أكد وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال، علي أن فرعون الذي ذكر في القرآن الكريم كان سودانياً، مستدلاً بقصة "الأنهار التي تجري من تحتي"، وإن مصر ليس فيها سوى نهر واحد، بينما السودان بلد الأنهار، وأن تاريخ السودان تعرض للكثير من الزيف عبر التاريخ، وكان الوزير يتحدث مستنكراً التقليل من شأن الأهرامات والآثار في شمال السودان.
وهذه ليست المرة الأولى التي يصرح فيها وزير الإعلام السوداني بأمور تتعلق بهذا الشأن، ففي نوفمبر 2015، قال إن مجمع_البحرين المذكور في القرآن الكريم هو مدينة الخرطوم العاصمة السودانية، حيث التقى موسى بالرجل الصالح.
لكن القول بأن فرعون سوداني أو بالأحرى أن موسى نفسه كان سودانياً ليس بالقول الجديد، فقد سبق أن قال به عالم الدين السوداني النيل عبدالقادر أبوقرون، في كتابه الذي أصدره منذ سبع سنوات باسم "نبي من بلاد السودان قراءة مغايرة لقصة موسى وفرعون".
وهي الفرضية نفسها تقريباً التي استعان بها وزير الإعلام السوداني أحمد بلال، حتى لو أنه لم يشر في حديثه مباشرة إلى أبوقرون.
وكان أبوقرون في كتابه قد انطلق من النصوص القرآنية وما يقول إنها اكتشافات أثرية، ليبني نظرية مغايرة لقصة موسى وفرعون تجعل المكان هو السودان، والشخصيتين سودانيتين.
ويذهب أبوقرون إلى أن شمال السودان أو بلاد النوبة هي الموطن الأصلي لموسى وفرعون، وأن نهر النيل هو المكان الذي ضربه موسى بعصاه فانشق نصفين.
ويرى أبوقرون من خلال حيثيات مكثفة أن تكليم الله لموسى تم قريباً من جبل مقدس بالقرب من عاصمة مملكة_كوش في شمال السودان، وهو الجبل المعروف باسم البركل، والذي لا يزال تدور حوله الكثير من الحكايات والأساطير في الموروث السوداني.
ويقع هذا الجبل شرقي نهر النيل في أحد انحناءاته، ويرجح أبوقرون أن هذه هي المنطقة التي حدث بقربها عبور موسى ببني إسرائيل وغرق فرعون في النهر.
يذكر أنه قد سبق لوزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، أن قال في 2015 إن سيدنا #يونس عليه السلام أتى إلى منطقة المقرن بالخرطوم عندما اتخذ الحوت سربا في البحر، على حد قوله، وأن "نسيه الحوت عند الصخرة وهي جزيرة توتي"، في إشارة إلى الجزيرة الواقعة عند ملتقى نهري النيل الأزرق والأبيض، ليشكلا معا نهر النيل باتجاه الشمال.
وقال الوزير - وقتذاك - خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحافيين العرب: "إن هذه الأرض (المقرن) هي التي تعلم منها سيدنا موسى عليه السلام الحكمة، والتقى بنبي الله الخضر (الرجل الصالح) في جزيرة توتي".
ويرى باحثون سودانيون أن مجمع البحرين الذي جمع بين موسى والرجل الصالح كان في موقع الخرطوم الحالية، الذي يعرف باسم "المقرن"، ولا يزال السودانيون يستخدمون كلمة "بحر" للدلالة على "النهر" في الثقافة العامة.
وذكر عمرو أنه زار السودان قادماً من الأردن، لينقل موقع حدث قصة موسى وهو يلتقي فتاه عند مجمع البحرين في الخرطوم، ويظهر فيديو مرافق (عند الدقيقة 30) كلامه حول قصة موسى والخضر وقدومه للسودان لهذا الغرض، ليعرض منطقة التقاء النيلين الأبيض والأزرق بالخرطوم.