ظل يداعبها الحلم، طوال سنوات تعليمها، ذالك اليوم، الذي تحمل به شنطة سفر، ومعها أحلامها وطموحاتها، لتكون مثل بنات مصر، هؤلاء الفتيات الناجحات الجميلات اللاتى يعشن حياة وردية، ولكن عندما دقت ساعة الرحيل، وأنهت تعليمها ذلك الفتاة الريفية، وحزمت أمتعتها، واتجهت إلى هذا العالم الجديد، الذي لا تعرف عنه شيئا سوى ما قرأته في كتب المدرسة والجامعات، لم يكن هذا العالم كما رسمته في خيالها، ولكنها اصطدمت بواقع مرير، فمنهن من صمدت أمام ذلك الواقع وحافظت على عاداتها وتقاليدها، ومنهن من كانت ضحية للظروف، ومنهن من خلعت عباءة الحشمة، وتقاليد مجتمعها الريفي، واختارت مفهوم التحرر المغلوط الذي يتبرأ منه بنات مصر.
لذلك يرصد " أهل مصر" قصص لبعض الفتيات الريفيات المغتربات، وحكايتهن مع القاهرة:
1-رحمة تصلى الفجر في شقة دعارة
"رحمة" الفتاة الريفية التي استعدت للسفر ولكن قبل أن تغادر استمعت إلى نصائح أصدقائها المقربين، "طالما قررتي تعملي بالقاهرة، لازم تكوني زي بنات مصر"، وما كان يقصده أصدقاؤها هو أن تخلع الحجاب وترتدي الجينز والبادي، كما أن عليها أن تعود لسانها على النطق بالطريقة المصراوية، وأن لا تأمن يوما لبنات مصر ودلعهن، وسمعت رحمة ما يكفي من النصائح لعام مقبل، ولكنها أخذت من كل تلك النصائح خلع الحجاب وارتداء الجينز، وتعجلت بالسفر وعند وصولها وجدت شقة فوق سطوح إحدي العمارات مكونة من حجرة واحدة وحمام ووقتها أدركت رحمة أن المشوار أمامها طويل وأنها ستعاني كثيرا.
لم تكن تعرف رحمة أن هذا المأوي الذي ارتضت أن تعيش فيه سيفاجئها يوما بحدث يفزعها، فكم من نظرات اخترقتها من صاحب العقار وتحملتها حتي تكمل هذا الطريق التي لا تعرف نهايته ولكنها كانت لا تبالي أوتهتم، وجاء الشتاء وأسرعت "رحمة" لشقتها بسبب برودة الجو والصقيع وأثناء نومها وجدت حجارة تتساقط على وجهها فظنت أنه كابوس ولكنها اكتشفت أن سقف الحجرة تساقط على رأسها، وتسبب في جروح بوجهها ما أدي الى نزيف، ولكنها لم تيأس أوتترك المكان لإن لا مأوي لها غيره".
واستكملت رحمة:" ذات يوم خلص المرتب قبل أوانه ونفذت الفلوس المتبقية معي، وفي تلك الأثناء دعتني إحدي صديقاتي "هايدي" على حفلة عيد ميلاد صديق لها وعلى الفور وافقت على حضور حفلة عيد الميلاد واعتبرتها وقتها إنها فسحة وفرحة واكلة وتوفير ووقتها لم أحسب ما يخفيه القدر، وعندما دخلت شقة صديق "هايدي" ووجدت الزينة في كل مكان وتورت وجاتوه في كل مكان وعندما سألت على ميعاد عيد الميلاد قالت صديقتي انه في تمام الساعة الـ12 عشر بعد منتصف الليل وساعة ورا ساعة والوقت يمر كالسنة الكئيبة التي لا تتحرك وعندما رأيت تلك الوجوه في الحفلة شعرت بخوف وفزع وفجأة ظهرت "سونيا " في الحفلة وهي فتاة جاءت في ساعة متأخرة ترتدي عباءة سوداء وطرحة وما أن وصلت خلعت ما ترتديه على شعرها، ومازلت وقتها انتظر حفلة عيد الميلاد التي لم تبدأ بعد وإنما كانت خدعة من صديق "هايدي" لعمل حفلة وجلب فتيات يسهرون معا ويمرحون".
