فى ذكرى ميلاده.. تعرف على أهم إنجازات نزار قبانى فى عالم الفن

نزار قبانى

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر السورى الكبير نزار قبانى، والذى استطاع أنيحتل مكانة عالية فى سماء الرومانسية فى مختلف الأزمنة، كما تعرض للإنتقادات الكثيرة بسبب حبه وتقديره الكبير للمرأة والذى انعكس عليه من بعض النقاد بالسلب إلا أنه إلتزم الصمت واستمر فى عشقه الدائم للرأة حتى لقبه البعض" بشاعر المرأة"، وفى يوم ذكر ميلاده تعرف على أهم إنجازاته وتعاوانه مع كبار نجوم الغناء وأشهرهم"كاظم الساهر، ماجدة الرومى".

مولده ونشأته:

ولد نزار بن توفيق القباني فى 21مارس لعام 1923بمدينة دمشق السورية، وشبّ وترعرع في بيتٍ دمشقيّ تقليديّ لأُسرَةٍ عربية دمشقيّة عريقة.[5] وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله.

يقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك "وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقًا في بحر من الألوان"، وقد ذكر أن سِرّ مَحبّته للجمال والألوان واللون الأخضر بالذات أنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج.

وكأي فتىً في هذا السنّ، ما بين سن الخامسة عشر والسادسة عشر احتار كثيرًا ماذا يفعل، فبدأ بكونه خطّاطًا تتلمذ على يد خطّاط يدويّ ثم اتّجه للرسم وما زال يَعشقُ الرسم حتّى أن له ديوانًا أسماهُ الرسم بالكلمات.

ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاصٍ العزفَ والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خاصة خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعكف عنها. ثُمّ رسا بالنهاية على الشعر، وراح يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح، متتلمذًا على يدِ الشاعر خليل مردم بِك وقد علّمه أصول النحو والصرف والبديع.خلال طفولته انتحرت شقيقته وصال، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، وربَّما ساعد في صياغة فلسفته العشقيّة لاحقًا ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها. ولم يكشف عن حقيقة هذه الحادثة باكرًا بل قال أنها توفيت بمرض القلب، إلا أن كوليت خوري كشفت قصة الإنتحار،وهو ما ثبت لاحقًا في مذكراته الخاصة، إذ كتب: "إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره". يصف نزار حادثة الإنتحار بقوله: "صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي... كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة". كما ارتبط بعلاقة قوية مع أمه.

تخرجه وعمله

تخرج نزار عام 1945 من كليّة الحقوق بجامعة دمشق والتحق بوازرة الخارجية السوريّة، وفي العام نفسه عُيّن في السفارة السوريّة في القاهرة وله من العمر 22 عامًا.[11] ولمّا كان العمل الدبلوماسي من شروطه التنقّل لا الاستقرار، فلم تطل إقامة نزار في القاهرة، فانتقل منها إلى عواصم أخرى مختلفة، فقد عُيّن في عام 1952 سفيرًا لسوريا في لندن لمدة سنتين واتقن خلالها اللغة الإنكليزية ثم في أنقرة، ومن ثمّ في عام 1958 عيّن سفيرًا لسوريا في الصين لمدة عامين.

وفي عام 1962 عيّن سفيرًا لسوريا في مدريد لمدة 4 سنوات. إلى أن استقرَّ في لبنان بعد أن أعلن تفرغه للشعر في عام 1966، حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم «منشورات نزار قباني».

بدأ نزار قباني بشكل بارز بكتابة الشعر العمودي ثم انتقل بعدها إلى شعر التفعيلة، حيث ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. تناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة، إذ تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. ومن ثمّ تحوّل نحو الشعر السياسي بعد نكسة حرب 1967، وأصدر عدة قصائد لاذعة ضد الحكومات والأنظمة العربية عمومًا وضد حكم البعث في سوريا ومنها «هوامش على دفاتر النكسة»، و«عنترة» و«يوميات سياف عربي».

أشهر كتاباته النثريه والشعريه:

ألف نزار قبانى الكثير من الكتابات النثريه ومنها"قصتي مع الشع، ن أوراقي المجهولة، الكلمات تعرف الغضب، العصافير لا تطلب تأشيرة دخول، بيروت حرية لا تشيخ، شيء من النثر، الكتابة عمل انقلابي"، كما قدم فى الشعرالكثير من القصائد ومنها"قصائد، طفولة نهد، الرسم بالكلمات، مئة رسالة حب، إلى بيروت الأنثى مع حبي، اليوميات السرية لبهية المصرية، هل تسمعين صهيل أحزاني؟، أبجدية الياسمين"وغيرها من القصائد.

قصائده الشعريه المغناة:

غنى الكثير من المطربين لقصائد نزار قبانى، ومن بينهم"أم كلثوم" حيث قدمت"أصبح عندى الآن بندقية، رسالة عاجلة إليك"، وعبد الحليم حافظ قدم"رسالة من تحت الماء، قارئة الفنجان"،نجاة الصغيرة قدمت"ماذا أقول له، متى ستعرف كم أهواك، أيظن"، فايزة أحمد"قدمت"رسالة من امرأة"، غادة رجب، قدمت"لماذا".

كما غنى له الكثير من المطربين العرب وأشهرهم فيروز، وقدمت له"وشاية، لا تسألوني ما اسمه حبيبي"، ماجدة الرومى وقدمت"بيروت ست الدنيا، كلمات، مع جريدة، طوق الياسمين"، كاظم الساهر قد"أشهد أن إمرأة، زيدينى عشقا، أحبيتى بلاعقد، الحب المستحيل، فى مدرسة الحب، كبرى عقلكى، صباحك سكر، إنى خيرتك"والكثير من الأغانى.

الانتقادات التى توجهت إليه:

تعرض نزار قبانى للكثير من الإنتقادات وذلك لوصفه المبالغ فيه للنساء والعاريات في شعره ما يجعله يتجاوز الأخلاق والقيم العربية والإسلامية.

فمن شعر نزار قباني أنه كان مولعًا بوصف النساء، والناظر في شعره يراه كأنه قصيدة واحدة نُسخت بألفاظ ومفردات متغايرة، ومحور هذه القصيدة هو النساء وما يدور بينه وبينهن في المخادع، وفي شعر نزار قباني أمثلة كثيرة على تلك المبالغة، ومن ذلك قوله: (فصلت من جلد النساء عباءة.. وبنيت أهرامًا من الحلمات"، كما وصفه الكثير بالإلحاد.

وفاته:

بعد مقتل زوجته بلقيس، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر في النهاية في لندن حيث قضى الخمسة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينيات ومنها «متى يعلنون وفاة العرب؟» و«المهرولون».

في عام 1997 كان قباني يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي في 30 أبريل 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن.[6] بسبب ازمة قلبية. في وصيته والتي كان قد كتبها عندما كان في المشفى في لندن أوصى بأن يتم دفنه في دمشق التي وصفها في وصيته: «الرحم الذي علمني الشعر، الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين».

تم دفن قباني في دمشق بعد أربعة أيام حيث دفن في باب الصغير بعد جنازة حاشدة شارك فيها مختلف أطياف المجتمع السوري إلى جانب فنانين ومثقفين سوريين وعرب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً