13عام مرت على رحيل الشيخ أحمد ياسين، أحد رموز المقاومة الفلسطينية، والذي تم اغتياله في ٢٢ مارس ٢٠٠٤ اغتالته إسرائيل بإطلاق ثلاثة صواريخ من طائرة أباتشى عليه وهو خارج من مسجد المجمّع الإسلامى في غزة.
ياسين، قبل أن يكون مجاهدًا كان داعيًا إسلاميًا ومتحدثًا وخطيبًا، فكان يمارس الدعوة في محيط عمله، فيجتمع ببعض الطلاب بعيد انقضاء الدراسة، ليعلمهم الصلاة والآداب، وتلاوة القرآن، فحفر الشيخ مكانته العالية بين العظماء، عاش مقاومًا، وخرج من الدنيا كما عاش فيها مرفوع الرأس، حاملا لواء المقاومة ورافضًا الذل والاستسلام لكيان اغتصب العرض وسرق الأرض.
كان ياسين يطوف المدن والقرى الفلسطينية رغم شلله، للإطمئنان على الأوضاع في فلسطين، وحث شباب المقاومة على الدفاع عن الأرض ورفض الإحتلال.
ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان التابعة لقضاء مدينة المجدل - التي تقع علي بعد 20 كيلو متر شمالي غزة، في شهر يونيو من عام 1936 وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية مات والده وعمره لم يتجاوز ثلاث سنوات وكني في طفولته بأحمد سعدة نسبة إلى أمه السيدة سعدة عبد الله الهبيل لتمييزه عن أقرانه الكثر من عائلة ياسين الذين يحملون اسم أحمد.
كان يبلغ أحمد ياسين من العمر 12 عامًا حين وقعت نكبة فلسطين عام 1948 هاجرت أسرته إلى غزة مع عشرات الآف الأسر التي طردتها العصابات الصهيونية.
تعرض وهو في السادسة عشرة من عمره لحادثة أثرت في حياته كلها، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق إثر مصارعة ودية بينه وبين أحد زملائه عام 1371هـ - 1952 وبعد 45 يومًا من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه مصاب بشلل رباعي.
ولم يخبر أحمد ياسين أحدًا ولا حتى أسرته، بأنه أصيب أثناء مصارعة أحد رفاقه - عبد الله الخطيب - خوفًا من حدوث مشاكل عائلية بين أسرته وأسرة الخطيب، ولم يكشف عن ذلك إلا عام 1989.
ونتيجة لذلك كان أحمد ياسين لا يقدر على تحريك الأشياء إلا بلسانه فقط.
وبعد إصابته بالشلل كرس أحمد ياسين شبابه لطلب العلوم الإسلامية، حيث درس في جامعة الأزهر في القاهرة. وكانت القاهرة هي المكان الذي تشكل فيه إيمان أحمد ياسين بأن فلسطين أرض إسلامية حتى يوم القيامة، وليس لأي زعيم عربي الحق في التخلي عن أي جزء من هذه الأرض.
ورغم تعرضه إلى شلل شبه كامل في جسده تطور لاحقًا إلى شلل كامل إلا أنه لم يثنه الشلل عن مواصلة تعليمه وصولًا إلى العمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة.
وانتظم الشيخ ياسين في صفوف جناح المقاومة الفلسطيني، ولكنه لم يشتهر إلا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987 حيث أصبح رئيسًا لتنظيم إسلامي جديد هو حركة المقاومة الإسلامية أو اختصارًا حماس.
وفى عملية تبادل أسرى في ١ أكتوبر ١٩٩٧ وبوساطة أردنية وفى مقابل إفراج الأردن عن اثنين من عملاء الموساد حاولا اغتيال خالد مشعل تم إطلاق سراحه، وفى ٦ سبتمبر ٢٠٠٣ تعرض الشيخ لمحاولة اغتيال فاشلة و«زى النهارده» في ٢٢ مارس ٢٠٠٤ اغتالته إسرائيل بإطلاق ثلاثة صواريخ من طائرة أباتشى عليه وهو خارج من مسجد المجمّع الإسلامى في غزة.