في مفاجئة فجرتها تقارير صحفية مؤخرة حول نوايا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لنقل مقر التنظيم من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى السويد، هربا من ملاحقات وقيود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد المباحثات الأخيرة لوضع التنظيم على قوئم الجماعات الإرهابية.
وكان وليد فارس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في أول تصريح له عقب فوز الأخير برئاسة الولايات المتحدة، إن ترامب سيمرر مشروع اعتبار "الإخوان المسلمين" "جماعة إرهابية"، مضيفًا، أن "المشروع ظل معلقا داخل الكونغرس لعدة أعوام بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه، نظرا لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان يدعمهم".
وأوضح فارس أن "ترامب يرى أن الإخوان المسلمين من أخطر الجماعات التي تغذي الفكر المتطرف، لذا فهو يريد توجيه ضربة عسكرية للتنظيم الإخواني وليس احتواءه سياسيا، مثلما فعل أوباما وهيلاري كلينتون".
التقارير أكدت أن التنظيم يتجه إلى الدول الاسكندنافية، لاسيما السويد لإعلانها مقرًا جديدًا لهم، وذلك ضمن التسهيلات التي قدمتها "بريطانيا" للجماعة بعد اجتماع إبراهيم منير الأمين العام للجماعة بالمخابرات البريطانية الأسبوع الماضي، لتقديم الولاء لها.
وأوضحت التقارير أن القيادي الإخواني، جمال حشمت، يتولى ملف علاقات الجماعة مع الدول الاسكندنافية، وقد زار النرويج والسويد على رأس وفد يضم قيادات أخرى، منتصف عام 2015. كما أن وفد الجماعة عقد اجتماعات مع مسؤولين على المستوي الرسمي من البرلمان النرويجي ومسؤولين من وزارة الخارجية النرويجية ورئيس وزراء النرويج السابق ومنظمة العفو الدولية" أمنستي".
وأضافت التقارير، أن الجماعة تعتمد على عدة منظمات للتوغل داخل هذه المجتمعات مثل "مجلس التعاون الإسلامي، والمجلس الإسلامي السويدي، والرابطة الإسلامية، ورابطة الجمعيات الإسلامية، واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية، وطائفة البوسنيين المسلمين، والمركز الإسلامي في مالمو، والمؤسسات التعليمية للمسلمين في السويد"
علاقة التنظيم بالحكومات الأمريكية المتتابعة، لم تسير على وتيرة واحدة، فخلال ولاية الرئيس السابق "باراك أوباما"، عاش التنظيم أزهى عصوره، إلا أن مع قدوم الرئيس الحالي "دونالد ترامب"، اختلف الوضع كثيرا، فتصريحات البيت الأبيض، أشارت إلى رغبة "ترامب" في التخلص من التنظيم، إلى جانب القضاء على الجماعات الإرهابية في كافة بقاع العالم.
وتعليقا على ما تناولته التقارير المؤخرة، حول نوايا التنظيم لنقل مقره إلى السويد، يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون، إن احتمالية نقل مقر التنظيم واردة، وربما تأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن التنظيم يواجه في الفترة الماضية، قيود من الحكومة الأمريكية، وأظهرت نوايا ترامب، اتجاهه لوضع الإخوان على قوائم الجماعات الإرهابية.
وتابع إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن التنظيم يسعى لنقل مقره، في البلاد التي ربما تعطي له مساحة من الحرية وممارسة أنشطته، مشيرا إلى أن هناك اتجاها داخل التنظيم للصلح مع الحكومة المصرية، قائلًا "آمل أن يحظى ذلك بترحيب من الحكومة المصرية، وتهدئة الأوضاع.
وفي سياق متصل، يقول الدكتور أيمن سمير، الخبير السياسي، إن وضع جماعة الإخوان حاليًا لا تحسد عليه، فوجود التنظيم الدولي داخل الولايات المتحدة الأمريكية، من شأنه تشديد القيود على التنظيم، كما أنه يواجه مخاوف تغير الوضع القانوني له، في حالة وضعه على قوائم الجماعات الإرهابية، وهو مايسعى إليه ترامب منذ يومه الأول داخل البيت الأبيض.
وأشار محمود، إلى أن التنظيم يعمل حاليا على الابتعاد عن الساحة الأمريكية، وربما تشهد الأيام المقبلة تطورات في خطة الإخوان، لاستمرار حملاته ومهاجمته لمصر، وتهديده بشكل كبير لاستقرار كافة بلاد العالم.
يذكر أن دراسة صادرة أخيرًا، عن وكالة الطوارئ المدنية في السويد، وهي إحدى إدارات وزارة الدفاع، أوضحت أن الجماعة تقود الإسلاميين في السويد إلى اختراق المنظمات، وتسعى إلى إنشاء مجتمع موازٍ داخل البلاد، مؤكدة أن "الإخوان" عملت سرًا على قيادة الإسلاميين ومنظماتهم على اختراق المجتمع المدني في السويد، سواء المنظمات أو الأحزاب السياسية.تعرف على موعد زيارة "السيسي" لأمريكا