يا عرباويصايع يا وله وبتاع قهاويعرباوي عايز خد أحمرومنين أجيب له خد أحمرعايز عروسته تحط أحمريا عرباوىوله وله يا عرباويصايع يا وله وبتاع قهاويعرباوى عايز مشمشهومنين أجيب له مششهعايز عروسته مفرفشهيا عرباوىوله وله يا عرباويصايع يا وله وبتاع قهاويعرباوى عايز فرش أخضروأجيب له منين فرش أخضرعايز عروسته تتمخطريا عرباوىوله ياوله يا عرباويصايع يا وله وبتاع قهاويعرباوي عاوز مشمشةومنين اجيب له مشمشةمحلا الهزار بعد العشايا عرباوىالعريس الغالي
يستأثر الرجل بعدد كبير من الأغاني الشعبية ومنها أيضا “يا عريس يا غالي” التي تقول كلماتها:
والله لأغني لك يا عريس يا غاليوالله لأغني لك وأسهر اللياليلأغديك بوزة وأعشيك بوزةوحياة رب العزةأنت عندي غاليوالله لأغني لك يا عريس يا غاليوالله لأغني لك وأسهر اللياليلأغديك بدبيحة وأعشيك بدبيحةعروستك مليحةوأنتَ عندى غالىوالله لأغني لك يا عريس يا غاليوالله لأغني لك وأسهر الليالييا عريس لأغنى لكيا عايق من دول جيلكوالله لأغني لك يا عريس يا غاليوالله لأغني لك وأسهر اللياليلا اعشيك بوزة و أغديك بوزةوحياة المعزةدا أنتَ عندى غالىيا عريس يا غالى
من الأغاني القديمة جدا تبرز “ياللي ع الترعة” بما تحمله من إيحاءات صريحة، وتقول كلماتها:
ياللى ع الترعة حوِّد ع المالحوشوف الحلوه اللي عودها سارحرجلى بتوجعنىمن إيه؟رجلي بتوجعني من مشى امبارحياللى ع الترعة حوِّد ع المالحإيدى بتوجعنىمن إيه؟إيدي بتوجعني من غسيل امبارحياللى ع الترعة حوِّد ع المالحراسى بتوجعنىمن إيه؟راسي بتوجعني من لف امبارحياللى ع الترعة حوِّد ع المالحشعري بيوجعنيمن إيه؟شعري بيوجعني من شد امبارحياللي ع الترعة حود ع المالحياللي ع الترعة حود ع المالحوسطي بيوجعنيمن إيه؟! وسطي بيوجعني من رقص امبارحيااللي ع الترعة حود ع المالح
ومن الأغاني التي تنشد للفتاة هناك اغنية "الشارع عالي وواطي" وتقول كلماتها:الشارع عالي وواطيأخدنا بنت العمدة وسبنا بنت الواطيانشالله تعمريها.. وولادك يبقوا فيهايا أخويا بركة لك.. خدنا اللي تعمر دارك