مدينة طابا الشهيرة على مر العصور، بها أماكن لم يعرفها البعض، بينما يحفظها البعض الآخر عن ظهر قلب، فمدينة طابا التى ظلت حديث العالم لسنوات وقت النزاع على ملكيتها مع العدو الإسرائيلى، حتى قضت المحكمة بأحقية مصر بها، بها العديد من الآثار الخالدة.
من هذه الآثار قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون، والتي تبعد 10كم عن مدينة العقبة، وتمثل قيمة تاريخية وثقافية هامة، حيث أنها تشرف على حدود 4 دول هي السعودية والأردن وفلسطين ومصر.
والقلعة أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م، لصد غارات الصليبيين، وحماية طريق الحجاج المصريين عبر سيناء، وكان لها دور عظيم فى حماية البلاد من الغزو الصليبي، حين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م
وتحوى القلعة منشآت دفاعية، من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة، وقاعة اجتماعات حربية، وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه، ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان.
وبنيت القلعة من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من التل التى بنيت عليه، والسور الخارجى للقلعة يمثل خط الدفاع الأول، يخترقه 9 أبراج دفاعية، ثم تحصينيين شماليين ويخترقه 14 برجًا، من بينها برج للحمام الزاجل، وتحصين جنوبى صغير، ولكل تحصين سور دفاعى كخط دفاع ثانى.
وتضم طابا أيضًا وادى طويبة الممتد من طابا إلى النقب بوسط سيناء ويحوى نقوش نبطية تركها الأنباط أثناء رحلاتهم التجارية بين الشرق والغرب عبر سيناء.
وكون الأنباط مملكة كبرى كانت عاصمتهم البتراء بالأردن، وانتهت مملكتهم رسميًا عام 106م على يد الإمبراطور الرومانى تراجان، وتركوا آثارًا عديدة بسيناء، منها ميناء بحرى بمدينة دهب، ومنطقة تجارية ودينية بقصرويت بشمال سيناء، ومقابر ومعبد بوادى فيران علاوة على مئات النقوش فى أودية سيناء، والتى ترجم معظمها بمعنى كلمة سلام أى سيناء هى أرض السلام والأمن لكل الأنشطة التجارية عبر العصور.
كما تضم بئر طابا الذى حفر هناك حين سلمت قلعة العقبة عام 1892م وخرجت العساكر المصرية من قلعة العقبة وعسكروا ثمانية أشهر فى وادى طابا بسيناء تحت قيادة سعد بك رفعت، وحفروا هناك بئر للمياه ولصعوبة الحياة فى هذه المنطقة أرسلوا لوزارة الحربية بالقاهرة يشتكون ظروفهم وصعوبة تنقلهم فى هذا الوادى، فأرسلت الحربية لجنة لاختيار مكان مناسب للجنود وللأمن فوقع الاختيار على الموقع الذى بنيت به النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع 75كم من طابا عام 1893م.
ومن المقومات السياحية الأخرى بطابا سياحة الغوص، حيث تعتبر جزيرة فرعون بطابا من أجمل مناطق الغوص بسيناء بعد رأس محمد ولها روادها من جميع أنحاء العالم، علاوة على اليخوت السياحية اليومية من العقبة وإيلات.
كما تتمتع طابا بسياحة السفارى، وتسلق الجبال، حيث تحوى وادى طويبة ومجموعة جبال تحيط بجزيرة فرعون والسياحة الترفيهية والبيئية للاستمتاع برحلات بحرية حول جزيرة فرعون، ومناظر طبيعية خلاّبة، مثل منطقة الفيورد التى تبعد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات.