"ضحكة بنت أو ضحكة مهموم، ضحكة واحد في عز غضبه الضحكة مش عملة نادرة الضحكة عمله بالمجاني والسعادة هي لمة العيلة." على حسب مفهومنا للسعادة نراها في حياتنا.
أضحكنا جميعا "شارلي شابلن" دون أن يتفوه بكلمة واحدة وهو رائد فن "البانتومايم" في العالم وأقدم ممثليه، السعادة لا تحتاج كلمات بل تحتاج فقط لقلب طيب، وتعبيرات بسيطة صادقة، تلك مقادير البهجة التي امتلكها شاب عشريني بأدواته البسيطة وألوان فرشاته البيضاء على وجهه وحركاته التعبيرية الصامتة، محمد شيتوس والملقب بـ"صانع السعادة" يتمكن من رسم البسمة على وجوه الكثيرين.
يعمل حاليا كعضو لجنة تحكيم في مسابقة "المنوفية جوت تالنت"، وهي مسابقة فنية كاملة لاختيار مواهب في أقسام مختلفة، محمد انتقل بفنه للشوارع مضحيا بالقيل والقال ومضايقات الشارع؛ صانعا السعادة على وجوه المكتئبين بلا مقابل مادي، شيتوس ممثل و مدرب "بانتومايم" منذ 5 سنين نال العديد من الجوائز في مجال المايم وتم تكريمه في العديد من المهرجانات.
لا يعرف الكثيرون عن فن "المايم" أو "بنتومايم" وهو التمثيل الإيمائي الجسدي الذي يستخدم فيه الممثل أشياء غير موجودة ويوصل بإحساسه هذا الخيال للجمهور، أحد أبرز هؤلاء الممثلين بهذا الفن هو شارلي شابلن والمصري، أحمد نبيل الذي يعتبره "شيتوس" مثله الأعلى.
شيتوس قال لـ "أهل مصر" :"من الجامعة، مهرجان المسرح بجامعة حلوان وجدت أحد أصدقائي يمثل المايم أعجبني جدا العرض وأحببت تجربته وأول مرة أجربه نلت جائزة "أول جامعة" من جامعة حلوان بدون تدريبات أو مساعدة من أحد وقرأت كثيرا عنه ودربت نفسي بنفسي وعرفت أن سر نجاح عروض المايم هو العرض الجديد والإحساس والتواصل الجيد مع الجمهور."
ربما كان حظ المبتدئين هو ما حالف شيتوس في بداية عمله في فنه؛ لكن ما حدث في عدة مهرجانات لم يكن حظا على الإطلاق حتى نال جائزة "تميز آداء" وحصل على أحسن ممثل بانتومايم 2012، وفي عام 2013 حصل على الأداء المتميز في ساقية الصاوي، وفي عام 2014 حصل على جائزة "أول عرض" وكان من أدائه وإخراجه في الساقية، وحصل أيضا على 3 عروض جماهيرية في مهرجان الربع للبانتومايم، بالإضافة إلى عروض حرة تهدف للسعادة مثل كالورفيستيفال.
في مفاجأة جريئة قرر شيتوس أو الملقب بصانع السعادة، أن يقدم فنه مجانا للجمهور في الشوارع والمترو والمواصلات العامة، معللا أن الفن للجميع وليس قاصرا على من يملك الاموال فقط، قائلا "الفن ليس فن المسارح والتذاكر والحفلات، الفن من الشارع وإليه" .
وأضاف "نزلت للشارع لأوصل رسالتي للناس فهدفى الناس التي ليس معها اموالا لتحضر عروض مسرحية أو تشاهد فنا بعينها، هدفي كان الناس التي تعرف معنى الفن غير أنها تشاهده في الإعلانات والتليفزيون، اخترت المترو لأن أكثر الناس المكتئبين تكون فيه، ست عجوزة قالت لي "ربنا يهديك" أما باقي الناس فكانت سعيدة جدا وقعدوا يدعولي".
بالطبع لم يمر الأمر مرور الكرام على بعض البسطاء إذ بحسب محمد سعيد "كان هناك ناس تضايقني بشدة وعملت أحد عروضي في محافظة الزقازيق وألقت الشرطة القبض علي أكثر من مرة كما ألقى الأمن في المترو القبض علي عدة مرات اعتبروا مكياج المايم تنكر لعمل اجرامي ما، وقال لي أحدهم "اغسل وشك" وطالبني أحدهم بضرورة وجود تصريح".
رغم أن أبويه ليسا مقتنعين بما يفعل فأحدهم يريده أن يكون مدرس فلسفة، إلا أن صانع السعادة العشريني يحلم بتأسيس مدرسة للمايم في مصر لتكون الأولى من نوعها والذي يمنعه عن ذلك هي الامكانيات.
كما قدم صانع السعادة مع مجموعة "روبابيكيا" ورشا لتعليم الأطفال فن المايم ويصف العمل أنه كان متعبا فالأطفال بصفة عامة مجانين يريدون اللعب طوال الوقت، لكن تمكن من تعليمهم المايم حتى نجحوا في عمل عرض يتحدث عن شارلي شابلن، كما قدم عروضا في معرض الكتاب بالقاهرة لعامين متتاليين مع ديزاينوبيا (مركز ثقافي) ومع الرسام اسلام جاويش.