أدوار الشر الشهيرة والعظيمة على شاشة السينما المصرية تنحصر بين مجموعة من الفنانين كانوا نجوما في أعمالهم، ولكن لم تنصفهم وسائل الإعلام بالعرض أو التكريم، كما لم ينصفهم الفن بتقديمهم في صور مختلفة ليحصلوا على مزيد من الشهرة.
وتعد هذه الشخصيات التي ظلمت من الفن بغيابهم عن الأدوار المختلفة والتكريم سواء أثناء حياتهم أو بعد رحيلهم بطريقة تليق بعبقريتهم في الأداء، اصحاب البصمات الأكثر ثباتا عبر تاريخ الأعمال الفنية المختلفة، وستظل أسماءهم في ذاكرة الأمة.
محمود المليجي
ولد محمود المليجي في حي المغربلين بالقاهرة يوم 22 ديسمبر 1910، وانضم إلى فرقة فاطمة رشدي المسرحية في ثلاثينيات القرن العشرين، ورشحته فاطمة رشدي إلى بطولة فيلم الزواج على الطريقة الحديثة، لكنه لم ينجح كبطل، وظل يلعب أدوارا ثانية أو يشترك في بطولة جماعية، حتى اشتهر بلقب شرير الشاشة، بحسب كتاب محمود قاسم، ولكن مع تقدم العمر به، بدأ يظهر في دور حكيم الشاشة، كما في هذا المشهد من فيلم اسكندرية ليه.
ويعد المشهد الخطابي الطويل الذي به كلمات باكية، تتندر على فساد المجتمع والدولة والنظام السياسي العالمي أثناء الحرب العالمية الثانية، وفيه تبدو براعة المليجي في إبدائه الاستسلام إلى القهر من خلال نبرات صوته المستكينة، التي تبدو وقد تعودت النطق بمثل هذا الحديث، وقسمات وجهه المبتسمة، التي تحاول إخفاء مرارة قديمة متجذرة في نفسه، كي يستطيع العيش.
استيفان روستي
اسمه الحقيقي استيفان دي روستي، مولود لأب نمساوي من البارونات، في 16 نوفمبر 1891، تعرف والده على والدته في روما، وبعد انفصاله عنها، استقرت في القاهرة، ليتربى ابنها فيها، وتحديدا في حي شبرا، حين كبر استيفان سافر إلى أوروبا، وهناك قابل المخرج محمد كريم، والذي أقنعه بالعمل بالتمثيل والعودة معه إلى مصر، بحسب كتاب الضاحكون الباكون لأمل عريان فؤاد.
لم يكن ستيفان بطلا مطلقا، ولكن أدواره جعلت البعض يصفه بالشر المضحك، فمن ينسى مشهد وفاته في فيلم حبيبي يا أسمر، حين يصاب برصاصة من أحد أعوانه بالخطأ، وبدلا من أن يحزن أو يتألم قال التعليق الأشهر: نشنت يا فالح، ياخي سفوخس ع اللي شيلهولك.
صلاح منصور
من مواليد 3 فبراير 1923، بشبين القناطر في محافظة القليوبية بمصر، بدأ حياته على المسرح المدرسي في الثلاثينيات، وعمل محررا فنيا أثناء دراسته بمجلة روزاليوسف، وأسس مع زملائه فرقة المسرح الحر عام 1954، بحسب كتاب محمود قاسم، لكنه لم يكن بطلا مطلقا في السينما، إلا أن دوره الخالد في فيلم الزوجة الثانية، والذي كان من بطولة شكري سرحان وسعاد حسني جعله من أشهر أشرار السينما.
زكي رستم
ولد زكي رستم في 5 مارس 1903، لأب أرستقراطي هو زكي محرم محمود رستم بك، وحين توفي والده تمرد على تقاليد الأسرة وعمل بالتمثيل في فرقة جورج أبيض، ونال بطولة فيلم زينب الصامت، ليشترك في حوالي 240 فيلم، أغلبها لم تكن بطولته، بحسب كتاب محمود قاسم، لكنه كان مؤثرا جدا في أغلبها، مثل دوره في فيلم رصيف نمرة خمسة.
عادل أدهم
مولود في 8 مارس 1928، بالإسكندرية، بحسب كتاب دليل الممثل العربي في القرن العشرين لمحمود قاسم، لم يكن بطلا مطلقا، ولكن من خلال أدواره الثانية ترك بصمات قوية، وأطلق عليه لقب البرنس.