كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن استفادة إيران من هزيمة داعش لإقامة إمبراطورية شيعية داخل العالم السني فقبل أكثر من سنتين، حين وصل داعش، إلى ذروة قوته في سوريا والعراق، كان يخيل أن شيئا لن يوقف داعش.
وقالت الصحيفة إن النجاح في اقتلاع التنظيم من أرض كانت تخضع لسيطرته سيطرح السؤال عن استمرار وجوده ونشاطه المستقبلي، ويبدو أن هناك ثلاث إمكانيات للتنظيم، أولًا أن تعمق تنظيم داعش الإرهابي في نشاطها الايديولوجي الديني في العالم لتنمية فكرة الخلافة، كبديل عن السيطرة في مجال جغرافي.
الجهد الثاني، سيكون مشابها لجهود القاعدة، أي خلق "إرهاب عالمي" في كل مكان توجد فيه فرصة وسيستعين هذا الجهد بعشرات آلاف مؤيدي التنظيم الذين سيصبحون لاجئين في العالم، وفي نفس الوقت سيواصل التنظيم جهوده للارتباط بمحافل الإرهاب المحلية، من الصين وحتى أفريقيا.
أما الجهد الثالث فسيتركز على المناطق التي تكون فيها السيطرة الفاعلة للدول ضعيفة وسيبحث التنظيم عن فرص كهذه وسيستغلها حتى النهاية بلا تردد.
وأشارت الصحيفة إلي أن التنظيم يمكن أن يخوض معركة دموية كبيرة في الأراضي السورية، إذا ما ركز مثلا رجاله للقتال في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا.
وتقول الصحيفة إنه علي الجانب الآخر لا يهدد التنظيم الإرهابي فقط الدول بل التهديد الشيعي الإيراني أيضًا يتسبب في مخاوف كبيرة في أوساط السنة، وداعش يسمح لهم بالحلم بمستقبل افضل، حين يبدو الحاضر قاسيًا جدا من زاوية نظرهم.
وتؤكد الصحيفة أن الرابحين الكبار من نجاح الصراعات لهزم داعش هم الإيرانيون، فإذا كان الاتفاق النووي أعاد لهم جزءا هامًا من الشرعية الدولية، وسمح بالتعاون القوي والكبير مع روسيا، فالميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران تشارك في احتلال الموصل، المدينة التي كان سكانها سُنة تماما لن تبقى كذلك.
فهذه الميليشيات ستفعل كل ما في وسعها بما في ذلك إبادة المواطنين أو طردهم وجلب شيعة للاستقرار في المدينة، لأن هذه البوابة هي المحور الاستراتيجي عبر الرقة وحلب إلى دمشق وبيروت، وإلى الحلم الإيراني الكبير، إلى البحر المتوسط.
ويعتبر هذا كابوس العالم العربي السني، ولكنه يعتبر كذلك لإسرائيل فهذا الوضع سيشكل أيضًا تحديًا حقيقيًا لإسرائيل.
كيف ستتعاطى تركيا مع الوضع الناشيء على حدودها الجنوبية، فهي مشغولة اليوم في الاستفتاء الشعبي المقترب الذي يحاول فيه أردوغان نيل حكم شخصي بلا قيود.
غير أنه بعد الاستفتاء الشعبي، من شأن أنقرة أن تستيقظ على كابوس لا يقل تهديدا حيث سيكون هناك تجمع شيعي إيراني على جنوبها مع تطلعات لقيادة الشرق الأوسط كله، هذا تجمع يربط كارهي أنقرة في سوريا، وله مصلحة في الحفاظ على علاقات طيبة مع الأكراد، تجمع يغير مكانة تركيا كالجار الأكبر والأقوى على حدود سوريا والعراق.
كل شيء مفتوح، بما في ذلك إمكانية العلاقة المتجددة بين تركيا وداعش أمام العدو الشيعي.