وتابعت رحمة: "كنت أنظر إلى الساعة وجدتها الثالثة صباحا ووقفت مكاني من هول ما رأيت فوجدت سونيا خلعت ما كانت ترتديه وظلت ترقص ببدلة رقص وانا انظر في ذهول "انا مش فاهمة حاجة مين دول"، وكنت أشاهد وقتها ما يحدث دون أن اتحرك، بجانب الحركات الإباحية التي كانت تفعلها وغيرها من البنات الموجودة مع الشباب الموجودة ايضا، وفجأة انطفأت الأنوار وقام كل شاب باصطحاب فتاة واالدخول بها إلى حجرة بمفردهما، وأنا واقفة في مكاني انا وصديقاتي "هايدي" وما أزعجني أنني يوما شاهدت بعض من الشباب الذين وجدتهم في تلك الشقة ذو شأن في المجتمع ويتقلدون مناصب هامة".
وتضيف:"بحثت عن حجرة لم يوجد بها أحد فوجدت واحدة في أخر الشقة دخلتها أنا وصديقتي وظللننا طوال الليل بها نصلي وندعو الله أن يرحمنا من هذا الفعل وبقينا حتى طلوع الشمس خوفا من أن تحل لعنة على هذا المكان، وتسحقنا جميعا ومنذ هذا اليوم أخذت عهد علي نفسي أن لن اتحرك إلى أى مكان لا اعرفه ولن اجلس في جلسة لا اعرف اصحابها".
2-الريفية الملاك.. تتعرى
هذه القصة يسردها، حازم، أحد العاملين في مجال الأعلام: "أكثر ما أحزنى ما حدث لفتاة زميلة، كانت بمثابة ملاك برئ من وجهة نظري، ولكنها مع مرور الوقت، والتطلع والطموح، والرغبة في التقليد، قررت أن تخلع الحجاب، ونعلم أن هذا الأمر ليس معيار للأخلاق، وأنه حرية شخصية، ولكن للأسف كان بالنسبة لهذه الريفية البريئة بداية، لطريق مظلم، ليس له نهاية، فكان بداية للتعري وعلاقاتها ببعض الشباب، وساءت سمعتها كثيرا، وكادت أن تهرب من أهلها، بحثا عن الحرية، التى يتبرأ منها بنات مصر التى تقلدهن".
ويضيف حازم:" هذا لايعنى أن كل الفتيات الريفيات المغتربات، يقعن في هذا الطريق، بل بالعكس هناك فتيات مشرفات لبلادهن، فهناك فتيات لايمكن أن تنحرف، حتى لو كان أمامها كل المبررات، والمغريات، وحتى لو كان لديها اشتياق للعاطفة، أو الجنس، ولكنها لا يمكن أن تنحرف، لأنها لديها بنية أخلاقية ودينية سليمة، حتى إذا انسافت وراء المغريات للوهلة الأولى فسرعان ما تعاود مرة أخرى للطريق الصحيح".
ويوضح حازم:" علي الجانب الآخر نجد بعض الفتيات الريفيات، لا يوجد لديهن، أي مبرر ولا تعرف شئ عن التمدن، ولكنها للأسف تنحرف، بهدف الحرية، وبداية هذه الحرية من وجهة نظرهن المحدودة خلع الحجاب ثم التعري، اعتقادا أنها أساليب لتحقيق أحلامهن، ولكنها للأسف بداية النهاية، وحياة بدون حياة، فخسرت عادتها وتقاليدها وفي نفس الوقت، تبرأت منها بنات مصر ووصفنها بالمنحرفة، ولم تحقق أحلامها".