وما زال الدم يجري.. في ذكرى ثورة سوريا.. مقتل 470 ألف شخص وإصابة مليونين

صورة ارشيفية

في مثل هذا اليوم منذ 6 أعوام، اندلعت الشرارة الأولى للثورة السورية، والتي أفرزت أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحالي، كما ذكرت الأمم المتحدة.

دخل النزاع السوري، عامه السابع، اليوم الأربعاء 15 مارس 2017، في وقت لا تزال جهود تطبيق وقف شامل لإطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب المدمرة، متعثرة.

مرت ست سنوات على انطلاق احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام السوري واجهتها قواته بالقمع، ما حول الأحداث إلى نزاع مسلح من أكثر الحروب الطاحنة في القرن الواحد والعشرين، ما بين قوات النظام والمسلحين الموالين له وبينهم إيرانيون ولبنانيون وعراقيون، إلى الفصائل المعارضة والإسلامية المدعومة من تركيا ودول الخليج، وصولًا إلى الأكراد الذين يحلمون باستقلال ذاتي، وأخيرًا الجهاديين وعلى رأسهم تنظيم "داعش" المعروف باعتداءاته الوحشية.

تُكمل الثورة السورية اليوم عامها السادس وحال أهالي المناطق الثائرة يُوجع القلب ويُدمي الروح، حيث تُركوا وحدهم ليعانوا أشكال التجويع والحصار والإفقار والتهجير والإبادة الموصوفة بأشكال خارقة من القتل بالبراميل المتفجرة والصواريخ العنقودية والفراغية وأحيانًا بالأسلحة الكيميائية.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل نحو 470 ألف شخص وإصابة مليوني آخرين، منذ اندلاع الصراع في سوريا قبل 6 سنوات.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن نحو 92 ألف قتيلًا مدنيًا منهم 16 ألف طفل وعشرة آلاف امرأة، راحوا ضحايا الحرب في سوريا حتى الخامس من مارس الجاري، مشيرًا إلى أن حصيلة قتلى المقاتلين السوريين بلغت أكثر من 52 ألف قتيل، فيما زاد عدد القتلى من المنشقين عن قوات النظام إلى 2603 قتيل.

وأوضح أن الخسائر البشرية في صفوف النظام بلغت نحو 61 ألف قتيل، إلى جانب 43 ألف من القوات الرديفة، بالإضافة إلى 1402 في صفوف مليشيا حزب الله اللبناني، بينما ازدادت الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين الموالين للنظام من عرب وأجانب إلى 5 آلاف و362 قتيلًا، وفي المقابل ارتفعت أعداد المقاتلين العرب والأجانب الذين يقاتلون النظام إلى 56 ألف قتيل تقريبًا.

ولفت المرصد السوري، إلى أنه تمكن من توثيق مقتل 14 ألفًا و712 معتقلًا، بينهم 112 طفلًا دون سن الثامنة عشرة، و54 امرأة من ضمن 60 ألف معتقل، علمًا بأن هذه الإحصائيات لا تشمل مصير أكثر من 5200 مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون "داعش".

وبحسب الأمم المتحدة، فإن الحرب السورية شرّدت أكثر من نصف سكانها داخل البلاد وخارجها، فقد فرّ حوالى 4،9 ملايين، وخصوصًا إلى الدول المجاورة، حيث يعيش نحو تسعين في المئة منهم تحت عتبة الفقر.

واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، أن سوريا بأسرها تحولت إلى "غرفة تعذيب"، و"مكان للرعب الوحشي وعدم الإنصاف المطلق".

وفي ظّل الأزمة المستمرة، تتواصل الجهود الدبلوماسية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع الدامي.

وفي أستانا، تُعقد جولة ثالثة من المحادثات، وسط استمرار غياب فصائل المعارضة في اليوم الثاني من الاجتماع، احتجاجًا على استمرار خرق وقف إطلاق النار، الساري على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 ديسمبر.

وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية بعد تطورات ميدانية ودبلوماسية أبرزها الخسائر الميدانية التي مُنيت بها المعارضة خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا وروسيا، فضلًا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى الحكم في واشنطن وعدم وضوح موقفه من الأزمة السورية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً