اعلان

الأم المثالية بأسيوط لـ "أهل مصر": الحمد لله حققت أمنية زوجي في أولادي.. وصديقة شقيقتي قدمت أوراقي للترشيح دون علمي

"الحمد لله حققت أمنية زوجي في أولادي" بهذه الكلمات التي تحاصرها الدموع بدأت نعمة سيد يوسف شاهين ذات الـ 51 ربيعًا حديثها إلى "أهل مصر" والتي تم اختيارها المثالية في أسيوط هَذَا العام واختارتها الوزيرة لتكريمها.

دموع اختلطت بالفرحة والحزن معًا لقد نجحت نعمة في أن يكون من بين أبنائها الضابط والدكتور والمحاسب، والأكثر من ذلك الأخلاق الحميدة والمبادئ بحسب ما وصاها زوجها محمد عبد المعتمد منذ 22 عام قبل رحيله وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة على فراش الموت.

اليوم يتم تكريمي لكني ينقصني زوجي فمكانه بجواري لا يزال خاليا لم ولن يأخذه أحدا قط فهذا عهدي له، الذي أجدده معه عند زيارتي له في قبره، فلم اتخذ قرارا صعبا أو افرح في مناسبة إلا وأكون بجواره أشاركه فيما يفرحني، وفي قراراتي الصعبة، وكل رجال الدنيا لا تساوي زوجي.

وقالت نعمة: أنا فوجئت باتصال تليفوني من الشؤون الاجتماعية أخبروني فيه أنه تم اختياري أما مثالية عن محافظة أسيوط، لم أكن أتوقع هذا خاصة أني لم أتقدم بأوراق ترشح وأم يقوم أولادي بهذا التصرف، وبعد الفرحة بحث عن من قام بالتقديم لي وجدتها "أمل" صديقة أختي التي دائما ما كانت تشاركني فرحة أولادي عند نجاحهم وتميزهم، وحصلت أمل على بعض الأوراق مني في السابق بحجة استخراج بطاقات، وحين سألتها قالت أحببت اذا تم اختيارك أن تكون مفاجئة سعيدة للجميع وخشيت أن لا يتم اختيارك، فقررت أن يكون الامر سرًا.

واضافت نعمة: أنا وشقيقاتي 7 بنات دون أخ ولد ووالدنا، كان مدير مدرسة، وأصر أن نحصل جميعًا على مؤهلات عليا ولم يشعرنا يومًا رغم أنه رجل صعيدي أنه بحاجة إلى والد وزرع فينا المبادئ والمثابرة.

وقالت أنا خريجة كلية الزراعة عام 1985، بتقدير جيد وتزوجت عقب تخرجي في شهر يوليو من نفس العام، من زوجي محمد عبد المعتمد، وكان يعمل محاسب في بنك القاهرة وهو كريم الأخلاق، وعملت بالإدارة الزراعية بوظيفة مؤقته شاهدت معه أجمل 10 أيام عمري أنجبت خلالها 4 أبناء "أحمد، أماني، أميمة، إسلام، إبراهيم"

توفي زوجي بعد 10 سنوات من زواجنا وكان قد أصيب بحصوات في الكلى بعد 5 أو 6 سنوات من الزواج، وأجرى عدد من عمليات التفتيت، على مدار 3 سنوات وفي السنة الرابعة قرر أن يجري جراحة بسبب الامه من التفتيت وفي نفس الوقت توفيرا للمصروفات، ومكث في المستشفى 4 أيام وبسبب إهمال الأطباء تدهورت حالته الصحية، وتوفى قبل اجراء العملية، وكان ابراهيم أصغر أبنائي عمره 10 أيام، ورغم أني كنت في تعب الولادة الا اني لم أترك زوجي لحظة واحدة، ويوم وفاته من شدة الصدمة تركت ابني ابراهيم على أحد الأسرة في المستشفى، ولم أكن في وعيي بعدها لم أجده وأخذت أبحث عنه وأنا منهارة في الدموع، لكن الحمد لله إحدى الممرضات أخذته لديها بسبب حالتي السيئة ثم أعادته لي.

وتابعت لما توفى زوجي قرية بني مر بأكملها بكت عليه بسبب حسن اخلاقه من جانب وعن رحيله في العمر المبكر فقد رحل عن عمر 41 عاما.

وأضافت "نعمة" إن زوجها توفي تاركًا لها أطفالها أصغرهم إبراهيم كان يبلغ من العمر 10 أيام، حينها شعرت بألم شديد لإرتباطي الشديد بزوجي وهنا بدأت معاناة تحمل مسئولية تربية أطفال في ظل عملي بوظيفة مؤقته أتقاضي منها 80 جنيهًا وحصولي علي 400 جنيه نصف معاش زوجي لعدم إكتمال خدمة في الوظيفة وبعد وفاته بعام إكتشفت إصابتي بمرض سرطاني وخضعت لأربع عمليات جراحية خلال أربعة أعوام وفي كل مرة كنت أدعو الله أن يحافظ علي أبنائي لخوفي عليهم.

وأوضحت قررت حينها أن أعكف علي تربية أبنائي حتي أحقق حلم زوجي في أن يري أبنائه في مناصب مرموقة، مشيرة أن أطفالي كانوا بمدارس خاصة ونظرًا لقلة الدخل قمت بنقلهم إلي مدارس حكومية، وكنت اذاكر لهم دروسهم بنفسي حتى المرحلة الإعدادية، لتوفير مصروفات الدروس الخصوصية.

وبعدها أصيبت بورم في الرحم وأجريت عدة عمليات جراحية وكنت أخرج من العمليات الجراحية أذاكر لأبنائي وسط غضب من أهلي خوفًا علي حياتي ولكن كان إهتمامي مستقبل أبنائي حتي تخرج أحمد من كلية التجارة وإلتحق بالعمل كمحاسب ببنك القاهرة وتزوج ولديه طفلين "محمد – سجدة" وتخرجت أماني من كلية الطب وتعمل معيدة بمعهد جنوب مصر للأورام وتزوجت ولديها طفلتين "حنين – خديجة" فيما تخرج ابراهيم الابن الأصغر ضابطا من الكلية الحربية، وتخرج إسلام من كلية التجارة وتخرجت أميمة من كلية الإعلام وتزوجت ولديها مصطفى.

وبذلك أكون قد حققت أمنية زوجي فقد وثاني أن يكون بين أبنائه الضابط والدكتور والمهندس، فالحمد لله الذي وهبني القوة من أجلهم.

وأشارت نعمة علمت أولادي الصدق والأمانة وحرصت علي غرز حب الأخرين والتلاحم حتي أصبحت أني لا أخشي عليهم فأستطيع الأن أن أفارقهم وأنا مطمئنة لكونهم متلاحمين ومترابطين.

وأوضحت نعمة إن أصعب لحظات عمري كانت لحظة فراق زوجي ولحظات المرض التي مررت بها وأثناء مراحل التعليم الثانوية نظرًا لخوفي علي مستقبل أبنائي.

وعن لحظات السعادة قالت إن عقب وفاة زوجي لم أشعر بالسعادة بعد أن إنشق قلبي بوفاة زوجي ولكن ما كان يريح قلبي سعادتي بتفوق أبنائي وتقلدهم مناصب مرموقة.

واستكملت كل يوم زفاف من أولادي كنت اذهب لقبر زوجي وأخبره بمن سيتزوج اليوم وبمن وكيف أعددنا للزواج، وكنت في ليلية العرس أبكي فرحا بأولادي، وحزنا على عدم وجوده جانبنا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً